المصالح المادية تطغو على العالم وتسيطر بلا منافس من قبل انزال الفلسفة من السماء حتى ادخالها بيوت الناس على يد سقراط .. حتى اليوم . بل وغدا أيضا . ذلك ما يمكن تتبع مساره عبر التاريخ فعلى سبيل المثال لا الحصر لم يات الاسكندر المقدوني الى بلاد الرافدين لغرض دفء الشمس كما ان هولاكوا لم يغزوا الشرق لجمال نساؤه .. انها السياسة والسيطرة على مقدرات العالم المادي بكل معناه الموغل في التفاهة والشر وان رفع شعارات وابدل الأقنعة وحاول السيطرة على القناعات .. التي تمثل هدف اساس لا يقبل النفاق والتسويف وقد تمثل بالسيطرة المطلقة على الراي العام وتوجيهه كما يريد الاخر وتوظيفه بما ينسجم مع اغراضه وأهدافه وتحقيق مصالحه .
كان ذاك مذ خليقة الانسان وخلقه المدعى عليه في المحاكم الاثينية او المعلق على الصليب او الممزق على ارض الفرات مع فجر الإسلام وسيبقى الى الابد ما لم تتغير اخلاق الانسان وهذا عصي التغيير .. وقد ظهرت وسائل الاتصال والتواصل والاعلام والدعاية وجميع مفرداتها لتؤدي دورا اكبرا في تحقيق هدف التعمية والتغبية لحرف العقل الإنساني بعيدا عن الحقيقة ليتجلى ذلك من خلال دس السياسة والهيمنة على المقدرات العالمية .
تعتبر اللغة الشفاهية ومخاضاتها من اشارية وحركية ورمزية وصورية .. غير ذلك الكثير من مفردات قاموس التبليغ والهيمنة الإعلامية على عقول الناس عبر تشكيل كل ما ينبغي من انواع التفاهم والتواصل والسيطرة على مستوى حوار الاشخاص - كغريزة طبيعية متاصلة - او ما يخص الجماعة - كحاجة حضارية ملحة - ظلت تدور بفلك التبليغ بالمستجدات وغيرها من شؤون الحياة .. هذا ما جعل القوى السياسية تخصص المليارات وتدخل صناعة فن الاعلام بكل اسلحته الظاهرة والخفية لميدان الحرب وتحقيق المصالح بلا رحمة او نخوة او زحمة ...
هنا يعد الاعلام الدولي كسلاح فتاك .. بل هو من اهم الأسلحة في عالم العولمة في ظل هيمنة شبكات التواصل ... لانه يتغلغل في كل مكان ويكتسح الاسرة والانسان ويهيمن ويؤثر في توجيه الراي العام لخلق قامات وهمية ويصنع ابطال مزيفين كزيف التاريخ المليء بالسواد والظلام .. في ذات الوقت الذي يسقط فيه رموزا ومعالم وطنية وقادة وعلماء لا ينظمون تحت زيفه ولا يخدمون بما يتطلب خطه لدرجة تقتضي ان يسقطون ويهمشون وربما يقتلون عبر سهام وسم الاعلام الاسهل والاهم والأكثر سيطرة ... فهو سلاح ماض خطير كبقية الاسلحة واستخدامتها المعروفة لقادة الجيوش في سبيل تحقيق الاهداف والمصالح الحيوية ..
للأسف فان هذه الحقيقة وان بدت مرة . كطعم العلقم الا انها تعد طيعة طبيعية في عالم السياسة واذرعها التي اكتسحت ميادين الحياة وملفاتها الرياضية والفنية والسياحية والتراثية ... والكثير مما يطلق عليه أدوات الدبلوماسية الناعمة ..
غير ذلك ... يعد نفاقا اجتماعيا مهما حاولنا التزويق والتحذلق والتمنطق والتلويك ..!!
أخبار متعلقة :