بوابة صوت بلادى بأمريكا

الحسين عبدالرازق: عام دراسي جديد!

لم يقبل الطالب "مرجان" أن يري زميل له، وقد علا صوته في وجه معلمته، فأثناه فنهره وعنفه، ولفته قائلاً  "عيب كده يا محمود، إنت في الحرم الجامعي  ... كانت العبارة كفيلة بإلجام لسان محمود، وإلزامه بالتأدب في حضرة المُعلمة، كان هذا مشهد من فيلم كوميدي شهير للنجم عادل إمام"الله يبارك لنا في عمره"، لقد أدرك مرجان أحمد مرجان أهمية إحترام الطالب لأماكن تلقي العلم، وضرورة تبجيل المعلم، فكان هذا مدخله لإفهام طالب شاب، ربما تنقصه الخبرة، أو الإلمام بما ينبغي عليه فعله داخل الحرم الجامعي، ويشمل هذا الحرم، الأرض التي تقع عليها الكلية والجامعة، وجميع ما يتصل بها من مباني تابعة، كالقاعات والمكتبات، مساكن الطلبة والطالبات، وأماكن انتظار السيارات ...  سائني ما شاهدته خلال حفلات التخرج الأخيرة، من رقص الشباب والبنات علي أغاني المهرجانات!  كلمات نابية، وموسيقي صاخبة، وحركات مستهجنة، لا تليق بأخلاقنا ولا بقيم مجتمعنا! رأيناها، وانتقدناها بقدر ما سمحت المساحة، ومالبثنا أن انشغلنا بأمور أخري ارتأيانها أهم وأجدر من رقص الشباب، وتمايل الفتيات داخل وأمام الجامعات! ثم أتي الفيديو الأخير، والذي نسأل الله تعالي أن يكون هو الأخير في عمر تلك الظاهرة المثيرة للإمتعاض ! طالب يخرج ليتراقص علي ضجيج أغاني المهرجانات داخل الحرم الجامعي، أمام أعين معلميه من الأفاضل والفضليات، فهل هذا لائق؟ وهل لنا أن نقبله؟! أنا شخصياً لا أقبله، أشجبه، وأدينه، وأستهجنه، وأسجل اعتراضي عليه من أوله لآخره، ولكني للإنصاف أقول، لم يكن الطالب وحده هو المخطئ، فنحن أيضاً مخطئون، لقد أخطأنا حين سمحنا بأن تصدح أغاني المهرجانات بين جنبات الجامعات، وأخطأنا من قبلها، حين تغاضينا عما رأيناه في "بعض" السناتر، من رقص للمدرسين أمام طلابهم، متغنين بكلمات المناهج بعد أن لحنوها أو طوّعوها، أوميعوها، ولقنوها لأبنائنا علي طريقة "العلاج بالرقص والموسيقي"التي استخدمها التمرجي بخيت"رياض القصبجي"، مع المونولوجيست جميز "إسماعيل يس، في فيلم كوميدي قديم اسمه المليونير! إن الذين رقصوا اليوم في الجامعة، هم من تغنّوا بالأمس في السناتر! 
لسنا معادين للفرحة، ومفيش فرحان في الدنيا زي الفرحان بنجاحه علي قولة أغنية  عبدالحليم حافظ الله يرحمه من ٦٢ سنةفاتوا في فيلم الخطايا، وبالمناسبة كان بيغنيها في الجامعة، ولكن شتان مابين فرحة الناجحين زمان، وما بتنا نراه الآن من مشاهد نرجوا ألا نراها مع ختام هذا العام  . 
حفظ الله بلدنا، وأعز قائدنا ونصرنا

أخبار متعلقة :