قال القديس أوغسطينوس: "لو قصد الله أن تُسيطر المرأة على الرجل؛ لأخذها من رأسه. ولو قصد أن تكون خادمة له؛ لخلقها من قدمه. لكنه خلقها من جنبه؛ لتكون معيناً مساوياً له"!
فهل أدرك الرجال هذه الحكمة الإلهية؟
لقد تركوا المغزى من خلق "حواء" من جنب "آدم"، وأخذوا يتجادلون في جهة هذا الجنب: أهو الأيسر، أم الأيمن!
البعض يعتقد، أنه الجنب الأيسر، حيث قربه من القلب النابض!
والبعض الآخر يعتقد، أنه الجنب الأيمن، لأنهم يرون في الأيسر: نقصاً وشؤماً، ويرون في اليمين: كمالاً ويُمناً!
ثم خرجوا من نطاق الجنبيّة، إلى اتجاهات خاصة جداً بهم!
فالبعض يتعامل مع زوجته، وكأنها خُلقت من ظهره، فكلما خرجا معاً، يسبقها في الطريق، لتصبح هي دائماً من ورائه. وقد وجدتها الزوجة فرصة، للكبرياء والتشاوف، بعد أن سحرتها هذه المقولة: "وراء كل رجل عظيم، امرأة عظيمة"!
والبعض اتخذ لنفسه زوجتان، مع أنه منذ البدء سمح الله، برجل واحد لامرأة واحدة، وكلما ساروا معاً، الرجل وزوجتيه، جعل واحدة عن يمينه، وأخرى عن يساره، ويا بخت الزوجة التي من أهل اليمين!
والبعض لم يكتف بذلك، بل اتخذ له أربع زوجات، مع أنه من المستحيل عقلاً وبداهة، تقسيم العواطف والمشاعر السامية، وتجزئتها وتوزيعها على أكثر من زوجة. ولا يمكن للزوجة أن تحب ذلك الرجل مادام له زوجات أخريات، ويجد الزوج نفسه، في هذه الحالة، وقد وضعهن بحسب الجهات الأربع: شمال وجنوب وشرق وغرب!
فواحدة جالسة على كتفيه، ولو استطاعت الجلوس على الرأس لفعلت ذلك، و"مدلدلة" رجليها، تقوده حيث تشاء، وحيث يتراجع دائماً عن قراراته، ويقول لها، صاغراً: "تنزل المرة دي كمان"!
وأخرى تحت قدميه، خادمة له، قدماه اللتان مزّقتا حذائه، حتى كاد أن يصير حافياً من كثرة الجري وراءها، ليفوز بها، مثلما فعل آدم، لما رأى لكل ذكر من الحيوان انثاه، أما لنفسه فلم يجد زوجة، فحقق الله له سؤل قلبه، وكانت حواء!
يا بخت المرأة بالرجل، الذي لا يعرف شماله من يمينه!
أخبار متعلقة :