مدينة العلمين الجديدة أو مدينة الأحلام ، كانت شاهدة في التاريخ القديم على الحرب العالمية الثانية، نجدها اليوم مدينة صديقة للبيئة و شاهدة فى التاريخ الحديث على التطور العمراني العصري والذكي و الاستثمار الواعى للسياحة ، ولهذا رکزت الحکومة المصرية جهودها في تحقيق مشروعات تنموية جديدة ، فأرتبط نجاح التنمية السياحية المستدامة 2030 بالتخطيط السياحى ، وفهم مفهوم ومكونات التنمية السياحية المستدامة ، خاصة أن التنمية السياحية من القضايا المعاصرة فى كثير من الدول لأنها تهدف إلى زيادة الدخل القومى و الفردي وبالتالى تعتبر أحد المصادر الرئيسية للتنمية الاقتصادية ، أما الأن و بعد احتفالنا بالعيد العاشر لثورة 30 يونيو و التى تعتبر و يُعد أهم انجازاتها أن اتجهت انظار الدولة المصرية إلى إنشاء المدن الجديدة على رأسها مدينة العلمين الجديدة وموقعها المتميز سيجعلها بوابة مصر على إفريقيا ، هي أول مدينة مليونية فى الساحل الشمالى مصممة لاستيعاب ما يقارب 3 مليون نسمة ،مناسبة للعيش طوال العام ليست فقط مدينة للمصيف فهى تمتلك مساحات زراعية للنخل والزيتون والرمان، وتعتبر إحدى مدن الجيل الرابع. ، خاصة مع تشابهها مع العاصمة الإدارية الجديدة من حيث ضخامة المشروعات العالمية و الفندقية التي ستقام عليها و التى ستضاهي الأبراج الفندقية بالمدينة أبراج دبى،بالطبع هو استثمار قوى واعٍ للمستقبل فقيمة الاستثمارات بالمدينة تبلغ عشرات المليارات على طول شاطىء المدينة أى 14 كم مما يؤهلها على أن تحتوى كورنيش عالمى متميز ، كما ستستفيد الدولة بكل بقعة شاغرة فى المدينة سواء فى إقامة الفنادق الفاخرة و مراكز المؤتمرات بمواصفات عالمية ،أيضا لم تغفل الدولة عن أهمية التراث الثقافى و الإرث التاريخى الهام لهذه المدينة فقررت أن تضم بين جنباتها مكتبة بحجم مكتبة الإسكندرية ، متحف مفتوح ، مركز ثقافى ، دار اوبرا ، مقابر الحرب العالمية ، مسجد و كنيسة ضخمة ،و لأجل استقطاب شريحة السائحين الشباب عملت الدولة على إنشاء متنزه دولى ، ملاهى ، نوادى رياضية و مراكز تجارية ، حدائق و غيرها .
علينا الأن دمج على هذه المعطيات و الإمكانات السياحية و الثقافية للخروج بمنتج سياحى ترفيهى ثقافى متكامل خاصة بعد مرور أربعة سنوات على إكتشاف مقبرة العلمين التى تقع جنوب الموقع الأثرى " قصور العطش"، حيث أسفرت أعمال البحث و الكشف عن مقبرة منحوتة فى الصخر، بها غرفة دفن رئيسية تحوى 14 فتحة دفن، وتم العثور بداخل تلك الفتحات على بقايا هياكل عظمية لرجال ونساء وأطفال حوالى 40 هيكلا عظميا وعلى بقايا توابيت خشبية متهالكة، وتبين أن المقبرة تعود لنهاية القرن الأول الميلادى وحتى نهاية القرن الثانى الميلادي، و بعد إقرار مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى فى يونيو 2021، إعتبار مقبرة العلمين أرضاً أثرية ، وهو القرار الذى إنتظره الأثريين منذ وقت للإحتفال بالكشف الأثرى الجديد ، فى حين وافقت اللجنة على الدائمة للآثار على ضم الموقع الأثرى كمنافع عامة آثار بحلول منتصف عام 2020 ، ينبغى علينا مواكبة العصر التكنولوجى الحديث و الاستفادة منه بشتى الطرق الممكنة لما له من أهمية قصوى لاستثمار المتاحف فى قطاع السياحة و و استخدام المقابر و المتحاف مثل متحف كهف رومل بمرسى مطروح الذى تم إعادة افتتاحه بعد ترميمه فى أغسطس 2017، ويضم مجموعة من الأدوات الحربية وخريطة للمواقع العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية، و متحف العلمين ، يأتى ذلك من خلال فن تسويق الثقافات وتحويل الجانب الاقتصادي ضمن مشاريع استثمارية للسياحة عبر اليات جذب اكثر عدد من الزائرين .
فاصبح اللجوء إلى تقنيه التسويق المتحفي أمر ضروري وملح جدا، ،و يمكننا تحويل المتحف من قطع جبسية صماء إلى قطع حية عبر التقنيات الحديثة و تحويل المتحف الواقعى إلى متحف افتراضي فى فضاء تخيلي على شبكة الانترنت يضم مقتنيات تتميز بتنوع أزماتها وأمكنتها، وتستعمل التكنولوجيا الرقمية في عرض الاعمال والوثائق والمواد والاشياء باختلاف مرجعياتها الثقافية والزمانية والمكانية، إذ تستعمل بعض المتاحف الافتراضية تقنيات الواقع الافتراضي ثالثي الابعاد ، كما يمكننا استخدام تقنية والهولوجرام و نظارات الـ V.R و تقديم عروضا تشويقية حية ملموسة تجذب الناظرين إليها ، مع أهمية دعم المتحف باقسام خاصة للزائر الذى يعتمد على لغة الإشارة أو لغة برايل ،بجانب تجديد الإصدارات والكتب والمزيد من العناصر الترويجية مثل الإعلانات والعلاقات العامة والتسويق الإلكترونى المباشر لنماذج من المعروضات المستخدمة .
بالطبع الجانب الترفيهى هام أيضًا فى التسويق السياحى وعليه أثمن مبادرة إقامة حفلات طول أيام الصيف، بداية من شهر 7 وحتى نهاية أغسطس، و التى تعتبر حفلات عالمية لجذب أكبر عدد من السائحين إلى مدينة العلمين خاصة أن التنمية السياحية في مصر ضرورة ملحة نظرا لأهمية السياحة في انتعاش الدخل القومي وتحسين الاقتصاد المصري ، نبارك لأنفسنا و العالم على مدينة الاحلام وفى انتظار المزيد لتحقيقه لتسترد مصر مكانتها السياحية العظيمة وسط دول العالم .
أخبار متعلقة :