بوابة صوت بلادى بأمريكا

صفوت عطا الله يكتب: الزمن الجميل .. حقيقة أم خيال

سالت نفسي يوما: هل هناك ما يسمى بالزمن الجميل حقا وهل فعلا عشنا وعاصرنا وشاهدنا هذا العصر الذي مر علينا خلال فتره زمنية ليست بكبيره وكان واقع ملموس حقيقي على الارض أم كان مجرد حلم وخيال وسراب ولى وعدي ولن يعود ثانية ؟؟

وتبادر سؤال اخر هل كان يمكن لهذا الزمن الجميل أن يستمر معنا حتى هذا الزمان ؟؟ وكيف كان العيش والشكل العام .

مازال الكثير منا يتندر ويتحسر ويتذكر كل تفاصيل ذلك الزمن الجميل من بساطه وقناعه ورضا و خير و عيشه هادئة و بسمه وضحكه ومحبه وراحة بال وعلاقات جميلة وسلوك راق وحب للحياه وفي غفله من الزمن يتدخل عدو الخير والحياه ليستكثر علينا تلك الحقبه والصغيره من الزمن ويسرقها منا دون أن نشعر او حتى نقاوم او نعترض وبدا ينخر في داخلنا كالسوسيخرب وو يقتل كل شيء جميل انساني راقي مستغل معانات الناس وسذاجة البعض وجهل الكثيرين ليتغلغل رويدا رويدا فينهب ويسرق نعمه الحياة فتم غسيل العقول وتبدلت القلوب وتغيرت النفوس وقتل الضمير وتم الغاء الفكر والتفكير وانهارت المبادئ وضاعت التقاليد والأصول وانكسرت النفوس ودمرت العلاقات وحل مكانها الحقد والتعصب والكراهية والتحزب.

من المحزن والمؤسف تم تنشئة أجيال كاملة لم تعرف معنى الحياه أو تتذوق حلاوه السلوك والتصرف الراقي وضاع الانسان المصري وأصبح مجرد التكلم عن الزمن الجميل كانه ماضي بعيد ضاع في زحمه الحياه واصبحنا تعيش واقع وحياه مختلفه تميل الى الغيب والتواكل وتحميل الاحداث الى القدر والقضاء وتحليل كل الأمور من منظار واحد حسب تفاسير الاولين والسلف الصالح كما يرونه من وجهة نظرهم الواحده التي لا تقبل البحث او الفكر او الجدل فحدث تخلف وتقهقر ورده فعل كل نواحي الحياه فسدت الضمائر وضاع معنى الولاء والانتماء والصدق والحق والعدل والإخلاص والجهد والكفاح والعرق والاحترام والتقدير وحلت المظاهر الكاذبة والتدين المظهري الذي يعتمد على الملبس والشكل وزادت فجوه ما يعلنه الانسان على الملا وبين ما يبطنه في داخله وتراوحت الازدواجيه والشيزوفرينيا بين البعد معظم البشر بصوره مفزعه ومخيفه وتدخل الدين في كل كلمه ولفظ وحركه ولفته وتصرف وسلوك وتلاشى المنطق والعقل والتفسير العلمي والتحليل تماما ومنذ حدوث النكسة والهزيمة عام 67 بدأت معالم الزمن الجميل تتراجع وليتم إرجاع أسبابها بغضب من الله علينا لبعدنا عن شرع الله وانحراف ولي الامر والسلطه عن طريق الحق حتى سمعنا من احد الشيوخ المشهورين يعلن على الملأ  وعلى شاشات التلفزيون أنه  سجد لله شكرا لهزيمه بلاده مصر ولم نحاول البحث والتحليل لأسباب هذا الانكسار والهزيمة لأخطاء حدثت او لضعف التدريب والإهمال وفساد القادة العسكريين او تصرخ و سوء التقدير للقيادة السياسية في إصدار القرارات المصيرية ولم نرى سوى محاكم هزلية لبعض القادة العسكريين المتسببين في الهزيمة وإحكام صورية.

 نعود بنفس المنطق العقيم المعوج والتفكير الغيبي نهلل ونشكر ونسجد لله على انتصار أكتوبر 73 على انه مكافاه من الله ووقوفه معنا وارساله الملائكه لتساعدنا وسط التكبير واختراع القصص الخيالية للمعجزات ولم نرجع الى التدريب الجدي او الجهد والاخلاص والعرق والكفاح تلك اشياء ثانويه ولكن الأساس هو قربنا من الله !!.

 هذا مثال بسيط حيث اصبح المعيار والقياس والمحدد نطبقه على كافه نواحي الحياه في جميع المراحل العمريه و كافه المستويات سواء علميا او ثقافيا واسلوب متتبع في تفسير التصرفات والاعمال والاحداث.

استمر الحال سنوات عديده مع تغافل القياده السياسيه التي همها الاول هو الحفاظ فقط على الكرسي والسلطه تاركه الحبل على الغارب تحت توغل السلطه وسطوة المؤسسه الدينيه وتجار الدين تدغدغ المشاعر وتسيطر على العقول والضمائر والنفوس !!.

اختفي تماما هذا الزمن الجميل حتى وصلنا الى ذروه تلك الحقبة واستيقاظ الشعب على المخدر الشديد والواقع المؤلم والحقيقة العاريه لهؤلاء المتلاعبين وثبت كذب الإخوان وغدر السلفيين فكانت الثوره والمعارضه الشعبية يوم 30 يونيو يا 2013 التي كانت بداية المحاولات الجادة والجهد الخارق والإصلاحات الحقيقية لما أفسدته السنوات العجاف وايجاد ارضيه مشتركه لجميع اطياف المجتمع والبحث عن مشروع قومي يداوي الجراح و يسعى الى التغيير والتطلع الى المستقبل والطموح الى الافضل والاحسن ومحاوله لشفاء النفوس المريضه وتنقية القلوب المنكسره واستيقاظ الضمائر على امل ورجاء في حياه جديده و فكره جديد وسلوك انساني وخلق الانسان المصري المتطور الذي يواكب الحياه والتقدم وخلق انماط بشرية سويه متصالحه مع نفسها قادره على تحمل المسئوليه واحياء الصفات والجينات الاصيله المتوارثه الجميله من الانتماء والولاء للوطن والعمل بصدق واخلاص وضمير وكفاح وقبول الاخر والاعتماد على اهل الخبره وليس هل الثقه التي ادت الى خراب البلاد وهنا يتبادر السؤال هل يعود الزمن الجميل مره ثانيه وبنفس المظهر والشكل الذي نعرفه أم اصبحنا حاليا لنا وضع خاص وحياه اخرى وواقع مختلف يجب ان نتعامل معه بطريقه وباسلوب اخر هنا فقط لا داعي للبحث وراء الخيال والأوهام ونحاول جاهدين التعايش والتاقلم والقناعة التامه لما وصلنا اليه فهو على الاقل افضل كثيرا مما كان ايام زمن الاخوان والسلفيين وايضا لا داعي للجري وراء البكاء على اللبن المسكوب ومحاولات ارجاع الزمن الماضي واستدعاء الغائب وهي دعاوي شيطانيه اخوانيه لشق الصف الوطني وعمل مقارنه لزمن ولى و ماضي وحاضر بكل ما فيه من تغيرات ومظاهر جديده وعلينا العمل دائما والتعاون مع القيادة المخلصة على امل ورجاء في غد مشرق و زمن جديد ربما يستغرق وقتا طويلا ولن يكون لنا الحظ في التمتع به او معايشته فيكفي علينا ذلك الزمن الجميل الذي عشناه وعاصرناه وتغنينا به واقعا حقيقيا وليس حلم او خيال او سراب.

 

 

الوصفه السحريه .. النظام والنظافه والصيانه

الحقيقه الراسخه والواقع الملموس والاعمال العظيمة والمشروعات العملاقة والاستثمارات الكبيره التي تجري في بلادنا الان توضح وتكشف عن ملامح الدوله الحديثه في كل مكان و شبر من بلادنا المصرية ترى وتشاهد وتلمس وتعاين مدى الجهد الجبار والعمل العظيم من طرق سريعة والكباري الكبيرة و انفاق مترو ومدن جديده وعاصمة اداريه ومصانع واستصلاح أراضي وطفرة  في الإسكان وافتتاح المتحف الكبير والمنتجعات السياحيه العالمية والحدائق والرقعة الخضراء والملاعب الكثيرة.

وقف الخلق ينظرون جميعا كيف ابني قواعد المجد وحدي .. ما الذي يفرق بين تلك المدن والأحياء الراقية والأعمال العظيمة عن الموجودة في باقي أنحاء العالم المتقدم الاجابه لا شيء ولا أكون متحيزا إن قلت وبتفوق عليها بكل جدارة.

 أتذكر منذ زمن تم توجيه هذا السؤال هذا لسكرتير عام الأمم المتحدة السابق المصري بطرس بطرس غالي ما الفرق بين مصر والدول المتقدمة فكانت الاجابه تتلخص في العبارة السحرية وهي النظام والنظافه والصيانة وشرح بان مصر قامت بعمل اعمال ومشروعات عظيمه وعملاقة وكانت اروع واعظم واجمل من الكثير في العالم ولكن ليس لدينا اليات الاستمرار والالتزام بتلك المنظومه المنتجه وهي النظام والاداره الجيدة والنظافة العامة والصيانة المطلوبة في هذه الأيام لينهار هذا الصرح الكبير بمرور زمن قصير ويتحول مع الأيام الي خراب ودمار وشواهد فقط كالقبور!!

 لدينا اجمل شواطئ العالم و فنادق سياحيه عالميه ومنتجعات رائعه ونملك  اثار العالم كله ولدينا انفاق على احدث طراز وكباري معلقه تنافس الموجوده في العالم وطرق سريعة وجامعات عرفت طريقها للمنافسة تحت القياده الجديده عرفنا المعنى الحقيقي كيفيه الاستمرار في التحديث والإنشاء مع الالتزام التام بقواعد النظام العام والاداره الحازمه القادره على تحمل المسئوليه ومحاسبه المهمل والمقصر والمخالف واستخدام القانون في تعقب الفاسد والمرتشي دون مراعاه للمناصب أوالمواقع.

 محاولات جاده للمحافظه على مبدأ النظافة العامة و ازاله القمامة بالأساليب الحديثة وتعميم سقوط شخص شديد نابع من من ضمير وإحساس بالنظافه في انه فرد نافع في المجتمع بدايه من نظافه مكان عمله و شارعه والتعاون والتضافر معا في اظهار الشكل الجمالي الراقي الحضاري وللأسف ما زال أمامنا جهد خارق رغم التصرفات الخاطئة المسيئة والمضره للبيئه عما حدث من القاء القاذورات من احدى المراكب في النيل تدعو الى المواجهة والصراحة لإصلاح ذلك السلوك المسيء.

 أما الصيانة فهو بند مهم جدا لابد ان يكون كافيا لمتابعه كشف وفحص و اصلاح منظومه مختلفه تماما عن ما حدث في الماضي.

 لهذا لابد من الاهتمام والالتزام التام بالوصفة السحرية والثلاثية البسيطة وهي النظام والنظافة والصيانة لعل ما حدث في بطوله الأمم الافريقيه لكره القدم الاخيره تعطي مثلا رائعا في بدايه عهد جديد ونجاح الدوله في تقديم الوجه الحضاري لدوله متقدمة.

 ملاعب رائعه وارضيه خضراء جميله ومدرجات فخمه تليق ومقاعد ذات الوان ومداخل ومخارج للاستاد بنظام آلى وطرق وشوارع نظيفه متسعة واحدث اساليب قطع وحجز التذاكر وطريقه الحصول عليها اداره شباب قويه و بيوت رائعه للشباب والشابات المتطوعين و المتطوعات للعمل بحب واتقان وامانه مظهر حضاري راقي بحضور الجمهور من جميع دول افريقيا وتشجيع محترم وروح رياضيه جديده لم نتعود عليها في الماضي.

 الافتتاح كان اروع واجمل والاداء كان راقيا لا يقل عن ما يحدث في البطولات العالميه وتصوير على احدث التقنيات وحضور ممثلي الدول الذين أشادوا جميعهم بالجهد الجبار.

 ولأول مره نستخدم طريقه الاستعانة بحكم الفيديو المساعد لأعاده اللعبة المشكوك بها من زوايا مختلفة واتخاذ القرار السليم العادل.

 صوره رائعه ومظهر جديد من الحكام الافارقه نال الاعجاب والتقدير والاحترام الواجب.

 المباريات كانت اروع واجمل ومنافسات شريفه بين دول تقدمت جدا لم يعد هناك فرق ضعيفة او قويه كلهم أصحاب اداء وجهد ولعب.

 لم تحدث مشاغبه او حادث عارض للجماهير سواء كانت المحتشدة أثناء مباريات الفريق المصري او القليله اثناء المباريات الاخرى.

 بغض النظر عما حدث للفريق المصري وخروجه المهين من الأدوار الأولى وضعفه الواضح وسقوط الاتحاد المصري والمدرب وعدم قدرتهم في اظهار الفريق كمنافس قوي للبطولة واستقالتهم الجماعية بسبب نتيجة لفشلهم الذريع.

 يرجع لسبب بسيط فتلك المنظومة الفاشلة هي نفسها التي خذلت المصريين في كاس العالم في روسيا العام الماضي لأنها مازالت تعتمد على مخلفات الماضي البغيض والعقلية العقيمة والاعتماد على التواكل و دعاء الوالدين والغيبيات والتفاخر بوجود اللاعب الوحيد الاوحد  وتدخل السياسه والدين في تلك اللعبة الترفيهيه التي لا تعرف سوى الجهد والعرق والتدريب الجيد بين لاعبي الفريق كله فكانت النتيجه هي الهزيمه والفشل والخروج المبكر من البطولة.

 مظهر سيئ مازالت الجماهير المصرية لم تتخلص من العقلية الذهنية المتعصبة وعدم تذوق كره القدم على انها هوايه جميله راقيه و تسليه وترفيه للنفس والعقل والجسد فأحداث مذبحه بورسعيد متلازمة معنا  وبروح التعصب والتحزب لن ينجح الفريق المصري.

 كذلك تدخل السياسة والدين افسد اللعبة واغلب الظن سيتم محاسبة المقصرين والفاسدين والمخالفين في الأيام القادمة والتخلص من بقايا العهد البائد والعقلية المتحجرة المريضة.

أمامنا الآن نوعين مختلفين، أحدهما مثل ناجح وفكر جديد ومتطور وطموح ممثل في إعداد البطولة ونجاحها واستمرارها فكانت حديث العالم بكل فخر وتقدير وإحترام، والمثل الآخر المتخلف الفاشل هو إعداد فريق بنفس العقلية القديمة والأسلوب المتدني بداية من الأخلاقيات المزيفة والمظاهر الدينية الكاذبة التي تم كشفها فكانت الفضيحة والهزيمة والفشل.

لقد حان وقت البحث عن التغيير الجاد وإعداد فريق جديد بفكر جديد لنواكب الطموح التي تبحث عنها القيادة الجديدة للبلاد ومنها الإتحاد المصري لكرة القدم ومعظم الإدارات والمحليات والمصالح التي مازالت تحت سيطرة بقايا الخلايا النائمة التي يجب تطهيرها واصلاحها ليعود لمصر وجهها المشرق من جديد.

 

أخبار متعلقة :