هناك حيلة ذكية يلجأ إليها بعض النصابين والمحتالين.. وقد جسدتها السينما والدراما التليفزيونية كثيرا.. فإذا ماكنت تقود سيارتك ..وسيارتك جديدة وبحالة جيدة وباين عليها القيمة. يتعرض لك رجل ويرمي نفسه أمام سيارتك.. متظاهرا إنه تعرض لسوء من جانبك.. ومن هنا لهنا.. تتجمع الناس حولك..ومن بينهم رفقاء لذلك الرجل الذي مازال يتظاهر بالاعياء أمام سيارتك.. وبعض الناس يقدمون له يد العون.. ويحاولون إسعافه.. وافاقته. وفي نهاية المطاف يتم التفاوض معك على نقل المصاب الي مستشفي قريب.. وفي الغالب يكون مستشفى خاص.. وربما تلجأ انت الي إخراج مبلغ كبير من حافظتك.. وتتذرع بضيق الوقت.. وموعد شغلك او مشوارك.
واحيانا يلجأ المحتالون الي حيلة اخري.. يفتعل إثنان منهم مشاجرة امامك.. وانت بنقاء طويتك..وحسن خلقك.. ونبل مقصدك.. وطيبة قلبك.. تتدخل لفض الشجار بينهما.. وبعد أن تنفض يدك من غبار هذه المعركة.. وتعدل ملابسك.. تتحسس جيبك. فتكتشف انك أكبر مغفل.
هذه المشاهد نصادفها كثيرا في الشوارع.. ونراها على الشاشات.. مابالك اذا كانت دول وكيانات تلجأ إليها.. لتحقيق ماربها.. واقتسام الغنائم فيما بينها من بعد.
وعلي المستوى الإقليمي الجيوسياسي لعلنا نرى بأعيننا مايجري بين الكيان وايران.. ذهاب وعودة.. دون إلحاق أذى حقيقي باي من المنشات النووية او البترولية او البنية التحتية او الافراد فيهما. هذا وسط هتافات دراويش إيران حين ترسل صواريخ باليستية فارغة المعني والمضمون الي سماء الكيان.. صواريخ تعمل حالة من بهجة اعياد الكريسماس في السماء فقط.. هذا بمعيار خبراء المعارك.. او يتوعد الكيان ايران بالرد والعقاب الشديد.. ويقسم باغلظ الإيمان انه سوف يجعلها تبكي الحسرة والندامة.
وفي نهاية كل جولة . يعلن أحدهما إنه حقق النصر المظفر.
وعلى جانب آخر.. تردد حماس إنها حققت النصر.. ويزعم حزب الله إنه حقق النصر.. وليس بخاف عن احد أن كلاهما يتحرك على رقعة الشطرنج وفق إشارة من يد ايران.
أما النتيجة بالارقام وعلى رؤوس الأشهاد فهي كاشفة وفاضحة .. خراب ودمار وإبادة جماعية وتهجير في غزة وجنوب لبنان.. وإعادة سيطرة الكيان على هذه المناطق.
نعم المقاومة مشروعة.. واستعادة الأرض المغتصبة لن تتحقق الا بالمقاومة.. ومنطق الاستسلام مرفوض..لكن بمطق الارقام الآن هناك خسائر شديدة.. وان تباينت بين الكيان من جانب.. وحماس وحزب الله من جانب اخر..وسط صيحات الدراويش ببطولات إيران الخارقة.. ومهاجمة الكيان ..وبين ظهور الكيان كالحمل الوديع وسط الذئاب في نظر الغرب..ومن ثم استدرار العطف منه .. والحصول على الدعم المادي واللوجستي والسلاح..واستمرار التفوق العسكري في المنطقة. وبالعودة الي لغة المكر والحيلة.. أهدت إيران الكيان مناطق واسعة في الأراضي المحتلة..وفي جنوب لبنان.. واحتفظت لنفسها بسلامة منشاتها النووية والاستمرار في تخصيب اليورانيوم.
أخبار متعلقة :