بوابة صوت بلادى بأمريكا

هويدا عوض أحمد تكتب : الأزمة الدولية

الازمة الدولية تعني الوصول بالمشكلة إلي طريق مسدود ،كما تعني ان التراخي في حل الازمة أو إحتوائها قد يؤدي إلي وقوع صدام أو حرب .والأزمة مصطلح عسكرى أكثر منه مصطلحا إجتماعيا سياسيا .
والوضع الذي ينشأ عن الأزمة الدولية له التأثير نفسه في صانعي القرار ،فهي احداث بطبيعتها ليست روتينية  او عادية وإنما هي عادة أحداث خطيره ترنبط بمصالح عليا للدولة وكثيرا ما تقترن بالمفاجأة ووجود فترة قصيرة لإتخاذ القرار مع تضارب المعلومات وقلتها عن الحدث نفسه .
ولان الاطراف الفاعلة للتصدي للازمات الدوليه المفاجئة لابد من اعدادهم بوسائل إعداد بدنيه ونفسيه خاصة جدا وان اعدداد هؤلاء القادة للتعامل مع الخصوم في حالة إمدادهم بالمعلومات البيولوجية عن قدرتهم في عمليات الضغط النفسي باجراءات سياسية واقتصادية وعسكرية من اجل دفعهم إلي مواقف معينه مواتيه للمصالح القومية اثناء الازمه .
المشكلة ان قادة الدول وبالتأكيد خصومهم في الدول الاخرى لا يجعلون من انفسهم موضوعا للغرض الطبي والنفسي ولا يتيحون لعلماء السياسة فرصة مراقبتهم أثناء إدارة الأزمات الدولية ،فكلتا الحالتين تعد في الأحوال كلها من اسرار الدولة العليا ، ولذلك فان الدول تصنع لنفسها قادة علي اكبر دراية علميه معلوماتيه وقدرة علي التحليل وقلب المعادله وتغير المسارات بخطط متعددة ومرونه في جمع وتشكيل الاحداث التاليه .
وقد رأينا ما تحدثه اسرائيل من اساليب إستفزازيه لمصر وما يقرأ ويستنتج من تحركاتها أنها تنوي التصعيد عن بعد بدفع القوي البشريه الفلسطينيه الي حالة من اليأس لتقتحم الحدود المصريه وبالمقابل يبتسم الكيان الصهيوني كونه يشاهد وليس له دخل .
وبالمقابل يذداد الضغط الشعبي علي القيادة  لفتح المعابر وبذلك تصبح اول خطوة لتنفيذ اهداف العدو وهي تهجير الفلسطنيين الي سيناء ومن ثم ملاحقة حماس داخل سيناء .
إلا ان قيادتنا الواعيه الحكيمه بادارتهم لهذه الازمه الدوليه المباغته التي بداتها حماس واخذت اسرائيل ذريعه لاهداف اكبر من تواجد حماس في غزة .
الشاهد في الامر ان التروي وضبط النفس تمارسه مصر بكل ترقب واستعداد تام لاي خيار تفرضه مجربات الامور في الشهور القادمه .
وعلي الشعب ان يدرك خطورة اي حركه في ادارة الازمه ليست مع اسرائيل فقط وانما مع حليفها الامريكي ومايدار في الجنوب في السودان وفي باب المندب مع الحوثيين  الفترة شائكه باحداث جسام وادارة تلك الازمات تدار بدهاء وذكاء ويقظه وانتظار حذر .
المجتمع الدولي والدول العربيه تنظر الي مصر انها رمانة الميزان وان جيشها هو الجيش الكبير المتماسك القوي المدرب في المنطقه ولكن اسرائيل ان لم تجد عونا من امريكا واسلحه وحماية لن يستطيع اقتصادها مسايرة الخطة العسكريه .
وهي تعرف ايضا ان امريكا لديها مصالح مصريه وعربيه قد تكون هي العائق لتخلي امريكا عن اسرائيل ولو لبعض الوقت .
وتستمر حالة اللا حرب واللا سلم في المنطقة حتي نقطة انفجار او التهدئه وتبادل الاسرى والرجوع للتفاوض مع الفرقاء ولو للمره المليون  اوراق الازمه مازالت مفتوحه ومصر تستعد بكل ما اوتيت من قوة للدفاع عن اراضيها ومقدراتها والنهضه التي تشاد في كل ربوعها .

 

أخبار متعلقة :