بوابة صوت بلادى بأمريكا

اتحاد القبائل العربية بسيناء في وجه مخطط اسرائيل لتهجير أهالي غزة بقلم د.مريم المهدي

بعد الإعلان عن تأسيس اتحاد القبائل العربية في محافظة شمال سيناء ، وخلال هذا التوقيت الدقيق الذي تم به، وخاصة في ظل الحرب الدائرة على الحدود المصرية في قطاع غزة، استدعى  هذا الامر مزيدا من المعلومات حول أسباب تأسيس هذا الاتحاد.؟
 
 *  من هم القبائل العربية بشمال سيناء؟.. هم  كيان مصري وكان لها دور هام  ومازلت مع الجيش في تطهير سيناء من إرهاب العناصر المتطرفة  حفاظا على الأمن القومي المصري  :
 
  من هم بدو سيناء ؟ 
 ( ويبلغ عدد بدو سيناء نحو نصف مليون نسمة، وتعود أصولهم  لاعالي الحجاز والاردن  وانتقلوا عبر فترات تاريخية مختلفة. ومن أشهر قبائل سيناء قبيلتا المساعيد والترابين وغيرهما من القبائل التي هاجرت من الجزيرة العربية.
وبدو سيناء هم  مجموعة من القبائل العربية التي سكنت شبه جزيرة سيناء منذ القدم، ويبلغ تعدادهم قرابة ستمائة ألف نسمة.  ومن الجدير بالذكر أن بعض القبائل التي جاءت إلى مصر لم تستقر فيها بل هاجرت إلى ليبيا والمغرب  ، ووفقًا لما حصده المؤرخين، فقد جاء عدد القبائل في جمهورية مصر العربية إلى 74 قبيلة  تقريبا  وانتشروا في عدد كبير من محافظات مصر ، ولكن بشكل اكبر في مطروح والبحيرة وشرق الدلتا وسيناء وصعيد مصر. ويرجع وجود القبائل العربية في مصر إلى ما قبل دخول الإسلام، واستمروا في القدوم علي مر العصور , فقد كانت التجمعات العربية في مصر عديدة ، وبعض من هذه القبائل جاء من الحجاز واليمن ، وبعض منهم من جاء مع عمرو بن العاص ومنهم من رحلوا من مصر إلى أفريقيا،  هناك عدد كبير من القبائل العربية التي عاشت واستقرت في جمهورية مصر العربية في جميع محافظاتها.)
  
*  اتحاد القبائل مصر :_
 حظي الإعلان عن اتحاد القبائل العربية أخيرا بنقاشات عديدة، داخل مصر وخارجها، ووصلت المبالغة حدّ الوصف بأنه كيان مواز للدولة، وسوف يخصم من رصيد الجيش المصري الذي تقع على عاتقه حماية الأمن القومي وفقا للدستور، وزاد البعض في تقديرهم بأن هذا الاتحاد سوف يعيد تكرار نماذج في ليبيا والسودان عندما أصبحت سلطة القبيلة فوق سلطة الدولة.
قد يكون المتابع العربي لاحظ هذه النوعية من التوصيفات الصادمة وما تنطوي عليه من أبعاد خطيرة، فاعتقد أن مصر التي تلعب فيها القبيلة دورا محدودا عادت خطوات إلى الوراء ، ولا يعرف هؤلاء أن القبائل في مصر تستمد قوتها من التصاقها بالدولة، وليس العكس، دون النظر إلى توجهات النظام الحاكم ، فهم مصريين , وعلي سبيل المثال فلا تزال مقاعد البرلمان وبعض الوظائف الحكومية توّرث في الأسرة أو العائلة الواحدة ليس لأنها قوية أو صاحبة نفوذ يُخشى منه، لكن من منطلق علاقتها الوطيدة بأجهزة الدولة التي تتحكم في المنْح والمنْع.
 
* المواطنة للجميع :_ 
أدت طريقة الإعلان عن اتحاد القبائل العربية إلى إثارة الكثير من اللغط، بدءا من اختيار الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيسيا  شرفيا  لاتحاد القبائل  وهو ( ابراهيم  الغرياني ) ، في الوقت ذاته     ان الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسا لكل المصريين بجميع طوائفهم ، وقد اختار صفة العروبة في مسمّاه للاتحاد ، بينما هناك أكثر من عشرة ملايين مسيحي في مصر يعتزون بانتمائهم القبطي، ما يوجد تفرقة متعسفة في وقت ترفع فيه الدولة شعار المواطنة للجميع.
 
    * الخوف من تحول القبيلة الي دولة داخل الدولة : _
 لا ينطبق علي مصرالتي تغلبت علي ذلك عندما جعلت القبيلة تابعة للدوله وترضخ تحت طائلة القانون والدستور المصري منذ  زمن بعيد وكان اتحاد القبائل الغربية كيان رمزي من اجل دوافع محددة لن يتجاوزها . توجد في مصر قبائل عريقة لم يُعرف أنها تحدت الدولة أو نازعتها سلطتها، بل ان المساحة التي تتحرك فيها القبيلة بدأت تتآكل، بحكم العصرنة وانتشار الثقافة وغزو الجامعات والتعليم وما يصطحب ذلك من تغيرات في الأفكار، ولم تكن القبيلة جزءا من أسلحة الدولة إلا في حالات نادرة تتعلق بالمصالحات وفض المنازعات الأسرية ، وبالتالي يصعب تضخيم دورها بالشكل الذي يمكنها من أن تعلو فتخطب الدولة ودّها، أو تسعى إلى استرضائها . خرج اتحاد القبائل العربية فجأة قبل أيام في خضم أجواء تخيّم عليها ملابسات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ما جعل قيمته تنصبّ على المساهمة في مكافحة توطين الغزيين بسيناء، والتي تضم مركز الاتحاد، وفيها أحد قواعده الرئيسية (اتحاد قبائل سيناء) الذي تأسس منذ فترة لدواع اجتماعية وأمنية، وعلى علاقة جيدة بأجهزة الدولة، وأسهم بدور محط تقديرواحترام  في الفترة التي خاض فيها الجيش معركة حاسمة ضد المتطرفين والجماعات الإرهابية. يضم الاتحاد قبائل من مرسى مطروح والوادي الجديد وجنوب مصر، ما يعني أن تركيبة القبائل موزعة جغرافيا، ولا توجد في إقليم أو منطقة محددة، ما يجعل من المستحيل القول إنها تمثل خطرا كبيرا على الدولة إذا تضخمت قوتها المادية والمعنوية، ناهيك عن أن امتلاك السلاح في مصر يخضع لعملية دقيقة ووفقا لمعايير القانون، ويصعب اختراق القواعد المنظمة له.
 
* تشبيه الأمر بما يجري في دول أخرى مليئة بصراعات يحمل مغالطتين : 
* الأولى: .. أن الأجهزة الأمنية في مصر قوية بما يكفي ونجحت في توفير درجة عالية من الاستقرار بعد أن خاضت معارك ضارية السنوات الماضية، ما يشير إلى عدم حاجتها إلى قوة جديدة أو رافعة موازية، وعلى العكس القبائل هي التي تحتاج إلى أجهزة الأمن، فغير مسموح بحمل السلاح بلا موافقتها.
 * والمغالطة الثانية : ... التعامل مع القبائل العربية على أن لها طموحات مناطقية ، فمعظم من ينتمون إلى هذه القبائل سكنوا مدنا عدة، في مقدمتها القاهرة، وقذفوا خلفهم نعراتهم وتخلوا عن صفات البداوة الملتصقة بالقبيلة واكتسبوا صفات المدن الجديدة، ولم تعد الصورة الذهنية للقبيلة في مصر تلك الكامنة في العصبية والاحتماء بها. 
 * باتت قبيلة المال أهم من قبيلة الدم في مصر، حيث اتسعت ظاهرة النسب بين العائلات وما تحمله من مكاسب اقتصادية، فهناك عائلات تشكلت أقوى في نفوذها من القبائل، مثل عائلة منصور، والسلاب، وطلعت مصطفى، وغبور، وساويرس، وغيرها. 
 * والملاحظ أن شكل القبيلة الجديدة في مصر لا يقتصر على المسلمين، فهناك عائلات أشبه بالقبائل العربية قوامها كله من المسيحيين، وطرأت على هذا المحدد تغيرات أوجدت علاقات وتحالفات اقتصادية بين مسلمين ومسيحيين، ولهؤلاء وهؤلاء نفوذ أقوى من القبيلة بمفهومها التقليدي لما يملكانه من مال وتأثير في مفاصل الحياة الاجتماعية، وهو ما يمثل القوة الحقيقية في مصر.
ومع أن القبيلة حافظت على جزء من مكوناتها في الأطراف، سيناء ومطروح، غير أنها تراجعت وربما تلاشت مظاهرها السلبية في القلب، فالخوف من تحول القبيلة إلى قنبلة لا ينطبق على مصر التي تغلبت على ذلك عندما جعلتها تابعة للدولة منذ زمن، ومن ثم فاتحاد القبائل العربية كيان رمزي ظهر لدوافع محددة لن يتجاوزها، فالدولة لا تتنازل عن صلاحياتها.
 
    *   سيناريوهات تتطلب اليقظة بتوحيد القبائل العربية في محافظة  شمال سيناء  ليكونوا حائط صد مع الجيش امام خطط اسرائيل لتهجير اهل غزة الي سيناء  :  _
 إن إسرائيل عليها أن تعلم مدى قوة مصر بشعبها بجميع اطيافه ,الذى يتواجد فى خندق واحد تحت لواء ادارة القيادة المصرية , لحماية بلده ضد أى خطر, بعد الاعلان عن تاسيس اتحاد القبائل العربية في محافظة شمال سيناء , خلال هذا التوقيت الدقيق الذي تم فيه في ظل الحرب الدائرة علي الحدود المصرية في قطاع غزة وطلب اسرائيل تهجير اهل غزة الي شمال سيناء , ان الفترة المقبلة قد تشهد تطورات وسيناريوهات متعددة, وهو امر يستدعي اليقظة لمواجهة التحديات العديدة . ان هذا الكيان لا يضم قبائل سيناء فقط بل يضم *ايضا شيوخ وقبائل محافظة مطروح , وهم درع حماية الوطن علي الجهة الغربية المصرية حيث هشاشة الوضع الامني في ليبيا وانتشار العناصر الارهابية المتطرفة, ان هذا الاتحاد يهدف الي توحيد القبائل تلبية لمتطلبات المرحلة الراهنة  وجعلهم حائط صد امام الطامعين في ارض سيناء , كما انها خطوة  تاتي ادراكا لخطورة التحديات التي يواجهها  الوطن علي كافة الاتجاهات الاستراتيجية , حفاظا علي الامن القومي المصري.
 
    *  دور القبائل العربية مع الجيش المصري :_
ان القبائل العربية في سيناء لعبت ولا تزال دورا كبيرا جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة المصرية لاسترداد سيناء ، أن كل مواقف القبائل تؤكد على حرص القبائل بسيناء للحفاظ علي الهوية المصرية ومواجهة الاحتلال . ولا ننسي أن أبناء سيناء تحملوا الكثير فى مواجهة الإرهاب ، وأن الآلاف من الشيوخ والشباب السيناوي تطوعوا لتكوين اتحاد قبائل سيناء، لمحاربة الإرهاب مع الدولة المصرية، وهو ما حدث بفضل هذا التعاون الكبير وأثمر عن تحريروتطهير هذه الأرض الغالية من براثن الإرهاب والإرهابيين.
 * ان تدشين هذا الكيان الضخم  باعلان اتحاد القبائل  العربية في شمال سيناء في هذا الوقت الدقيق , بدافع وقف مخططات تهجير وتوطين أهل غزة . أن الفلسطينيين هم أشقاء لنا, نساعدهم ونقف بجانبهم حتى قيام دولتهم المشروعة، لكن تهجيرهم يعد تصفية للقضية الفلسطينية بعد سنوات طويلة من التضحية والحرب والكفاح.

أخبار متعلقة :