بينما كان الرجل الثري ينطلق بسيارته في أحد الشوارع الخلوية سمع صوت شيء يرتطم بسيارته بقوة، فأوقف الرجل سيارته ونزل منها مسرعاً ودار حول السيارة حتى يرى ما هذا الذي ضرب سيارته وقد تبين له أن حجراً كبيراً قد أصاب سيارته في الباب الخلفي وقد أحدث في الباب تلفاً كبيراً، وبعدها تلفت
الرجل حوله فوجد ولداً صغيراً يقف جانب الطريق وعلى الطفل علامات الخوف وعدم الاطمئنان.
ثم اتجه الرجل نحو الطفل وهو يشتعل غضباً ومسك الطفل من كتفيه ثم هزه بعنف وهو يصيح مخاطباً
الولد أيها الولد المجنون لماذا ضربت سيارتي بحجر؟انظر للضرر الذي أحدثته في سيارتي ألا ترى كم هي حديثة وقيمة وهل تعلم كم سيكلف أبوك ثمن
إصلاح هذه السيارة فشعر الطفل بالخوف الشديد وقال للرجل آسف جدًا يا سيدي فقد مضى علىََّ هنا وقت طويل وأنا أقف على حافة الطريق وألوح بيدي وأحاول لفت انتباه أي أحد ولكن لم يقف أحد لكي يساعدني .
انظر هناك إن الولد الموجود في تلك الحفرة هو أخي الأكبر وهو مشلول، قد كنت أدفعه على كرسي
متحرك لنصل إلى قريتنا ولكن الكرسي تدحرج وسقط في تلك الحفرة وأنا كما تراني صغير ولا يمكنني حمله وإخراجه من الحفرة. فهل من الممكن أن تساعدني وتخرجه من الحفرة وتجلسه على الكرسي، ثم تأتي لأبي وتأخذ منه ثمن
إصلاح باب سيارتك وأكون لك شاكراً، وحينها سكن غضب الرجل وذهب للحفرة وأخرج الولد منها
ووضعه في المقعد الخلفي من سيارته وطلب من الطفل أن يجلس بجانبه ويدله على مكان منزلهم وعندما وصلوا أنزل الرجل الولد المقعد وأجلسه على الكرسي ودفعه حتى باب المنزل ثم اتجه إلى السيارة.
ولكن الولد الصغير أوقفه وطلب منه الدخول لمقابلة أباه ويأخذ منه قيمة إصلاح السيارة فشكره الرجل وقال للطفل بلطف بالغ لن أخذ منكم قيمة الإصلاح ولن أصلحها مع أني أستطيع أن أفعل ذلك ولكن
سأبقي على هذه الضربة لتكون تذكاراً لي حتى لا يضطر إنسان أخر أن ينبهني بحجر لمساعدة غيري.
عزيزى القارئ، ألا تتفق معى بأن حياتنا سيكون لها معن أعمق وأرقى عندما نساعد الآخرين، لا تستصغر أى نوع من المساندة، فمهما كانت تبدو بسيطة إلا أنها لها قيمة وأثر...أما
- إن لم تستطع أن تساعد الآخرين، فعلى الأقل لا تضرهم، كما قال دالاي لاما.
أعرف أشخاص كثيرين يكون لهم رغبة صادقة فى مساعدة الناس، لكن خجلهم يمنعهم من القيام بمساعدة أى شخص، لأنهم يفكرون ماذا سيقول الناس، وربما سينتقدهم البعض...لكن دعنى عزيى القارئ أخبرك عن خبرة متواضعة من الحياة وهى أن:
- الناس سوف تتحدث فى كل الأحوال، سواء قمت بتقديم المساعدة أو لم تقم.
- عندما يجتمع عدد من الأشخاص أمام حدث واحد، فغالباً لايساعد أحدٌ، لماذا؟ لأن كل شخص يعتقد أن هناك آخر سوف يقوم بالمطلوب، وينتهى الأمر على لا شئ. لذا
- لا تجعل خجلك يحرمك من متعـة مساعدة الآخريـن، وعندما تقرر المساعدة لا تفكر.كما قالت
سـما نوار
أعجبنى ما قاله لاعب الكرة البرازيلى، كريستيانو رونالدو قائلاً:
- علمني والدي دائما أنه عندما تساعد الآخرين، فإن الله سيعطيك ضعفًا. وهذا ما حدث لي بالفعل. عندما ساعدت أشخاصًا آخرين محتاجين، ساعدني الله أكثر.
إنها مسحة روحية إضافية عن أهمية مساعدة الآخرين.
وماذا عنك عزيزى القارئ، هل تطلب المساعدة إذا إحتجتَ لها، أم تشعر بأن ذلك إنتقاص من كرامتك؟!
أتمنى أن تطلب المساعدة إذا إحتجت لها، لأن ذلك سيقلل من حدة الإعتداد بالذات، ويمنحك قدراً من التواضع الداخلى، وسيشعِر الآخرين أنك يمكن أن تلجأ إليهم وتطلب مشورتهم، فيقتنعون إنك قريب منهم وغير منغلق على ذاتك.
أعرف أحد الأصدقاء فى العمل، George Eskander، موهوب فى مساعدة الآخرين، من يحتاج مساعدة يلجأ إليه، ومن يحتاج دعماً فنىاً يلجأ إليه، وهذا رائع، أما الأروع فهو فى طريقة ونوعية المساعدة، فلا يكتفى أن يعطى على قدر المطلوب إنما أكثر وبسخاء، ويمتد الأمر للذهاب بنفسه للمساعدة والتأكد أن الموضوع قد تم على أكمل وجه، عندها تذكرت عبارة عبد الكريم بكار قائلاً:
- كفي الناجحين فخراً أنهم يستطيعون مد يد المساعدة إلى غيرهم.
عزيزى القارئ، لقد قيل:
- لا يُبنى الحائط من حجر واحد، واليد تغسل الأخرى والاثنتان تغسلان الوجه.
- الفحم باتحاده يشتعل وبتفريقه ينطفئ.
إذاً، ما قيمة حياتي إن لم أكن مفيداً للأخرين. لذا
- كن ذلك الشخص الذى لا يستريح إلا براحة الآخرين، فإذ وجد إنساناً فى إحتياج، لا يهدأ إلى أن يقدم كل ما يستطيع.
متذكراً معك عزيزى القارئ:
بعض القيم، والنقاط الحياتية التى توصلنا لها من خلال الست والستون قصة السابقة ومنها:
1. من يخشى صعود الجبال، يعيش حياته بين الحفر.
2. هناك مَنْ يصطاد بالصنارة، وهناك مَنْ يصطاد بالشبكة.
3. لنضع أنفسنا مكان الآخرين ولا نحكم عليهم، فربما لو كنا مكانهم لفعلنا مثلهم.
4. إذا جعلت نفسك دودة، فلا تلُم الآخرين إن داسوا عليك بأقدامهم.
5. ليس كل ما يُعرف يُقال، فبعض الكلمات قد تفتح علينا وعلى الآخرين أبواباً قد لا يمكن غلقها.
6. آن الآوان لنرى أنفسنا بشكل أفضل، ونستثمر إمكانياتنا لتطوير أنفسنا فنعيش الحياة التى نرجوها ونستحقها.
7. الناس كالسلحفاة إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك فأدفئهم بعطفك، ولا تجبرهم على فعل ما تريد بعصاك.
8. لا تفترض أن الطرف الآخر سيفهم قصدك، ويرى الأمور كما تراها أنت.
9. إعرف طبيعة من تتعامل معه، فهناك من يكفيه نظرة ليعرف أنه أخطأ، وهناك من يحتاج إلى قدر من المواجهة الحكيمة ليعرف مكانه ومكانته.
10. كن متجدداً، تجنب تكرار ما فعله غيرك وأبدع جديدا لحياتك على الدوام ولا تكن نسخة من شخص آخر، فأنت شخص فريد فى قدراتك وليس لك نظير.
11. كن أنت التغيير الذى تريد إحداثه فى الآخرين.
12. عندما تنظر إلى الماضى تعلم منه، وعندما تنظر إلى المستقبل تطلع إليه.
13. إذا أردت أن تحلق مع النسور، فلا تقضى وقتك مع الدجاج.
14. إن لم تكن ناضجاً لقبول النقد، فلستَ ناضجاً بعد لقبول المدح.
15. غالباً ما يكون النجاح حليف أولئك الذين يعملون بجرأة، ونادراً ما يكون حليف أولئك المترددين الذين يهابون المواقف.
16. عندما تواجه التحديات، كن صلباً لا رخواً.
17. اعمل من الحجارة التى تواجهك، سلماً للارتفاع.
18. النجاح يتطلب منك أن تمشى فى الإتجاه الصحيح حتى لو كان بسرعة السلحفاة.
19. لا تظن أن رأيك هو الرأى الصحيح، أو هو الرأى الصحيح الوحيد.
20. كل حدث تتعرض له، تعلم منه، وخذ أفضل ما فيه، ولا تتباكى بل إمض بقوة.
21. التحديات التى تواجهها، إما تعطيك دفعة وقوة للأمام أو تتركك جريحاً متقهقراً، وكلاهما من اختيارك.
22. عليك أن تدفع مقدماً (إعداد وجهد ووقت...) ثمن ما تريد الحصول عليه.
23. يمكنك بالإرادة القوية أن تعوض ما ضاع، بل تحقق أكثر منه، لأنك الآن أصبحت أكثر خبرة من الماضى.
24. تظهر شجاعتك عندما تكون أنت من الأقلية.
25. ما لا يؤخذ كله لا يُترك كله وافعل ما تستطيع فعله الآن.
26. منع شخص من السقوط هو أفضل من مساعدته بعد السقوط.
27. أنت حيث تضع نفسك.
28. وراء كل تحدى (مشكلة)، فرصة عظيمة.
29. سلوك الشخص الناضج السوى لا يتوقف على سلوك الآخرين، إنما له مبادئه ومعاييره الخاصة.
30. الاختلاف فى حد ذاته يوسع مجال رؤيتنا للأحداث، وفهمنا للأشخاص.
31. معلومة بسيطة قد تنقذ حياتك وحياة الآخرين.
32. لنحيا ونحن على يقين من أن كل الأشياء تعمل معاً للخير.
33. الحياة تتعامل معك على أساس الاستحقاق وليس على أساس الاحتياج.
34. إسأل قبل أن تُقدم على أية خطوة جديدة.
35. أفضل استعداد للغد، هو أن تبذل قصارى جهدك اليوم.
36. ليس بالضرورة أن تكون عظيماً لكى تبدأ، بل ابدأ لكى تكون عظيماً.
37. اليد التى تنهضك عند تعثرك، أصدق من ألف يد تصافحك عند الوصول.
38. النجاح الحقيقى هو أن يكون كل من يتعامل معك ناجحاً مثلك.
39. كل ما تستطيع تصوره، يمكنك تحقيقه.
40. كل مجهود تبذله، ستستفيد منه يوماً ما، وبشكل ما.
41. عندما تمنح الآخر، سواء كنتَ تعرفه أو لا تعرفه، من خبرتك وأفكارك، فأنت إنسان رائع...
42. كلما إزداد الشخص نضجاً، كلما بدأ يتحدث فيما يُعْنى ويهم الآخرين.
43. علينا أن نشجع ونكافئ أنفسنا غير منتظرين مكافأة من أحد.
44. من الذكاء الا تكون ذكياً فى بعض المواقف.
45. إن أرت البحث عن اللؤلؤ فلْتغُص إلى الأعماق، وتكتشف الكنوز الدفينة.
46. كل حدث نمر به، له هدف فى حياتنا، علينا أن نستفيد منه.
47. إجتهد فى إستثمار وقتك ومجهودك وحماسك للوصول إلى هدفك، لا الهدف الذى يرسمه لك الآخرون.
48. عش حياتك بتلقائية وبساطة وعفوية، فالألسنة لن تصمت على أية حال.
49. اجتهد أن تقدم المساعدة بطريقة جميلة راقية تحفظ لمتلقيها كرامته ودون ان تشعره بالعجز.
50. مساعدة الآخرين تكون بطريقة صحيحة، وللشخص المناسب، وإلا ستكون النتيجة هى أن من يقوم بمساعدة الآخرين، قد يضر نفسه ويضر الآخرين معه.
51. اختار من تحيط نفسك بهم بعناية شديدة، فهذا سيصنع فارقاً كبيراً جداً فى حياتك
52. إن لم تكن تستطيع الطيران فاجرى وإن لم تكن تستطيع الجرى فامشى وإن لم تكن تستطيع المشى فازحف .. أيا ما كنت فاعلاً عليك الإستمرار بالتحرك نحو الأمام.
53 · جميل أن من نستشيرهم يكونون من أصحاب الكفاءة والخبرة وليس من أصحاب الثقة فقط
54.عندما يكون لديك رؤية واضحة ستتقدم، حتى وإن كانت الامور فى بدايتها غير ملائمة.
55. ليس معنى التجاهل هو ترك الحق، فإن تعرضت للتعامل بطريقة لا تليق، فاتخذ موقفاً إيجابياً بأن تدافع عن نفسك بكل قوة وحزم، لكن بموضوعية تامة.
56.لا تدع لسانك يشارك عينيك عند انتقاد عيوب الآخرين، متذكراً انهم مثلك لهم عيون وألسن!
57.ليس هناك مستقبل في أي وظيفة، انما المستقبل في الشخص الذي يشغل هذه الوظيفة.
58.النقد الحاد من شخص واحد ذكي أفضل من التأييد الأعمى للجماهير.
59- إن لم تكن أنت جزء من الحل فأنت جزء من المشكلة.
60-العقل الواعي هو القادر على احترام الفكرة حتى ولو لم يؤمن بها.
61- بعض الأشخاص طبعهم البشوش غلب ما يحدث حولهم من مشكلات وعثرات فى الحياة.
62- كن نفسك وعش واقعك، وهذه هى الخطوة الأولى لتتمكن من تحقيق ذاتك.
63- التراخي فى العمل قد يضيع عليكم فرصا كبيرة.
64- إقرأ كثيرا فيما يتعلق بمهنتك أو مهارتك..
65- غالبا ما تكون النصيحة التي لا تحب سماعها، هي في الغالب اكثر نصيحة أنت فى إحتياج إليها.
66- إن لم تستطع أن تبنى، فلا تهدم.
تاركين لك عزيزى القارئ، ولتأملاتك الشخصية، ولثرائك الفكرى، وخبرتك الخاصة، استنتاج العديد من الدروس المثمرة من كل قصة بل وإضافة الكثير إليها، ليصبح لكل قصة، على حدة، معنى عام، ومعانى خاصة تتوقف على مدى ثقافة القارئ العزيز...
ولدروسنا من التنمية البشرية بقية...
أخبار متعلقة :