شارع مصر والسودان شارع تاريخي رئيسي بحي حدائق القبة بالقاهرة كان اسمه القديم «شارع ملك مصر والسودان» حيث كان يسكن في نهايته الملك فاروق الأول فى قصر القبة احد و أهم القصور الملكية في عصر أسرة محمد علي و كما نعلم جميعا ان العلاقة بين مصر و السودان علاقة تاريخيّة ممتدة من الثبات و الرسوخ و وحدة المصير و لا تزال آثار مناطق شمال السودان وتشابهها الكبير مع حضارة مصر شاهدة على هذا التمازج والتأثر منذ آلاف السنين و هناك الكثير من الاحداث التي ساهمت فى انفصال السودان عن مصر وكان من الغريب مثلا أن تسعى مصر فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر إلى الوحدة مع سوريا القطر الأبعد جغرافيا و تهمل العلاقات مع السودان و هناك اخطاء سياسية كثيرة علي الصعيد السياسي والاقتصادي بين الطرفين فى التاريخ الحديث احياناً بجهل و احيانا لخدمة اجندات خارجية او مصالح شخصية أسهمت في مزيدا من الفرقة و الجفاء و عدم الثقة بالاخر بين الشعبين الشقيقين ،،
و قد استضافت مصر منذ ايام و لمدة يومين مؤتمرًا يحضره مشاركون من كافة القوى السياسية المدنية الفاعلة على الساحة السودانية لمناقشة سبل حلّ الأزمة الراهنة وإيقاف الحرب المستعرة منذ 14 شهرًا بين الجيش وقوات الدعم السريع و من الطبيعي أن تسعي مصر لحل هذه المشكلة لان هذه الحرب تشغل كلًا من مصر والسودان عن خطوات إثيوبيا لاستكمال بناء السد وملء خزاناته المعرض للتشقق والنشاط الزلزالي مما يعرض حياة المواطنين فى مصر والسودان للخطر و غرق الوادي !
الامر الاخر ان مصر تأثرت بأزمة اللاجئين فعدد اللاجئين فيها وصل إلى 9 ملايين أكثر من نصفهم من السودانيين بالاضافة الي ملف اخر و هو انه كما تسعى إثيوبيا لخلق موطئ قدم لها على البحر الأحمر عبر أرض الصومال تسعي إيران لنفس الغرض عبر السودان فقد طلب الجيش السوداني من إيران إمداده بالطائرات المسيرة لاستخدامها ضد قوات الدعم السريع ،، ايضا هناك تخوف من عودة الارهاب من خلال تنظيم الدولة الي الحدود الجنوبية لمصر في ظل وجود مشكلات داخلية فى السودان !
و اخيرا لاحظت موجة تحريض و كراهية بين الشعبين الشقيقين فهناك من يشعل النار في الجانبين و هناك من ينادي بطرد اللاجئين السودانيين من مصر معللين ذلك بأنهم يشكلون عبئًا ضخمًا على كاهل الموازنة العامة المصرية إذ يستفيدون من كافة الخدمات والدعم الذي تقدمه الحكومة دون أن يدفعوا الضرائب التي يدفعها المصريون و نسي هؤلاء ان مصر تتلقي العديد من المنح و المساعدات من الامم المتحدة و الاتحاد الأوروبي نظير استضافة هؤلاء اللاجئين ،، كما يدعي البعض بان هؤلاء اللاجئين سبب ارتفاع أسعار الايجار و السكن و اخذ فرص العمل فى وقت يعاني فيه المصريين انفسهم منّ البطالة و ارتفاع الأسعار !
هذا و قد تابعنا الجدل على مواقع التواصل بعدما أثار سوداني مقيم في مصر غضب المصريين على منصات التواصل عندما وضع لافتة لخريطة السودان على سيارته تضم مثلث حلايب وشلاتين - المتنازع عليها - بعد أيام من ترحيل صاحب صالون حلاقة سوداني في مصر لوضعه نفس الخريطة على واجهة محله ! و قد تابعنا كثيرا مثل هذا الجدل بشأن اللاجئين السوريين في مصر و لكن بنبرة اقل حدة و للأسف لا يتم التفريق بين اللاجئين و الضيوف الذين جاءوا إلى مصر للعمل و الاستثمار هربا من الحرب و للأمانة هناك من يستفز الجميع و يبالغ في الاحداث لنشر الكراهية و الفرقة بين الأخوة خصوصا وقت الأزمات التي يفترض أن تكون سببا رئيسيا فى التلاحم و التعايش و السلام و الرحمة و المؤازرة وقت الشدة ! و اعلموا ان رحلة العبور غير الشرعي الي مصر ليست سهلة و قد لقي الكثيرون مصرعهم بداية الشهر الماضي من هذا العام أثناء عبورهم بشكل غير شرعي عبر الجبال والوديان الجنوبية لدخول مصر وسط درجات حرارة مرتفعة وصلت في جنوب مصر إلى ما فوق الخمسين درجة لذلك نتمني ان نرى قريبا نتيجة للجهود المصرية لحل الأزمة السودانية و الخروج من هذا النفق المظلم و أن يتم التوصل إلى اتفاق شامل و عاجل بين الأطراف المعنية في السودان و إعلاء المصلحة الوطنية و عودة النازحين إلى مدنهم وقراهم واللاجئين إلى وطنهم و إلى ان يحدث هذا يجب أن ننتبه إلى ان هناك من ينشر الكراهية و العنصرية ضد اللاجئين لأغراض كثيرة منها تعظيم المشكلة لأخذ مقابل و اكبر قدر ممكن من المكاسب المادية و السياسية و تعليق بعض الفشل و الاخفاقات على شماعة ملف اللاجئين !
أخبار متعلقة :