الولايات المتحدة الأمريكية ... كانت ولا تزال أرض الفرص .. أرض الأحلام .. أرض السعادة ؛ لذلك يطمح كثير من العرب وخصوصا المصريين في الهجرة إليها ، ولعل ما يدفع للهجرة إليها ما تتمتع به من حرية ورفاهية لا يوجد لها مثيل في أي دولة أخرى ، وأيضا رغبة المصريين في حياة تتميز بالرخاء وسعة العيش . المصريون هم سفراء لوطنهم الأم مصر ؛ فعلى عاتقهم تقع مسئولية التعريف ببلدهم ، ومعالم الجمال بها .
ومن أعظم سمات الوجود العربي المصري في الولايات المتحدة الأمريكية هو زيادة المتكلمين بالعربية كل عام ، كما أثبتت الدراسات ذلك . والمتتبع لظاهرة الهجرة يجد أنها قد أسهمت في إعمار الأرض ، وكان لها عبر الحقب الزمنية المتعددة فضل كبير في نقل الخبرات والتجارب الإنسانية ، وقامت على إثر ذلك جسور التواصل والتعارف وتبادل المعارف والثقافات ، وعليه سنجد أن البناء الثقافي الجامع بين الأمم قام في الأصل على تلك الهجرات . الهجرة إذن ظاهرة قديمة يتجدد النظر إليها بتجدد القضايا التي تطرحها ، وهي تظهر على المستوى الثقافي بشكل خاص ؛ لأنها تدل على نقل الثقافة والفكر وبالتالي التراث الثقافي كله المتمثل في الأذهان البشرية الذي يشكل الموسوعة الثقافية من بلد إلى آخر أو من مجتمع ثقافي إلى آخر، وعلى الرغم من الأراء المتعددة التي تحيط بالهجرة وتأثيرها على الثقافة ، والمجتمع والاقتصاد والسياسة ، فلا يستطيع عاقل أن ينكر التأثير الذي يحدثه اتصال نموذج بشري بآخر ، يحمل كل منهما سمات خاصة في مختلف مناحي الحياة ، ويحمل الآخر سمات أخرى ، فإذا كان الاندماج والتواصل أخذ هذا من الآخر والعكس ، ومن ثمَّ تحدث عملية التأثير والتأثر. وفق الله أبناء الوطن المقيمين في أمريكا ، وجعلهم سفراء العربية في دول العالم قاطبة.
أخبار متعلقة :