بعض الحكام العرب.. أو صوت الماضي المغلق ..؟
الذين يتصرفون في أموال الأمة بغباء هم أيضا يبنون قبورهم بأياديهم . .. اذن. نحن أمام مواقف فيها ما هو مجرد ديكور للفوضى خلاقة وفيها ما هو أشد من قوة التاريخ ذاته غير أن ما يمكن الاعتداد به هو أن هذه الصراعات الآتية من أعماق الذات وهذا التاريخ هو نداءات قادمة من أجل إعادة البنية السياسية في الدول العربية إلى جوهرها والابتعاد نهائيا عن الاستنساخ المتتالي ليسار الغرب أو يمينه وجعلهما على جدر التاريخ ..إن الذين يؤمنون بأن السياسة في النهاية هي مصالح تقضي رصدها كرصيد حضاري للمستقبل،و لبناء مجتمع يبقي على خارطة هذا المستقبل دون إن ينسى الماضي ..يقف على أمواج التفرقة قصد معرفة ما يمكن وما لايمكن بناؤه وما هو منه على سلم الأولويات وبالتالي المصالح العامة للأمة لا بناء على رؤى تفاؤلية تفتقد للنقد وأسس الارتكاز لضمان الاستمرارية .. إن فلسفة الانهيار الممارسة اليوم من كثير من الدول الغربية ضد بلدان العالم العربي يجب ان لا يشق طريقه وسط هذا النظام الجديد ، ويجب على العقل العربي التوقف عن التسابق للأخذ به وعدم الإقرار بالهوية فيه...أكيد نحن أمام احتمالات قوية للخروج من الأزمات التي جابت مسيرتنا التنموية وحتى التحول نحو الديمقراطية وبأيسر الطرق واقصرها.. ومن المهم - من وجهة نظري على الأقل - هو عدم الالتفات إلى الوراء وإلى ما تقوله الولايات المتحدة الأمريكية لأنها رأس الأفعى والمحرك للتخلف في الوطن العربي ، والرافعة بالتكرار كاس الخراب على رؤوسنا ، وما لجوؤها باستمرار إلى مجلس الأمن واخذ قراراته كسيف قاطع للرقاب ألا لأنها ترفض إن ترى هذا العالم خارج الأزمات وخارج وصايتها ، حتى وان كانت وصاية هشة .. أن تهافت المؤسسات الأمريكية على تفصيل سياسيات الدول على مقاسها يبدو الآن ضمن مخلفات الماضي فالذين يصنعون الثورة في المساحات الكبرى هم أساس منطق التفاعل مع الإحداث الوطنية لا مع التطورات الخارجية لهذه الإحداث ..إن تصنيف الدول إلى معتدلة وممانعة لم يعد له وجود ، فالسعودية التي تمثل الولاء الأعمى لأمريكا هي الآن على طريق الانتفاضة إن لم تتدارك مواقفها فيما هي واقعة فيه في الوحول اليمنية والسورية والعراقية، وان الأردن الذي ظل ملكه يتسكع في حانات أمريكا ويرسل جنوده لحماية الجنود الأمريكيين في أفغانستان و سوريا هو ألان في الواجهة واجهة التغيير أو واجهة التبديد .. الواجهة غير المحصنة بأصوات الجميع .. هناك إذن تماثيل بشرية في الوطن العربي تحركها الأحداث في اللحظات الحرجة ولصالح مصالح غيرها ،وكان من المنطق إن تحرك نفسها بنفسها قبل صدور أية محاولة لاستنهاضها وقبل صدور أية محاولة لاستئناف عفونتها كما يحدث ألان في اليمن، وسوريا وليبيا، وبالتالي فان استدراك الأحداث بعد تعميم الفوضى وخروجها إلى المساحات العامة لتتحرك كقوة خارج منطق الوعي قد لا يجدي أي تحرك ولو تم تغطية ذلك بما لا يحصى من التنازلات ، وتوزيع ما في الخزائن على أصحاب القضية ، ان الوقت في هذه اللحظات هو الذي يرتقب الأفكار ويوجه الجميع صوب واقع متأرجح بين دفتي الحاضر ومنظور المستقبل ..لقد حاولت السعودية مؤخرا استدراك الموقف منها بإحاطة البشر فيها بمليار دولارات كفعل استباقي لإطفاء شعله المطالب في حيز مهم من المملكة واستحضارا للوعي مسبقا بأن لا يتلفت إلى ما هو عيه الحال لدى جيرانها من ثورات غضب لكن ذلك أدي إلى تراكم الأزمة، أدت بدورها إلى أزمة مالية تعاني منها السعودية وان طالت لخمس سنوات فان البنك الدولي يؤكد على إفلاسها ..كان من الممكن إن توزع تلك الأموال في وقتها وفي لحظات غير حرجة وهي في الأصل أموال الشعب .. لكن الفساد المستشري في الأسرة الحاكمة جعلت منه منبرا للفساد بوضعه ضمن تضخيم ثرواتها والتصرف في الأحداث بالمجان حتى يظل القهر والاستبداد قائمين كعلميات ترويض لكل المطالب بالإنصاف والمشاركة في إدارة شؤون الدولة حتى يبقى ستة ألاف أمير يتحكم فيها بتصورات صبيانية .. المهم لقد قفزت الأحداث نحو الواجهة المحصنة بأصوات الجميع نحو إحداث فجوات اجتماعبة وهو ما لا يمكن رصد الخطأ في مطالبها لأنها بالملايين ، ولأنها أيضا من العامة وليس من النخبة ، وعلى الجميع أن يدرك أن لا مجال لافتراض الوهن فيها طالما أنها تقدر الظروف التي نزلت فيها إلى الشارع ومن أجبلها ،وإنها تحسب اللحظات بالخطي الثابتة في مواجهة الواقع .. لكن الأخطر في كل ذلك هو أن يتدخل الغرب من الخلف وبقوته كأداة استئجار سياسي قد يحصر الواقع السياسي في حافات ما يدعيه من احترام لحقوق الإنسان فيحول بسم مجلس الأمن إلى أداء اشد من القمع الذي نهض ضده الجميع خاصة وان الرئيس "باراكاوباما " على الخصوص هو بالتأكيد احد أدوات القهر العام للشعوب حتى وان ادعي انه جاء من عصر الرق ويعرف بالتالي معنى العبودية وسوء تقدير لما يشعر به البشر .. لقد ظل مند مجيئه يتكلم خطا وبكل الإخطار ولا يتجانس فكره مع ثقافة فكر حقوق الإنسان ومبدأ سيادة الدول.. لقد ادعى انه للشرق عليه التزامات أخلاقية وسياسية وانه لحل الدولتين في فلسطين جاهز، ولكن تبين انه عدو لكل بلدان العالم الإسلامي وصديق حميم لإسرائيل، وهو الذي حاول أن يمدد الأزمة بإضمار الحقيقة تجاه فلسطين ولم يستحى حتى من أصدقائه العرب فأمر باستعمال حق النقض ضد أي مشروع قرار يعرض في مجلس الأمن ضد إسرائيل حتى ولو كان مشروعا ضد المستوطنات بأنها غير شرعية وهي بنص قرارات مجلس الأمن الدولي السابقة غير شرعية ..أن السؤال الذي يواجه الجميع اليوم هو إلى أي مدى يمكن أن تسطير الانتفاضات على الوضع السياسي وتجديد النظام على أسس قابلة للاستمرار وبعيدة عن الاحتواء لأي طرف خاصة الطرف الأجنبي هناك منطق يجب النظر أليه على انه هو صلب التغيير وصوب المعالجة السياسية الجديدة المعالة غير القابلة للاحتواء فالأزمات خاصة الأمنية منها باعتبار أنها نتاج مستخلص من ظروف خاصة ربا تعطي فيها الحياة لمدة غير أمنة وهو ما ينفذه الغرب اليوم على الجغرافية العربي ويدعي محاربة الإرهاب.. المنطق هذا يفترض إن تكون الرؤية فيه قابلة للأخذ بها ومن الجميع أي رفض الإقصاء وعدم التعامل بالانتقاء طبقا لمكونات الدول والآراء المتداولة فيها لأنها من صلب واقعها ، إذا صارت الأمور وفق هدا المنحي فانه يصبح بالتالي الطرف الخارجي التي تتعامل معه طرفا خارجيا لا يمكن إن تمتد يداه إلى مصادر صنع القرار السياسي ولا إلى عملية الارتباط السياسي وفق منهج الفعل الخارجي .. لقد تمكنت مجموعة الانتماء الإيديولوجي في الحرب على العراق إسقاط النظام العراقي بأدوات من الداخل.في حين فشلت في سوريا لتوافق الرؤى فيها ضد الإرهاب الذي جاءت به أمريكا وبتمويل سعودي كما يقول. البروفيسور "جيفري ساكس" صاحب نظرية "العلاج بالصدمة" " قامت وكالة الاستخبارات المركزية خلال فترة طويلة بتسليح وتدريب المجاهدين السنة في إطار عمليات سرية كانت تمولها المملكة السعودية. وهؤلاء الجهاد يون أولدوا "داعش"، الذي أصبح نتيجة غير متوقعة لسياسة الوكالة وشركائها السعوديين".
أخبار متعلقة :