بوابة صوت بلادى بأمريكا

العالم الدكتور فاروق الباز يفتح قلبه لـ «صوت بلادى»: تحصيل العلم و المعرفة لا ينتهى.. و إذا توقف فإن صلاحية الإنسان تنتهى

حوار . چاكلين جرجس

 

معلوم أن النجاح ليس أمرا عشوائيا، ولا يتحقق بالمصادفة أو بمجرد الأمل فيه أو الاستعداد له، وإنما له قواعد وتخطيط مسبق وعوامل مساعدة وكلها تضاف إلى الاستعداد والإرادة.

يستوي في قواعد النجاح الشخص والمجموعات والمؤسسات والمجتمعات والحكومات كل على حد السواء. فالنجاح هو صناعة مثل باقي الصناعات الناجحة التي تحتاج لتخطيط ومقومات وعمل شاق، بل إن صناعة النجاح للبشر تحتاج مجهودا أكبر لبناء شخصية الإنسان وفق قيم وقواعد العمل الحقيق وتحمل المسؤولية وعدم التواكل.

نعم ، فطريق النجاح غالبا  ما تعترضه الصعاب والمحبطات من الظروف و نجد أصحاب العزائم الفولاذية هم فقط من ينجحون فى قهرها و التغلب عليها ليعلو إسمهم عاليًا و يضىء ككوكب أو نجم لامع فى سماء الناجحين و من بين الكواكب المضيئة شاهدنا كويكب يلمع عاليًا محفورا عليه إسم عالم الفضاء المصرى  الدكتور فاروق الباز الذى لم يستسلم في طريق تحقيق حلمه فعندما حصل على الدكتوراه في الجيولوجيا من أمريكا وفور عودته لمصر، فوجئ بوزارة التعليم العالي، تصدر قرار تعينه في الجامعة لتدريس الكيمياء، لكنه أصر على العمل بتخصصه في حين كانت أحواله المادية سيئة، ورفض العمل في غير تخصصه إلى أن عاد مرة أخرى إلى أمريكا و بدء رحلة نجاحاته العظيمة و ساهم من خلال دراسته وأبحاثه و إدارة وكالة ناسا للفضاء في وصول الإنسان إلى القمر واختياره للأماكن المناسبة وهبوط رواد الفضاء على القمر في أول رحلة على سطح أبوللو عام 1969 ،ظل يفكر فى مصر طيلة فترات غيابه عنها وعن كيفية استغلال مواردها و صحاريها إلى أن قدم مشروع " ممر التنمية " الذى سيحقق عوائد اقتصادية كبيرة جدا ولكن على المدى الطويل.

 وعليه ، كان اللقاء والحوار التالي :

 

 والدى كان قارئا مثقفا ومتفهما، يحاول دائما أن يحصد المزيد من العلم والمعرفة لذلك لم يجد أن هناك أى تعارض حقيقى بين الدين و العلم ، بل على العكس فإن الله سبحانه وتعالى حثنا على التمعن فيما خلق ، كان والدى متبحرًا فى أصول الدين الحنيف و دائم القراءة فى هذا الفرع من العلم والمعرفة و فى الوقت نفسه كان يشجعنا جميعا على جمع العلوم الحديثة و لم يجد فيها أبدًا ما يتعارض مع علوم الدين الحنيف .

 

كان أول اهتمامى بالظواهر الطبيعية فى بلدة دمياط حيث قضيت سنوات طفولتى ومرحلتى الدراسة الابتدائية ، كان أهم تلك الظواهر الطبيعية التى لفتت انتباهى هو فيضان النيل فى صيف كل عام ، كنت أخذ أخواتى البنات بعد ظهر كل يوم لنرى حركة المياه السريعة كذلك ما تحمله مياه النيل من الجنوب مشتملة على أصناف و أشكال من أوراق الشجر و بعض الحيوانات الغريبة علينا مثل التماسيح ، كانت كل تلك الظواهر محورًا رئيسيا تشكلت من خلاله حياتى العلمية بعد ذلك .

 

نعم وهى أكبر بناتى الأربعة - منيرة –أكثرهم غرامًا بمصر لأنها عاشت معى هناك و عمرها عامان و كانت تحادثنى كثيرًا عن مصر و تسألنى متى سوف نعود إلى مصر ؟ ! لذلك ازعجنى جدا إعلانها يوماً ما أنها لا تود العودة إلى مصر ‘ ولما سألتها عن السبب قالت : لأن الإبتسامة هاجرت منمصر ؛ و كان ذلك فى آواخر حكم مبارك .

أما بالنسبة عن دعم و تنشيط السياحة فمازلنا نحبو فى هذا المضمار ، فوزارة السياحة لا تعرف كيف تسوق للسياحة و مكاتبها فى كل عواصم العالم لا فائدة منها .

و لابد أن يتعلم الشعب كيف يحترم السائح ، و كيف نوفر للسائح كل سبل الراحة لدعمهم للاقتصاد الوطنى .

 

نعم، كتبت عن جيل فشل فى كل ما كنا نحكى عنه من وحدة عربية ، و محو أمية ، و عدالة اجتماعية ، و تحرير فلسطين و لم نتمكن من تحقيق أى من تلك الأهداف الأربعة على الإطلاق ؛ لذلك أعتقد أن العالم العربى مازال يتخبط ولا مكانة له بالعالم .

 

نعم ، لأن السرقات و الهدر لكل الخامات الموجودة يجعل الإعلان عنها إهدار لها ، و ربما إذا تركناها فى مكانها فعسى أن الأجيال المستقبل تستطيع إستخدامها لصالح الوطن و أهله جميعًا .

 

" الاستشعار عن بُعد " هى وسيلة علمية لاستخدام معدات عصر الفضاء فى البحث عن أو الحفاظ على آثار الإنسان القديم فى كل مكان ، ولقد أثبتنا ذلك فى مصر أولاً .

 

التعامل مع الأزمة هو الاتفاق مع إثيوبيا بالتأنى فى ملىء الخزان خلف السد لكى يصل إلى مصر ما يكفيها من مياهه ، بالطبع لابد أن تشعر إثيوبيا إننا ندعمها فى استخدامالمياه التى تصلها و أن تنتج ما تحتاجه من طاقة كما هو الحال عندنا .

 

طبعا لايمكننا تلخيص هذه فى إجابة على سؤال " صوت بلادى " لأن هذا الموضوع يخص الأرض بأكملها و كل ما عليها ، المهم أن نعرف أن الأرض عمرها 4.5 بليون سنة و مازالت تتطور و تتغير إلى يومنا هذا وعلينا أن نستمر فى جمع العلم و المعرفة لربما تعرفنا على ما يمكن أن يحدث غدًا من ثورات بركانية أو زلازل و ما إلى ذلك .

 

صحارى مصر أجزاء هامة من أرضها ولابد لنا أن ندرسها دراسة جيدة كما فعل أجدادنا حتى نستطيع أن نستخدم ما فيها من ثروات طبيعية .

وعلى سبيل المثال فإن " ممر التنمية " يستخدم منها الجزء المجاور لوادى النيل و الذى تجب البداية به .

 

بالطبع لا فإن التعليم تدهور كثيرًا عما كان عليه فى الماضى ، إذ كان بالإمكان إخراج عظماء مثل أحمد زويل أو مجدى يعقوب ؛ أما فى يومنا هذا فإن ذلك سيكون بقدرة قادر وليس نتيجة لجودة التعليم كما كان فى الماضى .

 

الاستاذ الزائر لا يُدرس كورساً كاملًا فى أى مكان بالعالم ، لكنه يلقى محاضرات على الطلاب يختار موضوعها و موعدها بنفسه كذلك يشارك فى دعم الأبحاث العلمية أو توجيه القائمين عليها .

 

فى نظرى أهم موارد مصر هو المورد البشرى ، و لقد تدهورت مكانة مصر عالميًا و محليًا منذ ثورة 1952 حتى وصلن إلى ما نحن عليه من واقع مأساوى ، لذلك علينا أن ندعم الرئيس عبد الفتاح السيسى و من يعمل معه لرفعة بلدنا رويدا رويدا حتى تعود مصر إلى مكانتها كما كانت فى الاضى على الأقل فى الماضى القريب .

 

أن نتعرف على أوجه التشابه بين صحارى كوكب الأرض و صحارى كوكب المريخ .

 

   فى رأيى خلال هذا العام سوف تبدأ الدول العربية بالتحرك نحو هذا الغرض .

الاهتمام بهذا الشأن قليل جدًا أولاً فى الإمارات العربية المتحدة ثم مصر ثم الجزائر ، و يجب علينا توجيه نظرنا نحو هذه الأبحاث كثيرًا .

 

إضافة 10 مليون فدان للمعيشة لما نستخدمه الأن وهو 7.5 مليون فدان – أى أكثرمن مرة و نصف للمكان الذى نعيش فيه .

 

علينا دعم الشباب بوجه عام ليس فقط فى البحث العلمى بل فى كل شىء ، أكرر دائمًا أن القول أن منتصف عمر من كان يدعم رحلات أبوللو إلى القمر فى ستينات القرن الماضى بأمريكا كان 26 عامًا .

 

ترتيبنا مخزى و لا يصل إلى مكانة مصر على الإطلاق و يؤذى الجيل الصاعد .

 

أهم محطات فى حياتى كانت كالتالى البكالريوس – الدكتوراه – الزواج – أبوللو – السادات و العمل معه كمستشار .

 

أن هناك علاقة وطيدة بين الأرض و القمر و أنهما تكونا فى نفس الوقت من نفس المجموعة من العناصر الكيميائية ولكن بنسب مختلفة .

 

من أضاف الإسم هو ( الإتحاد العالمى لعلوم الفلك ) ، وهم من أخبروا ناسا لأن الأخيرة هى التى تنشر الخرائط ، وناسا هى التى أخبرتنى بهذا الخبر المدهش .

 

تعلموا كيفية جمع العلم و المعرفة لأن الشهادة الجامعية تعنى شيئًا واحدًا وهو : إلى يومنا هذا كنت تحتاج إلى من يعلمك ؛ أما عندما تحصل على الشهادة الجامعية فإنك تستطيع تعليم نفسك ، معنى هذا أن جمع العلم و المعرفة لا ينتهى ،و إذا توقف فإن صلاحية الإنسان تنتهى .

أخبار متعلقة :