لحمها العارى تحت قميص نومها الشفاف لم يغر عينيه بالتطلع الى مفاتنها والتهامها بنظراته فحسب ...بل جعله يتعلثم فى الرد عليها عندما قالت له بصوت رقيق
تصبح على خير يا مصطفى
وان ...وأن ... وانت من اهله
حاول أن يقبلها وهو يقبض على يديها الغضتين
_ مصطفى ...مصط ...فى ....اتركنى زوجة عمى فى الحجرة المجاورة
تخلصت منه ..وضعت الزجاجتين وعلبة السجائر المحشوة على الأرض بسرعة ....
اغلقت بينها وبينه الباب ...نظرت فى المرآة ..فى الثامنة عشرة ممتلئة الى حد البدانة ...
خمرية اللون سوداء الشعر ...واسعة العينين مكتنزة الفم ...طاغية الانوثة .. فاتنة لا ينقصها سوى صفة بسيطة ... لكنها فى مجتمعها هى كل شئ ... بدونها يقطعون للفتاة رقبتها ويلقون بها فى المقابر ..ارتعش بدنها بشدة
تعرفت عليه منذ ستة اشهر وهى فى الطريق من ( أرض الشركة ) الى سوق الأحد كان يسير مع بعض اقرانه وكانت هى بصحبة بعض صاحباتها فى الطريق الى السوق ...تناثرت كلمات الغزل حولهن تصنعن عدم الاستجابة أول الأمر ....عندما وصل الجميع الى السوق تقاربت بينهم المسافات بحكم الزحام الرهيب ..ثم تلاشت على الكوبرى الخشبى المعبر الى السوق , كتل من البشر تموج على الكوبرى دونما نظام أو ترتيب ....تلاطم وتلاصق وضع يده فوق كتفها البضة محتميا بالزحام ..اقشعر جسدها ..عندما نظرت على صاحباتها رأتهن فى أوضاع اكثر من ذلك ....همس فى اذنها بكلمات رقيقة ناعمة لم ترد ...لا تستطيع أبعاده للزحام احكام وقوانين تلغى كل ما سن خارجه ..استمرت المطاردة الى ان عدن الى بيوتهن
فى الأحد الذى يليه لم تذهب مع فتيات وحدها مضت فى الطريق الطويل برز لها مقهى على الناصية ..
قامته الطويلة صدره الفتى العريض ..رجولته تتراقص بين عضلات ذراعيه ..ابتسم .وسيم وجهه . غضت بصرها ومضت ...لاحقها احاطها بكلمات الغزل (( التقل صنعه ...ماله القمر ماله لسنا على باله ....اسأل مرة على ...أنا قلبى اليك ميال ))
كم من فتاة قلت لها هذا الكلام ؟
_ واحدة فقط ..اتريدين أن تعرفى أسمها ...اسمها هدير
فغرت فاها .. نظرت دهشا اليه فأكمل
_ لها خدان مثل وردتين حمراوين ..عينان واسعتان وقوام مثل ال ........
قاطعته
_ لا , لا .. انت زودتها .. ارجوك ابتعد
_ لا لن ابتعد ...لن يسامحنى قلبي ان تركتك
_ لو رآك احد لحدث لى ما اكره ...ارجوك
_ لن ابتعد حتى تضربين لى موعدا
- ماذا تقول !!
رأت احد اقاربها على مرمى البصر ..قالت بلهجة مرتبكة
_ ابتعد ارجوك
_ سأنتظرك فى التاسعة والنصف مساء خلف بيت أحمد اسماعيل
...لا تتأخرى ....
بعد عودتها من السوق ظلت حائرة .. هل تلبى الموعد خلف حائط البيت المهدم ..لم يكن اول موعد يضرب لها لبت قبله مواعيد ....لقاءات كانت تستمر اياما ...اسابيع ثم لا تلبث ان تنتهى ...ليست وحدها ...كل صاحباتها لهن نفس التجارب
لكن هذا البيت له مكانة خاصة فى عالم المقابلات هجره ابناؤه بعد ان لقي مصرعه فيه بسبب الثأر وهو لم يكتمال بناؤه بعد جدران تقف كستائر ليلية تتعاون مع الظلام لتحجب بعض الشبان والفتيات وراء اسواره .....
كلمات الحب واللوعة ...الغزل والغرام ..قبلات ..ضمات ...ضحكات ناعمة خلف ذلك البيت لا يقربه الا من وثق فى نفسه والا اخذت منه فتاته وقبلت واحتضنت امام عينيه ..وأصبح هو وهى مضغة بين افواه شباب المقاهى .....لا حديث لهم الا الفتيات المقابلات ...المطاوى
فى الموعد خرجت بحجة احضار الخبز من المخبز رأسا من يذهب لاحضار الخبز يغيب بلا حدود المخبز فى العزبة المجاورة ....
الخباز يخرج خبزه من الفرن الى ايدى زبائن تراصوا فى طابور لا ينتهى عندما اقتربت من البيت تلفت حولها خلفها لتطمئن انه لا يوجد من يرقبها ..اشارت اليه ..نادته بصوت خفيض :
عصام ......عصام
تقدم متهلل الوجه
كيف عرفت اسمى ؟1
من يسأل لا يتوه
قلبى لم يكذب علي
_ كيف ؟
_ سألته هل ستأتى من ملكتك ام ستجعلنى اقف الليل ساهرا دون جدوى
_ ماذا قال ؟
_ كيف لا تأتى لترى صورتها
_ صورتى !!
_نعم صورتك التى بداخله
.....ضحكا ..مضت بجواره خلف البيت هناك غيرهما الكثير حديث فياض الصبى والشباب ..أنوثة باهرة عندما شارف اللقاء على نهايته طوقها بذراعيه حاولت التملص لكن شفتيه كانتا أسرع فى احتواء فمها ......قبلة طويلة ..أوصلها الى المخبز ...عاد معها الى اقرب بيتها فى البيت فقط اطمأنوا انها اتت بالخبز تعددت لقاءات ومقابلات انتقلت من خلف الجدران الى احدى الحجرات غير الكاملة فى البيت غير المسقوف ......معه اصبحت لا تدرى ما تمنحه وما تمنعه ...أصبحت تتلهف عليه ...مواعيده ..حديثه ... قبلاته ...نسيت فى غمرة ضماته واحضانه نفسها ...افاقت لنفسها بعد شهرين من اللقاءات المستمرة داخل حجرة البيت الخرب سيقتلونها لو كشف امرها ...سيرفضه ابوها لو تقدم لا يملك المال ليست له وظيفة ثابتة لم يقضى الجيش بعد ...فكرت فى الهرب معه ...تراجعت ابوها صعيدى سيظل يبحث عنها الى آخر عمره ليقتلها ويمحو العار .. يئس فتاها من الوضع ...اختفى ...ظنت انه هرب ثم عرفت انه سلم نفسه للجيش ....اصبحت وحدها وضعها رهيب لا تدرى ربما اثمرت بذرة لقاءاتهما فى احشائها ......
سيكون مصيرها القتل لا محالة ...زوجة ابيها امرأة ماكرة من الممكن ان تعرف حتى دون ان تظهر عليها بوادر الحمل ..كانت زوجة لعمها توفى منذ سبعة اعوام فى حادث شركة الحديد والصلب
وكان والدها مطلق لوالدتها منذ عشرة اعوام فتزوجها وضمها واولادها الى رعايته ...اكبر ابنائها 0مصطفى ) فى نفس سنها ... لكنه مازال مظهره بالنسبة لها صبى يافع ...لا خبرة له فى عالم البنات ...والجدران الناقصة .... جبان لا يجرؤ على اصطحاب فتاة فى خلوة بعيدة .. هذا اذا وافقت الفتاة على مرافقته ,, ثلاثة اسابيع مضت اصبحت تعامله برفق وحنان .. تلثم يديه وهى تقدم له الشاى فأذا رفع وجهه لها سبلت عينيها وتصنعت الخجل ثم تمضى بعيدا ......صار لا يفارق البيت لا تمر ساعة الا وطلب كوب الشاى ....أو دخل المطبخ عليها طالبا طعاما ...بعدها باسبوع سافر ابوها وأمه الى الصعيد على اثر وفاة أحد الاقارب اصبحت معه والصغار وحدهم فى البيت صعدت درجات السلم وهى تحمل صفيحة المياه ... عندما اقتربت من باب الشقة اسقطت المياه فوقها وسقطت على السلم صارخة ...هرع إليها تصنعت الأغماء ....حملها ملابسها مبللة بالمياه .....الجو بارد جدا
وضعها على السرير .....حاول أن يفيقها ..... لا فائدة ....فتح دولاب ملابسها ....اخرج جلبابا وغيارا داخليا وفوطة ....خلع عنها جلبابها ثم وقف لحظات يتأملها .. نشف المياه عن جسدها ... مرر يده عليها عدة مرات وهى ترقبه ... افاقت منزعجة من اغمائها ...رفع يده ادار وجهه ...صرخت
_ آه ......آه
_ سلامتك يا بنت عمى
اشارت الى ركبتها سترت جزءا من جسدها بملاءة السرير اقتربت ....اخذ يدلك لها ساقها ... عندما أحسست بوقع أقدام تصنعت النوم وانقلبت على وجهها .... لم يلحظ ذلك ...دخل أخوهما الصغير سأل
_ ما الأمر ؟
صرخ فيه
_ خذ احضر زجاجة مطهر ميكروكروم وشاش
_ من اجزاخانة القصاص ؟
_ بسرعة
استرخت .....مستسلمة تماما لتمريرات يديه
لم أكن اعرف انك حنين هكذا يا ابن عمى
اذا لم يكن الحنان لابنة عمى فلمن يكون
....... بعد ان عادت امه وابوها من الصعيد لم يعد يخفى اهتمامه بها علمته بعض عبارات الحب ...اخضعته لنظرات لم تسلط عليه مثلها من قبل ......الخميس الماضى نادت عليه بجوار السلم ..هم اليها
ناولته زجاجتين , احداهما بيرة مثلجة والآخرى نوعا آخر من المسكرات وقطعة صغيرة من الحشيش ....اعتاد والدها ان يشرب عدة زجاجات مختلطة كل خميس وهو يدخن السجائر المحشوة ....سألها :
_ ما هذا ؟!
_ جرب وأنت تعرف
_ لي أنا ؟
_ الست رجلا مثله ؟ مد يده تناولهم من يديها دخل حجرته لأنه رجل لابد أن يشرب ويجرب ,, دار رأسه عندما أستقر المخلوط فى جوفه وتصاعد البخار من انفه ... كانت أمامه ...احتضنها تصنعت التملص من ذراعيه وعند للحظة معينة افلتت منه وهو كا لثور الهائج اليوم الخميس ....
وضعت خطتها النهائية ...شبه عارية على سريرها ..قالت امام الجميع انها ستتناول قرصين من المنوم ....اعتادت ان تقول ذلك طيلة الاسبوع الماضى المنصرم ....فى يدها اليسرى زجاجة صغيرة مليئة بالدم ...هو فى حجرته المقابلة ..المجاورة يتجرع البيرة يدخن الحشيش سيدور رأسه بعد قليل ...والدها ووالدته فى آخر الحجرة ...اخواتهما الصغار فى الحجرة المقابلة ...شعرت اذناها بصرير الباب ...تصنعت الاغراق فى النوم اقترب منها دار حول سريرها ... مرر يديه على الانوثة الماثلة امامه ...تركته ضمها اليه حركت فيه كبت المراهقة ...عنفوان الشباب ممزوجا بخليط غريب من البيرة ...بخار عجيب من الحشيش ...عند اللحظة الحرجة التى لا يمكن التراجع عندها افرغت زجاجة الدم على نفسها ...دفعت زهرية الورد من الكومودينو لترتطم بالبلاط محدثة دويا على أثره هرع من فى البيت لاستجلاء الامر .....عندها شاهدوا كل شئ .
أخبار متعلقة :