تسعى اغلب الدول والشعوب المتقدمة الى الاهتمام بنشر الثقافة على اوسع نطاق بين ابنائها وهي تعمل على توفير كل متطلبات نجاح مشروعها الثقافي التوعوي من خلال توفير المؤسسات المختصة بنشر الثقافة والمكتبات العامة والبرامج التثقيفية عبر كل قنوات ووسائل الاتصال الجماهيري والتواصل الاجتماعي وتحارب كل ما يعترض طريق الثقافة في مجتمعاتها وخصوصا الجهل الذي يعتبر الآفة الأخطر التي تؤدي الى ضياع الدول والشعوب وفسح المجال لكل اصحاب المشاريع المشبوهة للوصول إلى اهدافهم بسهولة مستغلين هذه الآفة المدمرة.
وتعتبر الثقافة العامة الحصن الحصين الذي يُجنب اي مجتمع الانزلاق الى الفتن والتناحر ثم التشتت والانهيار فالشعب المثقف والواعي ليس له علاقة بانتماء أخيه المواطن عرقيا او دينيا مادام ذلك الانتماء لا يسيء الى الوطن ولا يزعزع أمنه واستقراره فالاعتزاز بالعرق داخل البلد لا يعني الانتقاص من الوطنية الاشمل و طريقة العبادة هي شأن ما بين العبد وربه والحُكم في النهاية يبقى لله سبحانه وتعالى فإختلاف العقائد لا يجب ان يؤدي الى الخلاف والتناحر الذي لا يخدم الا اصحاب تلك المشاريع غير الخبيثة .
وعلى الجهة الأخرى يسعى المضللون وأصحاب النوايا السيئة الى نشر التخلف والجهل والأمية في اوساط مجتمعات العالم الآخر او ما يسمى بالعالم الثالث او النامي الذي لن يعرف النمو الا على نطاق محدود جدا بينما الجهل والتخلف يسابقان الزمن ليفرضا سطوتهما وسيطرتهما على تلك المجتمعات التي تحلم بالثقافة والنمو في حين تتنامى ثقافة القوة مع تنامي سطوة الجهل على المجتمعات بحيث لا يُسمح لقوة الثقافة ان تقوم بتحصين الناس وبث روح التعايش السلمي والتآلف والتفاهم فيما بينهم بسبب سيطرة ثقافة القوة على مفاصل الدولة في تلك المجتمعات ومما يجعل المثقف الساعي لتوعية مجتمعه ضد الجهل يحسب الف حساب لأي كلمة قد يقولها لخدمة مجتمعه ووطنه.
من خلال كل ما تقدم صار على كل الشعوب التي تعاني من ثقافة القوة العودة إلى قوة الثقافة والتوعية الذاتية من خلال الاعتماد على نفسها في البحث عن الحقائق وعدم الاعتماد فقط على مصادر القوة التي تسعى دائما للحفاظ على الجهل من اجل البقاء لان البقاء في نظرها هو للأقوى وليس للأصلح ، حيث يسعى اصحاب قوة الثقافة لاستبدال البقاء ليكون للأصلح والاثقف والأعلم بدلا من الاقوى بدون علم ولا ثقافة
.
أخبار متعلقة :