دق بابي !
قلت ... من ؟
قال ... أعجمي بالباب جاء
ينشد رؤيتك ؟
قلت .. هنا في زنزانتي الفرديه ا
قال .. أفتح لن اطيل المكوث !
قلت .. بل لن تطيق المكوث !!
قال .. زنزانتك مظلمه ؟
قلت .. الظلام هنا في روحي !
قال .. مندهشا ، و ما هذا
الماء ؟ كتفاك مبلله ؟
قلت .. كنت أبحر في ذاتي !
و حين دق الباب أعدتني الي
شاطئها طافيا !
قال .. و ما تلك الخدوش علي
وجهك ؟
قلت .. خفاش صغير قاسمني
المبيت في زنزانتي !
دافعته عني حين طار
بيأس كان بداخلي !
قال ... و ما هذا الصوت ؟
قلت ... صوت الآهات تملأ
تنهيداتي !
قال .. و ما هذه الضوضاء الصاخبه
قلت .. إنها الاحاديث الصامته
. تملأ صدري !
قال ... و ما هذه الرائحة ؟
قلت ... رائحه البكاء تفوح بها
وسادتي !
قال .. و ما تلك الصخور المبعثره
هناك في الركن الهاديء ؟
قلت .. إنها القلوب التي
قابلتها في حياتي !
قال .. و تلك الصخرة الملقاه
علي فراشك ؟
قلت .. إنها وسادتي الحجريه
لم أعد اذكر كم مره فتتها
عناقي لها وانا وحيدا ؟ !
كم مره ألانها دمعي
في الليالي المظلمه ؟ !
قال .. ما تلك الفوضي ؟
الريش يتطاير هنا و هناك ؟
قلت .. طوال ليلي كانت هنا
لم تتركني حتي قصت
اجنحتي !
قال .. من ؟ ؟ ؟
قلت .. الحقيقه !
قال .. و ما كل تلك العناكب ؟
قلت .. انها تحرس كنزا مرصودا
داخلي امنني جدي عليه
و جهلت قيمته عهدا مضي !
قال ... و طعامك كما هو ، لم
تأكله ؟
قلت .. لا أريد !
قال .. عزوفك عنه ليس شبعا
ارا ه . . حزنا !
قال ... و ما هذا الحر اللافح ؟
قلت ... عشقا بنكهة النار !
احرق قلبى الصغير !
اوقد العشق علي مهجتي نارا
حرها لفاحي !
قال .. و ما هذا الرماد ؟
أ كنت تحرق شيئا ؟
قلت .. انها سعادتي !
احالتها الأيام رمادا !
رهنتها بآخر ، فخبأ لهفته عني
حتي احرقها انتظارها الطويل !
قال .. و ما هذا الشوك المنثور
هناك في الممر الضيق ؟
قلت .. شكا أدمي قدمي
في طريق من منحتهم
ثقتي !
قال .. انظر قطره دماء علي
ثيابك ؟ ما أتي بها هنا ؟
قلت .. سيفا مهندا يسمونه
حبا مزق مهجتي و لما
تحاشيت جرحه و رجوته
رفقا عاد الشوق و
لاحقني بسهامه المسدده الئ ..
كلها أصابت فؤادي و لم
يخطيء في إحداها !
قال .. و هل قتلتك سهامه ؟
قلت .. لم يفهم أني محارب !
قال .. أفتح نافذتك تلك ؟
قلت .. النور يؤذي عيناي !
قال .. هل تخشي النور ؟
قلت .. اخشي علي تعاستي
من سعاده هناك مخبأه في
دفيء الشمس !
قال .. و لما تعففك في طلب
العون ؟
قلت ... لم اعد أريد شيئا من
هذا العالم !
اريده أن يتركني و شأني !
قال .. تكلم أخاف صمتك
أخاف شرودك هذا ؟
قلت ... طوال حياتي بح
صوتي و أنا اغرد انشودة ، لا
يفهمها أحدا غيري !
و حين عثرت علي أحدا يفهمها
تظاهر بالصمم ! ! !
دعني أريد النوم !
قال ... ا تنام نعاسا أم انطفاءا ؟
قلت ... عزوفا عن الحياه !
قال ... عيناك ذابله ا تبكي
وحدك ؟
قلت .. أبكي لموت الأمل !
قال .. الأمل آخر ما يموت !
قلت .. لا أمل أن تأتي الأفراح
التي أشتاق !
لذا بكيت ، و تبقي لدي بضع
دمعات سجنتها هناك
في مقلتها !
قال .. و لما ؟
قلت .. نذرت أن ازرفها في
أحضانه !
قال .. طوبى للحزاني !
.. طوبي لمساكين الروح !
قلت ..حان وقت مغادرتك !
قال .. عليك أن تعد نفسك لغدا
هناك محاكمه جديده نستمع فيها
إلي دفاعك !
قلت .. لا تكترث ! مهما
حاكمتموني ، سيبقي إلهامه
يهمس في خاطري !
خذ شربه ماء قبل رحيلك !
قال .. ا تشرب معي ؟
قلت .. ظمأي بات ابديا !
قال .. ناولني هذا الكأس
قلت .. لا .. لا .. خذ الآخر !
قال حسنا و لما ؟
قلت .. هذا الكأس به موضع
شفتيه !
قال .. موضع ماذا ؟
قلت .. ألم أخبرك أن طيفه
كان هنا ؟
أنا منذ ان شرب طيفه من
كأسي ثم غادرني و أنا
أعاني ظمأ ابديا !
و صار موضع شفتيه هذا
موضعا لسقايتي أنا !
أخبار متعلقة :