من حق الولايات المتحد الأمريكية أو أي دولة أخرى إن تدافع عن حقوق الإنسان كظاهرة إنسانية يشترك فيها الجميع ولكن أن تتخذها مطية لضرب الدول أو تؤخذ كظاهرة استعمارية إرهابية تخدم مصالح خاصة وتدمر باسمها أوطانا بكاملها أمر فيه من إهابة مبتذلة لحقوق الإنسان.. إن منطق حقوق الإنسان يقتضي إن لكل سكان الأرض أيا كان لونهم وقوتهم الحق في المطالبة بمحاكمة مجرمي الحروب تحت يافطاتها ..حروب إبادة جماعية أو حروب استعمارية بالمباشرة أو بالوكالة.. لكن المشكلة في الغرب عموما والولايات المتحد ة الأمريكية خصوصا هي المشاكل الاقتصادية والمالية التي يرون إن لا تتم معالجتها ألا على حساب الدول الضعيفة بتخريبها أولا ثم إعادة أعمارها بواسطة مؤسساتها المفلسة ..هذه الظاهرة هي بالتأكيد ظاهرة استعمارية تسحق فيها جميع القيم بما في ذلك قيم حقوق الإنسان التي يتبناها الغرب كمبدأ استعجالي للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وبالتالي، هل الغرب بريء من انتهاكات حقوق الإنسان..؟ وهل هو قادر على التأقلم مع هذه الحقوق بعيدا عن الأرمادة العسكرية المسخرة للخراب والدمار خارج أوطانه، بالتأكيد، هناك تجاوزات تجاوزت حقوق الإنسان فيه، بل وفي مصطلحها أضاعت معها ما يتغنى به الغرب من حكم ديمقراطي ومن مبادئ المساواة والحرية ، واحترام العقل والإنصاف في القانون الدولي.. كم قتل في العراق وفي أفغانستان وليبيا وغيرهم من البلدان..؟ وكم دمر من المباني والمخازن والمصانع..؟ العدد الإجمالي - رغم بعض الإحصائيات - لا يعلمه إلا الله.. فهل مبادئ حقوق الإنسان تؤمن للغرب ذلك -أي القتل والتدمير والإبادة ..؟- وهل الديمقراطية فيه تشترط ذلك..؟ مزاعم كثيرة تلف هذا الخراب الممارس على مدى التاريخ من حروب الرومان إلى حروب" جورج بوش" فحر ب" المعتوه ساركوزي" ثم حروب" التعافن العربي'' ضد اليمن، ومن لحق بهم من "الدواعش".. انه وطبقا لمبدأ حقوق الإنسان التي تتبجح به أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من حق كل دولة وقعت تحت طوفان الاستعمار إن تطالب بالتعويض والاعتذار كأقل تقدير، ومن ضمن هذه الدول الجزائر التي أبيد من شعبيها الملايين خلال الحقبة الاستعمارية وحتى التجارب النووية أقامتها فرنسا على أراضيها ولا زال سكان منطقة رقان يعانون من الإشعاعات النووية.. لقد اعتذرت أمريكا للشعب الفيتنامي ، وروما للشعب الليبي ، لكن الاعتذارين تما بأسلوب فيه الأسوأ مما سبق..لكن، يبدو أن فرنسا بالطغيان المتمركز في ضمير حكامها ما زالت ترفض الاعتراف بما قامت به من إبادات جماعية ضد الشعب الجزائري وجعلت منه ترفا سياسيا لحضارتها الهمجية،واخطر من هذا فإن "ساركوزي " تباهى بالجريمة وقال "إن فرنسا أعادت دورها العسكري في البحر الأبيض المتوسط و شمال إفريقيا .." !! وهذا بعد أن قتل أكثر من خمسين ألفا من الشعب الليبي وقام بتدمير شبه شامل للبني التحتية في ليبيا...حين يفتخر رئيس دولة بالإجرام بإعادة الجو الاستعماري لدولته فان مبدأ حقوق الإنسان لا تختفي فقط في الخطاب السياسي بل تتواري من الخارطة السياسية وتعوضها آليات الحروب الشاملة ليصبح العالم على فوهة بركان لا يبقى إن تفجر بعدها شيئا لا أخضر ولا يابس،ثم إن الولايات المتحدة الأمريكية رمز الدولة الكونية المفترض والمؤهلة حسب خبرائها الإستراتيجيين إلى قيادة العالم فأنها تبدو غير ذلك أنها ووفقا لتصريحات مسئوليها في تخلف سياسي يبدو شبيها بتخلف دولة لا تعرف إلا الفوضى وتقر سياسيا بالتخلف الجذري فيها ..مند سنتين او ثلاث أعلنت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة الأمريكية قررت وضع ثلاث إطارات سامية سورية على لائحة المقاطعة وحين سئلت لماذا وضع وليد المعلم على اللائحة أجابت لأنه قال(( سوريا تتعرض لمؤامرة خارجية)) وحين سئلت ثانية لماذا وضعت بثينة شعبان الناطقة باسم الرئاسة السورية أجابت(( لأنها ناطقة باسم سوريا ))وحين سئلت لمادا وضع سفير سوريا في لبنان على اللائحة أجابت((لأنه يجمع المعلومات لسوريا ))وهذه الإجابات لا يوجد في القاموس السياسي أسوا منها ، بل إنها تدل على إن الغباء الأعمى والممارسات للوهم بجنون في السياسة الأمريكية هي السمة البارزة اليوم، وهنا يمكن تصديق بلا تفكير أو تحليل مسبقين ما قاله المفكر الأمريكي "ناعوم تشومسكي" " إن الولايات المتحدة الأمريكية في طريق الانهيار "والمنطق يقول ذلك لأن الدولة التي تتصرف بهذا المستوى الانحداري وغير الواعي لا يمكنها التحدث عن حقوق الإنسان والإصغاء لها، والأسوأ من هذه إن إدارة "أوباوما " تباهت علنا بأنها الدولة التي نفدت أكبر طلعات جوية قاتلة في بلدان عدة.. !!
أخبار متعلقة :