فى ظل تعقد الوضع فى غزة وتلك المذابح التى تجرى من جانب الكيان الصهيونى وعمليات الإبادة والتدمير وقتل الأطفال والنساء والشيوخ وذلك الحصار المرير الذى يخالف كافة القواعد والقوانين والأعراف الدولية و"اتفاقية جنيف" لحقوق المدنين أثناء الحرب وسقوط القناع عن الوجه الإجرامى للصهيونية.. لقد استيقظ العالم وعلى ذلك الكابوس وتلك الوحشية للكيان الصهيونى والتساؤل عما يحدث ومن هم الإسرائيليون وهل كان لهم وجود فى هذه "الأراضى" التى ادعوا بأنها أرض الميعاد ومن أين أتوا بذلك الوعد ولمن كان الوعد؟ .. هل كان وجودهم أقدم من الفلسطينيين أم العكس ومدى تعرض تلك الإطروحات للتزيف ومحاولة صبغها بصبغة "دينية "لشرعنتها وهو ما سنحاول التعرض له فى تلك السطورة المقتضبة وإلقاء الضوء على بعض المحاولات والدراسات حول من لهم الأحقية فى هذه الأرض.. لقد بنى الشعب اليهودى ادعاءه بأحقيته فى الأرض على أربع مقدمات أولها الوعد الذى قطعه الله لسيدنا إبراهيم وثانيها التواجد اليهودى فى الأرض وثالثها منح المجتمع الدولى السيادة السياسية لهم على فلسطين ورابعها الاستيلاء على الأراضى بالقوة .. كانت تلك الأرض المعروفة باسم "كنعان" تقع فى جنوب الشام والتى تضم إسرائيل والضفة الغربية وغزة والأردن والأجزاء الجنوبية من سوريا ولبنان وقد أطلق على هذه الأرض العديد من الأسماء من بينها فلسطين وأرض إسرائيل وبلاد الشام والأرض المقدسة وقد نعت سكانها بالكنعانيين .. ومن ثم لم تكن إسرائيل سوى أحد عناصر شعب كنعان وبعد قيام دولة إسرائيل فى 1947 اعتبرت "كنعان" هى الأرض التى احتلتها القبائل الإسرائيلية بعد "الخروج من مصر على يد سيدنا موسى وفقاً للتوراة ).. يقول "ميتشل بارد" فى مقال له بعنوان "الادعاء اليهودى فى أرض كنعان" وقد تعرض لذلك الادعاء الكاذب بأن اليهود قد أجبروا على التشتت على يد الرومان بعد تدمير "الهيكل الثانى" المعروف "بهيكل هيردوس" الذى تم تدميره على يد القائد الرومانى "تيطس" سنة 70 ميلادية وعودتهم من الشتات سنة 1800 إلى فلسطين والمطالبة باستعادة أرضهم.. ويستطرد "بارد" قائلاً: إن مسمى "فلسطين" نسبة إلى الفلسطينيين وهم شعب "بحر إيجة الذى استقر فى القرن الثانى عشر قبل الميلاد على طول السهل الساحلى للبحر المتوسط الذى يضم إسرائيل الحالية وقطاع غزة فى القرن الثانى الميلادى بعد سحق الرومان أخر ثورة يهودية وقد أطلق أسم فلسطين على ( الجزء الجنوبى من مصر ) المسمى بالضفة الغربية .. لقد احتلت القبائل الإسرائيلية الممثلة فى الأسباط الاثنى عشر لإسرائيل أبناء سيدنا يعقوب فلسطين سنة 1000 قبل الميلاد على يد "الملك داود" الذى اتخذ من القدس عاصمة لإسرائيل واستمرت المعارك بينه وبين أقطاب الفلسطينيين وتم انقسام شعب إسرائيل إلى قسمين بعد وفاة "سيدنا سليمان" على يد ابنه رحبعام إلى "مملكة يهوذا ول"مملكة إسرائيل".
أخبار متعلقة :