مؤتمر قمة الناتو أفتتحها الرئيس بايدن ، يوم الثلاثاء والموافق 2024/7/9، في واشنطن، وأُختتمت أعمالها يوم الخميس الموافق 2024/7/11، وكانت قمة مرور 75 عام على تأسيس منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو). شاءت الأقدار ان تمّرُ الذكرى التأسيسية و ظروف الحلف ودوله في حال يرثى له : _
بداية بقمة رئيس مريض وقادة مهزومين سياسياً وساهموا في دعم جيش الاحتلال الاسرائيلي في ارتكابه جرائم حرب وابادة وضّد الانسانية، في غزّة، كما شهدها الواقع و الرأي العام الدولي وسيذكرها التاريخ. قادة مهزومين سياسياً بعد فشلهم في انتخابات البرلمان الأوربي وغيرها فالرئيس ماكرون فشلَ اوربياً، ولم يتصدر في الانتخابات البرلمانية الفرنسية، كذلك الحال في المانيا وفي بريطانيا، وقد يعزّز الخطر المحدق بمستقبل او بفاعلية منظمة الناتو نجاح الرئيس الأمريكي السابق والمرشح للانتخابات القادمة ترامب بالفوز والعودة إلى كرسي الرئاسة الأمريكية، وهو الذي سعى و يسعى إلى تقليص دور الناتو.
* قمّة عناوينها الأساسية ثلاثة أهداف وهي الدفاع عن اوكرانيا , الردع والدفاع وتحقيق الأمن الدولي وهي لم ولن تتحقق :
يوم بعد يوم، يتقدّم الجيش الروسي ويتوغل ويسيطر على مناطق وأراضي في أوكرانيا، وتفشل دول الناتو في الدفاع عن أُوكرانيا، وذلك بالرغم من حجم الدعم العسكري الذي قدمته دول الناتو ولاتزال لأوكرانيا، ويبلغ بمقدار 40 مليار دولار سنوياً، ومنذ اندلاع الحرب فبراير عام 2022، وحسب تصريح الامين العام للحلف للصحفيين خلال التغطيات الإعلامية للقمّة. روسيا لم تتأخر عن مشاركتها في قمة الناتو، ولكن بطريقتها الخاصة، حيث وفي افتتاحية القمة، أمطرت كييف بوابل من الصواريخ، أدت إلى مقتل العشرات. أرادت روسيا توجيه رسالة إلى قادة الناتو، الذين أدرجوا في مقدمة جدول أعمال القمة تعّهد دول الناتو بدعم عسكري كبير وطويل الأمد لأوكرانيا من اجل الدفاع عن سيادتها، مثلما صرّحوا.
_لم تنجح دول الناتو في تثبيت قاعدة الردع .و هل لا تزال قاعدة الردع العسكري ،التي تبنّتها الدول و احتمت خلفها فاعلة في الوقت الحاضر؟
_ ها هي روسيا ضمّت القرم في مارس عام 2014، وشّنت حرب على أوكرانيا عام 2022 . وها همُ الحوثيون ، وفي اطار دعمهم لغزّة ، ينجحون في استهداف السفن و البواخر المُبحرة إلى الكيان المحتل ،لم تردعهم لا امريكا ولا دول الناتو.
_ وها هي إسرائيل، وفي مواجهة مقاتلي حزب الله، جنوب لبنان، تتردّد في شّنْ حرب، لأنَّ عدوها يمتلك أيضاً قوّة الردع. أصبحَ مبدأ الردع لدول الناتو سياسي وليس عسكري ، و فائدته هو تعزيز ميزانية الحلف ،لإلزام دول الحلف بمشاركة مالية سنوية قدرها 2 ونصف بالمائة من الناتج القومي لكل دولة ،و تصنّف هذه المساهمة تحت باب ” الردع والدفاع ”
_ أمّا عن الهدف الثالث لقمّة الناتو وهو تحقيق الأمن العالمي ، فهو بالحقيقة أكذوبة قرون وليس ” كذبة ابريل ” . منذ تأسيس حلف الناتو عام 1949 , والذي تزامن مع نهاية الحرب العالمية الثانية ، و مع تأسيس التجمعًات و الاتفاقات الاممية و القانونية و الدولية ، و نحن نسمع و نقرأ عزم أمريكا ودول الغرب و العالم على سعيها الدؤوب للحفاظ على الأمن والسلم العالميين او تحقيقها ، ولكن لا أمن ولا سلمْ حلاّ في العالم ،الذي شهد حروب و احتلال وقمع وظلم ، ولا تزال.
* أخطر ما تقوم به الولايات المتحدة اليوم هو إعادة نظرية الحرب الباردة بشكل علني وواضح، بدءا من أوكرانيا وأوربا في وجه الاتحاد الروسي، وانعكاس ذلك على كل العالم..
* ما نعيشه اليوم هو أكثر من حرب باردة : إنها حربا ساخنة، بين الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو الذي ازداد عدد أعضائه كثيرا ليبلغ 32 دولة، بعد أن كان زمن الاتحاد السوفييتي 16 دولة، وبين الاتحاد الروسي، مدعوما من بعض الأصدقاء كما الصين وإيران وكوريا الشمالية، ولكن لا يمكن اعتبارهم حلفاء على شاكلة دول الناتو. وربما كوريا الشمالية هي الأكثر تحالفا مع موسكو بعد التوقيع على اتفاقية شراكة إستراتيجية شاملة في حزيران الماضي، تنصُّ على المساعدة المتبادَلَة في حال تعرُّض أي من البلدين للعدوان. والمساعدة المتبادلة لا تعني الانخراط في الحرب في حال تعرّضت أيٍّ منهما إلى عدوان، كما الحال في المادة الخامسة من معاهدة الناتو.
* اعلان بيان قمة الناتو بواشنطن وتبعاته :_
فهذا الإعلان الذي جاء من 38 مادّة ، إضافة إلى 6 مواد مخصّصة لأوكرانيا، تحت عنوان: تعهُّد بتقديم مساعدة أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا،، ...تعهدت فيه دول الناتو بتقديم كل أشكال الدعم لأوكرانيا، السياسي والاقتصادي والعسكري والمالي والإنساني، بشكل غير مسبوق.. وتمّ تخصيص 40 مليار يورو لها سنويا، وإتاحة كل مقدّراتهم الصناعية والدفاعية لدعم احتياجات أوكرانيا.. وتسليمها طائرات إف 16 الأمريكية، بعد أن تمّ تدريب الطيارين الأوكراني عليها.. والأخطر إعلان البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) لنشرِ صواريخ طويلة المدى في ألمانيا بدئا من العام 2025 و صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، وصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.
ومن أبرز ما اتّفقوا عليه :_ــ القلق العميق حيال العلاقات الوثيقة الصينية ــ الروسية، واتّهام الصين بأداء دور رئيسي في مساعدة روسيا،
ــ تعزيز وتعميق العلاقات مع دول آسيا والمحيط الهادي، لاسيما أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا، باعتبار أن الصين تمثِّلُ تهديدا أمنيا، بما في ذلك بسبب علاقاتها الوثيقة مع روسيا.
ــ التزام الدول الأعضاء بإنفاق دفاعي عند مستوى لا يقلُّ عن 2% من الناتج المحلي الإجمالي، كما ورد في قمية فيلنيوس العام الماضي.
ــ الاتفاق على أن أوكرانيا تسلك طريقا لا رجعة فيه نحو انضمامها إلى الحلف، لكن لا يوجد إجماع على قبول انضمامها حاليا إلى الناتو.
ــ الاتفاق على تزويد أوكرانيا بخمسة أنظمة دفاع جوي استراتيجية إضافية، والعشرات من أنظمة الدفاع الجوي التكتيكية للدفاع في الأشهر المقبلة..**
كل ذلك استدعى ردود فعل غاضبة من روسيا، وصرّح سفير روسيا في واشنطن أن هذا يشكل تهديدا مباشرا للأمن الدولي والاستقرار الاستراتيجي، ويزيد من مخاطر سباق التسلح الصاروخي، وهذا خطأ فادح من جانب واشنطن..
.. بينما كان رد فعل الصين من خلال سفارتها في واشنطن وبروكسل، أن (البيان مليء بالأكاذيب في المحتوى المتعلق بالصين، ويستخدم لغة عدائية ويتضمن استفزازات وأكاذيب، وأن الصين لم تكن سببا ولا طرفا في أزمة أوكرانيا، ولا تقدم أسلحة لأطراف النزاع وتفرض رقابة صارمة على تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج)
وبكل تاكيد الصين تدرِك جيدا أن انتصار الناتو على روسيا سيجعلهُ يتفرّغ تماما للصين، وسيأتي الدور عليها. البيان اتّهم بيلاروسيا في الفقرة 24 بإتاحة أراضيها ومنشآتها لخدمة روسيا في هذه الحرب، واتّهم إيران وكوريا الشمالية في الفقرة 25 بتأجيج الحرب من خلال تقديم الدعم العسكري المباشر لروسيا.
** لم يأتوا على ذكر الوضع في غزّة ولا عن حل القضية الفلسطينية. التركيز الأساس كان على روسيا ثمّ الصين. فروسيا بالنسبة للناتو هي عدو اليوم، بينما الصين تشكِّل تحدٍّ فقط..
** واضحٌ من خلال لهجة هذا البيان، أن الولايات المتحدة ماضية في طريق التحدّي، وبأن تبقى القوة الأكبر، والقُطب الأقوى في العالم، وهذا تجلّى في كلام بايدن حينما قال(لا ينبغي أن تتراجع الولايات المتحدة عن العالم، يجبُ أن نقود العالم)..
ان ولادة عالم متعدد الأقطاب ما يزال أمامهُ طريقٌ طويلٌ، لأن الولايات المتحدة لن تُسلِّم بذلك بهذه السهولة. وكردٍّ على الاتفاق الدفاعي الكوري الشمالي ــ الروسي، وقّع الرئيس بايدن مع نظيره الكوري الجنوبي خلال قمة الناتو على مبادئ الردع النووي، ليشمل سلاح الردع النووي إن تعرضت كوريا الجنوبية إلى هجوم نووي، وكان التهديد قويا لكوريا الشمالية.
واضحٌ من خلال لهجة هذا البيان، ومن خلال المؤتمر الصحفي للرئيس بايدن بعد القمة، أن الولايات المتحدة ماضية في طريق التحدّي، وبأن تبقى القوة الأكبر، والقُطب الأقوى في العالم، وهذا تجلّى في كلام بايدن حينما قال(لا ينبغي أن تتراجع الولايات المتحدة عن العالم، يجبُ أن نقود العالم)..
*ولادة عالم متعدد الأقطاب ما يزال أمامهُ طريقٌ طويلٌ، لأن الولايات المتحدة لن تُسلِّم بذلك بهذه السهولة. وكردٍّ على الاتفاق الدفاعي الكوري الشمالي ــ الروسي، وقّع الرئيس بايدن مع نظيره الكوري الجنوبي خلال قمة الناتو على مبادئ الردع النووي، ليشمل سلاح الردع النووي إن تعرضت كوريا الجنوبية إلى هجوم نووي، وكان التهديد قويا لكوريا الشمالية.
واضحٌ من خلال لهجة هذا البيان، ومن خلال المؤتمر الصحفي للرئيس بايدن بعد القمة، أن الولايات المتحدة ماضية في طريق التحدّي، وبأن تبقى القوة الأكبر، والقُطب الأقوى في العالم، وهذا تجلّى في كلام بايدن حينما قال(لا ينبغي أن تتراجع الولايات المتحدة عن العالم، يجبُ أن نقود العالم)..
* _ ان ولادة عالم متعدد الأقطاب ما يزال أمامهُ طريقٌ طويلٌ، لأن الولايات المتحدة لن تُسلِّم بذلك بهذه السهولة. وكردٍّ على الاتفاق الدفاعي الكوري الشمالي ــ الروسي، وقّع الرئيس بايدن مع نظيره الكوري الجنوبي خلال قمة الناتو على مبادئ الردع النووي، ليشمل سلاح الردع النووي إن تعرضت كوريا الجنوبية إلى هجوم نووي، وكان التهديد قويا لكوريا الشمالية. وبالطبع الرئيس بوتين مُدركٌ لشراسة الولايات المتحدة وحلفائها لدى المس بمصالهحم الاستراتيجية، وتشكيل أي خطر عليهم..
* إذا العالم أمام حرب باردة / ساخنة جديدة، بدأت من أوكرانيا، فكيف وأين ستنتهي، العلم عند الله .
أخبار متعلقة :