بوابة صوت بلادى بأمريكا

رأفت بسطا يكتب: بحبك يا مصر

أحبها حتى الجنون.. ورغم كل الخلافات التي بيننا الا انني مجنون بها.. اعشقها وليس بيدي حيلة غير ان اعطيها.. اعتدت ان لا اخذ منها.. مفتون بها.. حتى أنى لا ارغب بغيرها.. وهي تعاملني بجفاء.. وعدم اكتراثها بي جعلني أغرق في بحر مائها الاجاج.. ظلمها كظلامها لا يكاد يطاق.. والخطأ هو خطأي لأني أحببتها حب من طرف واحد.

رغم مزاجها المتقلب.. ودودة معي حتى كأني لا مثيل لي.. وقاسية حتى كأني قتلت اباها.. وما زلت ارضاها!! أنفاسها الرطبة تخنقني.. ضوء وجهها الأسمر يحرقني.. ودمع عينيها الممزوج كحلاً يعطشني..

تغضبني عندما تتجاهلني.. وتبتسم لغيري.. تغيظني عندما تتمايل بخصرها امام القاصي والداني.. ولا اكاد اطيق رؤيتها بثوبها الأسود اللامع.. وبيتها المفتوح للأغراب.. وهي تنتقل بين أحضان قطاع الطرق.

إذا غضبت احمر وجهها.. فكانت تلهب الجو كالبركان.. وان ادارت لي ظهرها.. تحول نهارها الى ليلها كلون شعرها.. اسود او بني.. كلون التراب الداكن.. ويذكرني شعرها المتموج باني من تراب وسأعود الى التراب.

ورغم انها تملك المال وتملك الجمال.. الا انها تبدو كعجوز متجعدة الخدود.. حانية الظهر.. كثيرة السكر.. وكأنها حزينة على فقد حبيبها.. وليتني كنت حبيبها.. او اعرف من حبيبها.

كانت بالأمس القريب تسمى عروساً.. ولكن بلا عريس.. وبلا اكليل.. وبلا حفل ولا تهليل.. فقط اطلاقات نار.. وخمر صنع من دماء محبيها.. انها تشرب من عشرات السنين.. فهل ستعصرني يوماً في كأسها الصدأ.. لتشربني وهي تتذكر أيام عرسها الذي لم يحصل.

اشعر بالحيرة دائماً.. لماذا تفعل بي مثل هذه الفعال.. لماذا تحب الخونة وتكره الاوفياء؟! لماذا انتِ بلا مشاعر؟! لماذا لا تحبيني وتحبين الحياة؟! ولماذا احبك ما دمت اعلم بان هذا الحب من طرف واحد؟!

لا املك الا جواباً واحداً.. احبك لأنك حياتي ومماتي.. بل انتِ قصة حياتي وجهادي.. احبك يا أجمل الأوطان واقربها الى قلبي.. وان قسوتي علي فستبقين في قلبي.. احبك يا مصر.. رغم ان هذا الحب من طرف واحد.. الا انه حب لا ينتهي بالفراق.                                                                                                                                          

 

أخبار متعلقة :