قبل أن أتحدث عن المقصود من العنوان أسأل نفسي؛ هل التقدم العلمي في أي مجال هل هو في صالح البشرية أم ضدها؛ تصلني الإجابة فورا بأن التقدم العلمي لو كان في صالح البشرية سترفع له العقائد كلها القبعة؛ أم إذا كان ضد البشرية ويسئ إليها أو يصل بها إلى الدمار أعتقد أن العقول الذي ابتكرته ستحاسب عليه في الآخرة حسابا عسيرا.
أحيانا نحتاج أن نعبر عن مقصود معين باللجوء إلى تعبير قد يثير التعجب؛ أتذكر أنني كنت أشاهد كاريكاتير عن العالم وأنا صغير ككرة أرضية عليها خريطة العالم كله مركبة على جسم إنسان ؛ وكأن هذا الإنسان يحمل العالم كله ؛ ما أعاد هذه الصورة إلى عقلي بعد هذه السنوات الطويلة ما قرأته عن شريحة " إيلون ماسك " التي تم تركيبها أو زرعها في رأس أو دماغ بشرية ؛ ولكي يُفهم ما أقصده من العنوان ؛ يجب أولا أن أتحدث عن نجاح تجربة زرع شريحة في رأس إنسان مريض " معوق " واستطاع أن يتحكم في " ماوس " الكمبيوتر باستخدام الفكر فقط ؛ وقيل أيضا أن المريض تعافى تماما دون أي أثار سيئة قد تكون نتجت من زرع الشريحة في رأسه ؛ لقد كانت هناك محاولات قبل ذلك وتجارب للتمكن من تحقيق النجاح في هذه التجربة الفذة في عالم العلم ؛ هذه المحاولات بدأت عام 2016 بعد الحصول على الموافقات اللازمة للقيام بهذه التجربة على المرضى الذين أصيبوا بالعمى أو الشلل ؛ التي رُفضت من قبل خوفا من أن تكون لها تأثيرها السيء على المريض لو توقف عمل الشريحة ؛ لكن التجربة أجريت بالفعل في مايو من العام الماضي وكللت بالنجاح ؛ بالتأكيد هذه التجربة قفزت قفزة هائلة في عالم التكنولوجيا وخرجت من عالم الخيال السينمائي إلى عالم الحقيقة لتعطي الأمل لملايين المرضى المعوقين الذين يعانون مشكلات في المخ أو الحركة ؛ لكن السؤال دائما ؛ هل هذه القفزة لن تستخدم في أشياء أخرى تزيد من مشكلات البشر على جميع المستويات بل وعالميا مثلها مثل الذكاء الاصطناعي الذي يمكن أن يستغل في المفيد وفي السيء للبشر والبشرية ؟ ؛ بالتأكيد سيكون لها مشكلاتها التي نرجو ألا تتحقق . هذه هي الشريحة التي تم تركيبها في رأس بشرية وتمت بنجاحوجذبت الفكر نحو ما يحدث وما نراه في العالم من أحداث أقل ما يقال عنها أنها أحداث وتفاعلات وتحركات وسلوكيات مؤسفة للغاية ؛ والحديث عنها قد يتجه إلى سخرية الكلمات أكثر من جديتها ؛ كرأس عالمية مشتركة ومعوقة عن التفكير السليم ومن باب التمني أسأل هل يمكن تركيب شريحة في رأس أو دماغ العالم ؟؛هذه الرأس أو الدماغ المتمثلة في رؤوس من يحكمونه !؛ الرؤوس الكبيرة التي خرجت عن كل ما هو يحقق الأمن والرخاء للبشرية إلى الاتجاه العكسي فحققت كل ما هو سيء ومتعب وحزين بل ومدمر للبشرية!! ؛ أفعال وأعمال وتحركات تقوى الإرهاب بها ثم انقلب عليها! ؛ ما ينفقونه على أسلحة الدمار يمكن أن يحقق الطعام لكل فم جائع والكساء لكل جسد عاري ؛ والدفء لمن تغتالهم الثلوج ؛ هل يمكن انتاج شريحة تركب في الرؤوس يمكنها أن تعطي النصيحة لكل من لعب برأسه الشياطين ورأى أنه من الدين أن يقتل ويذبح ويميت وإن لم يفهمما تمليه الشريحة عليه ويقبلها ويأخذ بها تحوله أو تسخطه إلى قرد قد يتطور إلى إنسان بعد ألف عام حسب نظرية دارون ؛ نعم العالم أصبح معوقا مشلولا عن تطبيق سياسة الإنسان ؛ أصابه العمى عن الطريق الصحيح وانحرف إلى المعوجات التي لا تخلق سوى التوترات التي غالبا ما تنتهي إلى مذابح بشرية ؛ أقول من باب الجدية التي تبدو كسخرية بل سخرية مريرة على ما وصل إليه العالم بأنني أطالب أن تتحقق مع كل رئيس يحارب للوصول إلى كرسي الرئاسة بأن يشترط عليه الرضوخ لتركيب هذه الشريحة في حالة نجاحه في الوصول إلى كرسي الحكم ؛ توجهه إذا خرج فكره عن السياسة التي تحفظ للعالم بشريته وإنسانيته ؛ هل ينجح إيلون ماسك في إخراج شريحة تسمى " شريحة شفاء إعاقة الرؤساء " ؛ لكن السؤال كيف تكون هذه الشريحة وما حجمها فقد يحتاج بعض الرؤساء إلى شريحة تمتد من رأسه إلى قدمه !!!!.
رأس الحكمة ورؤوس الحكمة
**********************
لا شك أن الاستثمار في رأس الحكمة جاء كفرجة أمل وأقول كفرجة أمل وليس بابا أو بوابة للدخول إلى الأمل بكامل اتساعه أو اتساعها ؛ نعم ستحقق دخلا يقدر ب 35 مليار دولار لا بأس بها بالتأكيد في ظل الظروف الراهنة التي أصبح فيها الدولار يحتاج إلى فانوس سحري يُدعك ويخرج منه الجني شبيك لبيك أنا بين أديك فُيطلب منه الدولارات فيعتذر بأنه لا يملك حتى ولا دولار واحد بعد أن اُستنزف بطرق شتى ومن ضمنها السوق السوداء وأصبح الحصول عليه كالحصول على مولود من عاقر ؛ نعم ليست تشبيهات خيالية ؛ أنها الحقيقة التي لا ينكرها أي مسئول كبر أو صغر ؛ نعم مصر تمر بأزمة غير مسبوقة وبالتأكيد لا داعي للعودة للأسباب نعيد ونزيد من كلمات لا فائدة من إعادتها وأسباب فات وقت الحديث عنها وليس أمامنا سوى الواقع وكيف نتغلب عليه ؛ لقد أتت عملية الاستثمار في رأس الحكمة كبادرة أمل في ضخ نفس قصير جدا ليس ألا ؛ وقد يأتي غيرها كما يشاع ونتمنى أن يحدث لكي تخرج مصر من هذا المأزق الاقتصادي وأعيد ثانية الغير مسبوق ؛ لكن أمام هذا الحدث يجب أن نقف أكثر من وقفة ؛ أولها السُعار الإعلامي عن الحديث عن هذه الصفقة أو هذا الاستثمار كما يجملونها وكأنها طاقة القدر فتحت بابها عن آخره أو مغارة على بابا وما علينا أن نغرف دون حساب ؛ نعم سُعار إعلامي وضع مصر في إطار لم أكن أتمناه ؛ وكأن هذه الصفقة هي كلمة السيد المسيح لميت لك أقول قمفتعود له الحياة ؛ إعلام بائس ما أن أُُعلن عن هذه الصفقة حتى تهافتت الأقلام الفقيرة في مدادها للكتابة عنه كذباب وجد قطعة من الحلوى فتهافت يطلق عليها لعابه ثم يمتصه ؛ 35 مليار أصابت الجميع بالهوس فكتبوا وكتبوا وكأن مصر متسولة تقف على قارعة الطريق تفتح يدها لمن يعطي لله ؛ إعلام فاشل أصبح ينتظر أي كلمة من فم مسئول حتى لو كان مسئولا عن الصرف الصحي فيجري بها ليتقيأها على الأوراق أو الشاشات بعد أن ينفخ فيها حتى تصبح بالونا طائرا ؛ استثمار رأس الحكمة ليس هو الذي سيمرر الأزمة الاقتصادية من عنق الزجاجة ؛ لكن الرؤوس الحكيمة هي التي يمكن أن تمر بها من عنق الزجاجة ؛ فإذا كانت الرؤوس الغير حكيمة هي التي أوقعتنا والمقصود بها الحكومة مع مجلس النواب مع مجلس الشيوخ لأنها حكومة لم تؤدي واجبها وأهملت وخرجت عن الطريق الصحيح ؛ ومجلس نواب يعقد استجوابات لا تحل ولا تربط ؛ ولمنرى أي حكمة من رأس مجلس الشيوخ ؛ الاستثمار الحقيقي الآن هو إعادة النظر في كل من أطبق على كرسي من كراسي الحكم واسترخى عليه حتى كتم أنفاسه ؛ من فشل في الفترة السابقة فليسامحه الله وفقط عليه أن يترك المقعد ليس لكي يكتم أنفاس مقعدا آخر في أي مكان آخر ؛ عليه أن يستريح في منزله ؛ وأن يحل محله من يستطيع أن يضع طوبة في بنيان جديد وإن لم يظهر مهارته خلال فترة قصيرة عليه أن يستريح ولا محاباة في مستقبل وطن وشعب ؛ مصر كما تحتاج إلى استثمارات كرأس الحكمة تحتاج إلى مسئولين يحملون فوق أكتافهم رؤوس الحكمة . الآن أسمع عن استثمار آخر " راس جميلة " أتمنى أن يتم وأن تعطي للاقتصاد نفحة من جمالها في هدوء وبدون شوشرةوسفاهاتالإعلام!!
التقاء الأصوام على منبر العقائد:
************************
من المصادفات الجميلة أن يأتي الصوم الكبير " الأربعين المقدسة " للمسيحيين مع نفس اليوم لصوم شهر رمضان المبارك هذا العام وكأن الإنسانية تنادي بأن الصوم لله كما العقائد أيضا؛ ومن باب المزاح أو الفكاهة أقول يبدو أنه نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة وكمشاركة وجدانيةومحبة ترك المسيحيون الأطعمة الدسمة التي يكون عليها الطلب متزايد في شهر رمضان لأخوتهم المسلمين. لا أعتقد أن هناك مكان يحتفل وتعمه الفرحة بالمناسبات الدينية مثل مصر ؛ حقيقي سافرت إلى أماكن كثيرة في العالم ولم أشاهد أيام شهر رمضان المبارك كما نراها في مصر ؛ ولم أشاهد فترة الصوم الكبير والتي تنتهي بعيد القيامة المجيد كما أشاهدها في مصر ؛ ثلاثون يوما طوال شهر رمضان تشعر فيها بالفرحة التي تعم الجميع ؛ مسلمون ومسيحيون ؛ الحلوى الرمضانية تجدها في كل بيت ؛ السهرات الرمضانية والمسلسلات التلفزيونية الجميع ينتظرها ؛ في فترة الصوم الكبير بأحاده الجميلة كل أحد له احتفاله الخاص ؛ وخاصة أحد الزعف وأعرف الكثير من الإخوة المسلمين أشاهد بيدهم أوراق الزعف ؛ ولماذا لا فهو احتفال بدخول السيد المسيح إلى أورشليم ؛ بالتأكيد أنا أتحدث عن الشعب الذي تربى على حكمة " الدين لله والوطن للجميع " وليس الشواذ الذي يحولون الأديان إلى تعصب وكراهية ومحاربات شيطانية " ؛ مصر الجميلة تحتفل بأربعة مناسبات دينية كبيرة خلال العام ؛ المشاركة الوجدانية فيهم هي فرحة أمام السماء التي يحكمها إلاه واحد وهو الذي ينظر إلى الجميع ويحب الجميع ويرزق الجميع ويحمي الجميع ؛ بل يحمي مصرنا الجميلة من كل أذى ؛ مصر التي ترتفع مآذنها ومناراتها ؛ مساجدها وكنائسها في كل مكان ؛ حقيقي مصر هي البلد الوحيد الذي تشعر فيها ببهجة المناسبات الدينية والأعياد ؛ كل عام ومصر مباركة دائما ومحمية من الله الذي يبسط حمايته على الجميع .
استثمار لصالح " قادرون باختلاف "
**************************
كم هي لفتة جميلة من الرئيس السيسي أن يخصص عشرة ملياراتدولارتستثمر ويكون عائدها لصالح " ذوي الهمم " أو " القادرون باختلاف ". منذ فترة قصيرة التقى الرئيس السيسي بمئات من ذوي الهمم في احتفالية جميلة؛الاهتمام بهذه الفئة هو مظهر من مظاهر التقدم الحضاري والوعى الإنساني ونشاهد هذا الاهتمام الشديد في الدول المتقدمة بصورة أكبر عن الاهتمام بالإنسان العادي بل يزيد وتعطى لهم أمكانيات أكبر وأكثر ؛ في مصر لم يبدأ الاهتمام الفعلي سوى منذ ستة أعوام وبالتحديد عام 2018 بإقرار قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ؛ ثم كانت الاحتفالية الأولى بهم عام 2019 تحت مسمى " قادرون باختلاف " ثم توالى الاحتفال كل عام منذ ذلك التاريخ واعتبرت من الاحتفالات الثابتة ضمن الاحتفالات على مستوى الدولة وقال فيه الرئيس السيسي أنه أصبح يوما تعيش مصر على أثاره المعنوية المبهجة عامها كاملا . خطوات عريضة اتخذت وتتخذ بخصوص ذوي الهمم كان المفروض أن تتخذ منذ فترة طويلة ؛ فحسب مؤشرات أو إحصائيات عام 2022 أظهرت أن نسبة الذين يعانون من صعوبات عضوية أو ذهنية قاربت حدود ال 11 % وهذه ليست بالنسبة البسيطة لأنها تقدر بحوالي عشرة ملايين أو أكثر من كل الفئات والأعمار ؛ هذه الفئة الكبيرة حُرمت من بعض القدرات ؛ لكنها لا زالت قادرة على العطاء في مجالات مختلفة ؛ فقط تحتاج من المتخصصين اكتشاف هذه الجوانب وتنميتها ؛ نعم تأخرت الدولة كثيرا في النظر إلى هذه الفئة في فترات الحكم السابقة ؛ كانوا بالفعل بعيدا عن أذهان الدولة والمسئولين ؛ ولم يبدأ وضعهم في دائرة الضوء إلا بعد 30 يونيو ؛ الدولة الآن وضعت هذه الفئة نصب عينيها بعد أن كانت شبه مهمشة من الدولة والرعاية كانت في أضيق الحدود أو لا تذكر ؛ وكان سيظل كذلك لولا دعم الدولة الآن والرئيس السيسي ؛ لا أكون قد ذهبت بعيدا إذا قلت أنها ثورة رائعة حدثت في عالم ذوي الهمم بعد أن كانوا على هامش المجتمع ؛ الآن تحقق حلمهم الذي كان مسلوبا منهم دون وجه حق ؛ ذوي الهمم يملكون من المواهب تفوق أحيانا أي فرد عادي لا يعاني من أي مشكلات أو إعاقة ؛ مصر نبغ فيها الكثير من أصحاب الهمم في مجالات كثيرة ؛ أسماء لمعت في سماء الفن والأدب ومجالات كثيرة ؛ قائمة كبيرة من ذوي الهمم الذين شكلوا وجداننا وعقولنا وملئوا قلوب المصريينوالآن نراهم كمذيعين وفي مجلس النواب وفي أماكن كثيرة ومجالات لم نسمع من قبل أن أحدا من ذوي الهمم تعدى عتبتها ؛ أما إذا ذهبنا إلى العالم فسنجد الكثير والكثير من ذوي الهمم نبغوا في مجالات عديدة وعلى سبيل المثال الموسيقي بيتهوفن الذي كان أصما . لقد قدَّمت الدولة للقادرين باختلاف كثيرًا ممَّا كانوا محرومين منه، أو بالأحرى أعادت تصحيح الأوضاع التي كانت خاطئةً، واضطلعت بمسؤوليّتها تجاههم على قاعدة الواجب المفروض نحو شريحة من أبناء الوطن ، والطموحات المأمولة، حزمةً من التسهيلات التي وفَّرها القانون، ومنظومةً للرعاية من خلال بطاقات الخدمات المتكاملة، ومزايا في السيارات وبعض الحاجات المُتّصلة بشؤونهم اليومية، بجانب الاهتمام بصناعة الأطراف والأجهزة التعويضية وتوطينها، والعمل الجاد لأجل التمكين في التعليم والتوظيف والمناصب القيادية وعضوية المجالس النيابية، الاحتفال بذوي الهمم أو القادرون باختلاف ؛ أصبح احتفالا سنويا ؛ تغمر الجميع فرحة بما وصلنا إليه من تقدم في رعاية هؤلاء الذين كان ينظر إليهم المجتمع نظرة لا تعدو نظرة شفقة متجاهلا ما بداخلهم من قوة وعزيمة يمكن أن تستثمر وتكون نتائجها مبهرة بل مذهلة بالنسبة للمجتمع والدولة ؛ دائما طوال هذه الاحتفالية نرى في الرئيس السيسى شعورًا بالأبوّة الممزوجة بالفخر، ويشيد دائما بما يُحفّزه ذوو الهمم من قيمٍ في نفوسنا جميعًا، ولا ينسى أنيعبّر عن الشكر والامتنان لعائلاتهم التي آمنت بأنهم قادرون على صُنع الفارق لأنفسهم وبلدهم. نعم يستحقّ القادرون باختلاف ما حقّقوه، وما ينتظرهم في الغد القريب بإذن الله ونرى نبوغا في كل المجالات من ذوي الهمم أو القادرون باختلاف بعد أن كان لا يلتفت إليهم وكأنهم غرباء لا ينتمون إلى الوطن.
أخبار متعلقة :