في مقال سابق لي كنت قد طرحتُ سؤالًا ارتأيت أن أختتم به ما كتبته.. فقلت: "إن كل أزمة تحمل في طياتها فرصة"، فهل سننجح اليوم في استخلاص الفرصة من رحم تلك الأزمة؟
قصدت بحديثي حينها حالة التعاطف الشعبي الواسعة التي تولدت نتاج ما جرى بحق أهلنا في فلسطين، وما تلاها من دعوات مقاطعة المنتجات التي ملأت المواقع والصفحات، ولاقت استحسانا وقبولا كبيرين، وكان لها رجع صدى فوري قوي، أحدث صداعا في أدمغة الشركات، كبدها خسائر بالمليارات!.. ولمن لم يقرأ المقال هنجيب له الموضوع من أوله، دون اللجوء إلى الإعادة، إلا بهدف الاستفادة!
انطلقت دعوات المقاطعة، وكان لها ما بعدها..
راقت الفكرة لي فأيدتها تمامًا ودعمتها، ساندتها وزكيتها، تناولتها في المقالات، وأعدت نشر التويتات، رأيت فيها تطبيقًا عمليًا للتعبير الاصطلاحي الذي أحاله البعض من كثرة تداوله من مجرد "مصطلح بلاغي"، إلى مثل يقال وحكمة يستدل بها "فلان بيضرب عصفورين بحجر"!
قلت في نفسي: لماذا لا نكون نحن هذا الفلان؟
لماذا لا نستغل الفرصة التي ألقت بها الأقدار في طريقنا، خاصة أن ما نراه أمامنا ليس مجرد عصفورين ضعيفين، سنتمكن من صيدهما بطوبة، وإنما سرب كامل من الطيور مختلفة الأنواع والأحجام، والصفات والمواصفات، منها الرِخاخ والنسور والغربان والصقور، إذن فالمغامرة مطلوبة! خضنا غمار التجربة، مؤازرة للأشقاء ومواليهم، وتقريعًا للأعداء ومموليهم!
يسبق هذا كله أو يتبعه، أو يأتي متزامنًا معه، تقليل حجم الاستيراد وتوفير العملة الأجنبية، وتنشيط الصناعة المحلية، وتشجيع المنتجات الوطنية.. عدة أهداف نبيلة رغم بساطة الوسيلة! نجحت المقاطعة "نسبيًا" في تكبيدهم خسائر لم ينكروها، خرجوا بأنفسهم ليعلنوها، لم يكابروا أو يغايروا أو يتظاهروا بعدم الاكتراث، لم يخرجوا ألسنتهم للناس، ويقولون إحنا ما خسرناش، هذا ما فعلوه بالضبط نتاج المقاطعة والضغط!
فماذا كان عنا؟ كيف تصرفنا وماذا فعلنا؟!
أخبار متعلقة :