سألت إحدى الفنانات يوسف شاهين كيف اصبح مثل هند رستم؟ فقال لها مستحيل، هند طبيعية أم أنتم كلكم صناعي.
الميلاد والنشأة:
ولدت بحي محرم بك بالأسكندرية في 12 نوفمبر 1929 م لأب شركسي كان يعمل مساعد مأمور السكك الحديدية وأم مصرية، ودخلت مدرسة سان فينسان دي بول للراهبات، في سن خمس سنوات انفصل والداها وتزوج الأب زوجة لم تقبل هند رستم قبولا كاملا وكانت تعاملها معاملة قاسية، وفي سن 13 سنة علمت جدتها لأمها أن حفيدتها تعاني مع زوجة الأب فقررت أن تتربي معها هند وبالفعل وافق الأب فذهبت الفتاة الصغيرة للعيش مع جدتها ثم سرعان ما انتقلت للعيش مع والدتها وزوج والدتها في القاهرة الذي عاملها معاملة تقول عنها هند أنها كانت مليئة بالحنية التي حرمت منها من أباها الحقيقي حتى بلغت السابعة عشرة.
علاقتها بالمسرح والسينما:
تقول هند رستم أن كان لها صديقة في المدرسة الألمانية التي انتقلت لها في القاهرة وكانت هذه الصديقة تعشق الفن كما أعشقه وربما ما ربطنا في صداقة هو حب الفن فقد كنت أعشق أمينة رزق وروزا اليوسف وعزيزة أمير وليلى مراد وفاطمة رشدي وغيرهن وكنت أحضر جميع أفلامهم ومسرحياتهم، ولكن من شدة عشق صديقتي للفن قرأت في جريدة الأهرام عام 1946م اعلانا للشركة المتحدة للسينما عن رغبتها في اختبار فتيات مصريات أو أجنبيات للعمل في فيلم جديد أسمه ( أزهار وأشواك ) وألحت عليّ صديقتي أن أذهب معها فهي لا تريد أن تذهب بمفردها، ولأنها صديقتي لم أجد مانع من دعمها في تحقيق حلمها، وبالفعل ذهبت معها ووقفت هي في طابور طويل للاختبار أما أنا فجلست في ركن بعيد من أركان الإستوديو حتى تنتهي صديقتي من الاختبار ثم نغادر المكان ولكني وجدت "عز الدين ذو الفقار" وكان وقتها مساعد المخرج محمد الجواد ينظر لي ثم يباغتني بالسؤال: انتي جاية عشان الإختبار؟، فأجبت بالنفي فقال: عندك مانع نختبرك؟، فقلت ماعنديش مانع، فأصطحبني لمكتب المنتج حسين حلمي المهندس واختبروني ثم بعد الاختبار صرخ حسين المهندس وقال جملته الشهيرة: (هي دي)، حينها خرج عزالدين ذوالفقار بالغاء الاختبار مع الفتيات حتى صديقتي لم تقم بالاختبار واختاروني أنا في دور صغير بالفيلم وكان أول عهدي بالسينما وخطوتي الأولى فيها التي استمرت فيها أدواري ككومبارس حتى سمع عني حسن رضا.
المخرج حسن رضا والحب من أول مشهد:
سمع عنها المخرج الشاب حسن رضا فعرض عليها العمل في فيلم خيال إمرأة عام 1948م ثم وقع في حبها وتزوجا ولكن لم يستمر الزواج سوى خمس سنوات فقط انجبت فيه إبنتها الوحيدة بسنت، وانفصلا في عام 1954م وظلت بعد الانفصال تخشى اعادة التجربة أو الفشل في الزواج مرة أخرى.
حسن الإمام الأب الروحي لنجومية هند رستم:
عرض عليها حسن الإمام أن تقوم بدور ثانوي لكنه مهم في فيلم الملاك الظالم وتقوم فيه بالغناء وكانت الأغنية يا سلام ع الهوا التي نجحت نجاحاً فريداً شجع حسن الإمام أن يقدمها في بطولة فيلم الجسد الذي انطلق بهند رستم لسماء النجومية وأصبحت نجمة شباك يقبل عليها الجمهور كإقباله على نجمات ذلك الزمان لتستمر نجوميتها في العطاء حتى أن الرئيس جمال عبد الناصر قد أثنى عليها في دورها بفيلم رد قلبي 1956م وقال عنها جبران خليل جبران أنها ممثلة لا مثيل لها، وقال عنها العقاد أنها أروع من مارلين مونرو.
لقاءها بالدكتور محمد فياض صدفة.
سبع سنوات بعد انفصالها عن حسن رضا لم تفكر في الزواج، وفي هذه السنوات السبع قدمت أعمالا مدهشة كصراع في النيل ورد قلبي وابن حميدو وباب الحديد وبين السما ووالأرض وغيرها من الأفلام المهمة والكثيرة حتى توفت والدتها أواخر عام 1960م في سن 45 عاما بمرض السرطان، فانتاب هند رستم حالة من الوسواس القهري بانها ستموت هي الأخرى بذات المرض الذي ربما يكون وراثيا، ونصحها الأصدقاء أن تستشير الطبيب محمد فياض أشهر طبيب نساء في مصر، فذهبت له عدة مرات وفي كل مرة يطمئنها حتى عرض عليها الزواج فقبلت وتم الزواج بالفعل عام 1962م، وتقول هي أنها أحبت زوجها لدماثة خلقه وهدوءه واتزانه حباً كبيرا لدرجة أنها كانت تفضل أن يناديها المحيطين بها بمدام فياض وليس بالنجمة هند رستم، وبعد أن كانت تقوم ببطولة أكثر من عشرة أفلام في السنة صارت تقوم بفيلم أو فيلمين في السنة بعد زواجها من د. فيلض، وكان أهم أفلام هذه المرحلة شفيقة القبطية، الراهبة ، كلمة شرف، ثم قررت الإعتزال عام 1976م بعد فيلم الجبان والحب إخراج حسن يوسف 1975م وبالفعل لم تقم بعمل أي فيلم بعده حتى جاء إليها المخرج على رضا والفنان عماد عبد الحليم ليطلبا منها دعم عماد عبد الحليم في فيلمه ( حياتي عذاب ) عام 1979م وبسبب علاقة الصداقة التي تجمعها بعلي رضا وافقت على القيام ببطولة الفيلم ولم تستجب لأي عرض بعد هذا العمل وأعلنت إعتزالها الفن نهائياً والتفرغ لعائلتها، وحين توفى دكتور فياض عام 2009م انتابها حالة اكتئاب شديدة لم تتحملها ولحقت به في عام 2011م.
مواقف وطرائف في حياة هند رستم:
المشاغبين الثلاثة هند ورشدي أباظة وعمر الشريف:
بعد فيلم صراع في النيل اصبح من المعروف في محيط أهل الفن أن هند ورشدي وعمر اصبحوا دون اتفاق بينهم المشاغبين الثلاثة، لا يجتمعوا في مكان إلا واصبح مولد، وذات مرة كانت هند رستم تقوم ببطولة فيلم من إخراج فطين عبد الوهاب، ثم فوجي فطين في أيام التصوير بدخول رشدي أباظة بلاتوه التصوير، فوضع يده فوق رأسه وقال ياخبر أسود، رشدي اباظة ! كده الفيلم مش هيكمل، ثم سألة بعد أن سلم على هند وبدأت بشائر المشاغبة، إنت جاي ليه يارشدي، فقال رشدي وهو ينظر لهند ويتظاهر بالبراءة: جاي أسلم عليك، فذهب إليه فطين وأخذ يدفعه لباب البلاتوه وهويقول له ياساً وسلمت عليا خلاص يارشدي، اطلع بره بقى الله لا يسيئك، عايزين ناكل عيش وسط ضحكات الجميع.
أخبار متعلقة :