حوار / هند محمد على
- إلى أى مدرسة تميل.. النهايات المغلقة أم النهايات المفتوحة؟
النهايات المفتوحة لانها تسمح للقارى بالتفكيروالبحث والتساؤل والتعايش مع الحدث أكثر ورؤيته تتسع وخياله فهونفسه يشارك معك فى الحل فعندما أقدم لك حل جاهز فهذا أمر سهل ولكن لا أعطيك حل وأتركك تشاركنى فى الحل أما النهايات الواضحة والمباشرة فهى تقلل من قيمة العمل.
-ماهى أهم الصعوبات التى قابلتك ككاتب؟
كانت الصعوبات فى البدايات تكمن فى فكرة الكتاب الورقى هل مازال له تأثير وهل له توزيع وقراء..ومن المحتمل أن تصادف دار نشر ليس لها اهتمام بالكاتب فلا تهتم بكتابك ولا تسويق كتبه وإقامة ندوات خاصة به أو تقديمه للإعلام .
ربما عندما صار لى خبرات فى المجال انتبهت جدا أن هناك أمور أستطيع عملها لنفسى بطريقة أفضل مما سبق وبالفعل أعوض حاليا ما لم أنتبه له من قبل فى كتبى الجديدة فى نطاق خبرتى ووجودى فى المجال الأدبى وحكم اتساع العلاقات وبعد ذلك اتجهت لمجال النشر فالأمور اختلفت ..
فأدركت رؤية صنع كاتب وهذا ما أقوم به مع زملائى فأنا اعتبر نفسى مكانهم ؛ فعندما أكلف بأمانة كتاب أكون معه خطوة بخطوة سواء من مراجعة الكتاب أو غلاف أو انتشاره وتوزيعه وندواته وتسويقه فى المعارض فحتى وإن كنت غير مشارك فأرسله مع دار زميلة مشاركة ..فأنا كاتب فى المقام الأول وليس تاجر ربما هذا الفارق لرؤية من يعملون فى مهنة الأدب والثقافة وبين التجار الذين يرغبون تحقيق المكاسب ؛ صحيح أن المال هام ولكن اذا تحول الأمر لمجرد تجار لن نستطيع صناعة أدب حقيقى فالأدب غذاء للعقل والروح من يعملون فى المهنة .
- ماهى أهم التكريمات التى حصلت عليها؟
أرى أن أهم تكريم لى كان من وزارة الخارجية المصرية عن طلايق السفارة المصرية فى المملكة العربية السعودية
كان قد تم تكريم عدد من الصحفيين المصريين الموجودين فى المملكة وحصلت على درع تميز وأنا سعيد به جدا لأنه نقطة هامة جدا فى مشوارى الصحفى .
كما فزت بإحدى الجوائز العربية فى مسابقة القصة القصيرة وهذه كانت مسابقة لإحدى دور النشر الكبرى وحصلت فيها على المركز ألثانى أو الثالث تقريبا .
-كمسئول فى دار نشر ..كيف بدأت الفكرة وماهى أهم الصعوبات ؟
فكرة النشر لم تحمل محمل الجدية فى البداية ولكن لى صديق لفت انتباهى وبدأت الفكرة مع ثلاث أصدقاء وأثرت كورونا علينا سلبيا واتضطررنا لغلق المقر الأول وتجمد الأمر مدة 7 أشهر ثم عدنا رويدا رويدا ..
ثم انسحب صديق وأكملنا أنا وصديقى الآخر ؛ولكنه لم يكن بالقاهرة فصارت المسئولية كاملة على أكتافى فأصابنى القلق وظننت عدم إكتمال المشروع ولكن بعض الزملاء قاموا بدعمى فى الطباعة فى اسكندرية والقاهرة ؛ وهدأ الأمر وصار على ما يرام وقبل عام أخذنا مقر جديد وبدأنا فى عمل منتدى خاص بالدار وبدأنا
نتشر فى الوسط الثقافى والأدبى ليس بدار نشر فقط ولكن أيضا كمنتدى له رؤيته ونقوم بعقد ندوات واستضافة مبدعين ومثقفين ونسعى لنشر الثقافة فالأمر بالنسبة لى تخطى مجرد دار نشر وإنما مشروع ثقافى وابداعى
أما العراقيل التى تقابلنا فهى المادة لأن الأزمة تكمن فى أن النشر ليس مربح فالطباعة الورقية تراجعت والأسعار ارتفعت جدا واستيراد الورق مكلف جدا والمطابع رفعت علينا الأسعار 4 أضعاف وبتالى أثر هذا على كمية وعدد الطباعة أيضا ؛ فمن كان يطبع 200 أو 300 صار يطبع 100 ومن يطبع 100 صار يطبع 50 أيضا ؛ قل التوزيع فى المكتبات وصارت تطلب روايات وترفض القصص والاشعار .
بدأنا نفكر فى التسويق الالكترونى فلجأنا لبعض المنصات الالكترونية ولكنها تأخذ ال "بى دى اف" وتعسفك فى المادة .
منظومة متعبة ومرهقة تحتاج إلى رأس مال كبير وعدم التفكير فى أرباح فى بادىء الأمر ولكى ننشأ مشروع ثقافى نحتاج لنصف مليون حد أدنى وعدم التفكير فى أرباح مدة لاتقل من 2 الى 3 سنوات على أمل ان يتحسن السوق وأسعار الورق تنخفض ويوجد دعم لدور النشر ؛ فهى تلعب دور ثقافى جيد فأنا كمسئول فى احدى دور النشر لا أقبل أعمال سوى الأعمال المحترمة فلا أقبل أى عمل أدبى به أى تجاوز فالأعمال التى تخضع إلى منطق التسويق التجارى والدجل أو الجنس أو كل مايخاطب غرائز الشباب أرفضها ولا أهوى التربح منها فأكرم واشرف لى أن أغلق .
وبالتالى نتعب قليل على أمل أن تتحسن الأمور ولو لقدر الله الأمور تراجعت للوراء سنتضطر أن نغلق المشروع الثقافى كما فعل زملاءنا
لكن أنا أتمنى أن تكون الحالة الثقافية و الابداعية مستمرة فنحن بحاجة لصناعة وعى والوعى لا يتشكل بمجرد أن أجلس مع ولد وأناقشه بكلمتين لكن أعطيه كتاب به مضمون.. أقيم له ندوة بها نوع من تشكيل وعيه الحالة كاملة .
الأزمة المادية تشدد ولكن على أمل ان تتحسن مستقبلا .
-كيف تتعامل مع الخطوط الحمراء؟
الخطوط الحمراء هى التى يضعها الانسان لنفسه ؛ نحن فى بلدنا لا يوجد خطوط حمراء إلا فى مواضيع معينة وأنت من تستطيع تقييم الصح والخطأ فليس من المعقول أن أقيم ندوة أوكتاب أتطاول فيه على مسؤولين الدولة فهذا مرفوض ولا يليق أو تطاول ولغط فى الدين والقضايا العقائدية أو أخاطب غرائز الشباب أو أغيبهم بموضوعات عن عفاريت ودجل وشعوذة .
أما اذا تقصدين المعنى الآخر للخطوط الحمراء بأن هناك قيود تعوقك فلا فأنا كثير ما أظهر فى البرامج التليفزيونية لايفرض أحد ماذا أقول فأنا أعى ماذا أقول وكيف أنتقد مسؤولين دون تطاول فهناك فرق بين النقد البنَاء والنقد الهدّام
فاذا كان الانسان لديه رؤية نقدية فى كافة الماليات يستطيع أن ينقد وكما شاهدنا رئيس الدولة وهويقول اختاروا من تريدون
وبالتالى هناك مساحة للحرية لكن فى نفس الوقت دون تجاوز لكن لدينا أزمة فما أكثر المناظرين .
- هل ترى أنه يوجد نقد حاليا .. وإلى أى مدى أفادك؟
نعم يوجد .. واستفدت كثير وبالتقريب حصلت على نقد من معظم نقاد مصر لكتبى سواء على المنصة أو رؤية نقدية
نقد بناءّ ؛ ولكن تعرضت ذات مرة لنقد هدّام فى احدى الندوات وجدت اثنين من الحاضرين قاموا بعمل مداخلات تفيد بفشلى وعدم قدرتى على الكتابة ؛ واكتشفت أن غرضهم كان هدم الندوة لمن قام بتنظيمها وحتى هذا تقبلته وصار أحدهما صديقا لى
النقاد دائما لهم دور مهم ؛ فعندما قمت بتسجيل ملاحظات للمجموعة القصصية "قلب مهزوم" أول كتبى استفدت عندما كتبت المجموعة القصصية "الكيس الأسود" وازداد الوعى وأنا أكتب "موعد فراق" الوعى والادراك زاد أكثر فى "نظرة وداع" فكانت رؤية النقاد أن نظرة وداع مرحلة مختلفة فى الكتابة عن السابقة ؛ وهذا جعلنى فى يوم من الأيام محكَم فى احدى المسابقات الهامة فى الدولة فقد وفقنى الرحمن فى التحكيم مرتين ؛احدهما مسابقة تابعة للنشر الاقليمى وهذا لم يأتى من فراغ فقد آتى من رؤيتى فى بعض الندوات مع زملاء فلست بناقد ولكن لى رؤية نقدية وملاحظات مما جذب لى أعين المسؤولين لأصبح محكم .
- دور المرأة فى كتاباتك؟
أثرت المرأة فى كتاباتى بسسب الأم فدائما كنت آرى المرأة أنها أمى فقد توفت الوالدة وهى شابة صغيرة وصدمت فى رحيلها
فدائما أنظر للمرأة بعيون أمى وأنظر لها بشكل من الاجلال والتقدير
-من هو مثلك الأعلى؟
والدى رحمه الرحمن كان له تأثير قوى فى تشكيل شخصيتى ورغم اختلافه معى فى اختيار مشوار الكتابة ورغبته فى امتهان مهنة الحسابات بالبنوك معه؛ لكن الانسان لم يتخل عنى فأنا فخور به وأتمنى أن أشبهه لو بدرجة بسيطة
وآخر ما اختم به كلماتى لن يوجد من يحبك كما أحبك أبوك وأمك .
أخبار متعلقة :