بوابة صوت بلادى بأمريكا

العربى إسماعيل يكتب : بين الحقيقة .. والخيال

 
هل يمكنك تحسين خيالك نعم فعلاً. من خلال عدسات معقدة ومتنوعة يمكنك من خلالها رؤية العالم. كتبت الروائية زادي سميث ذات مرة أنها عندما كانت فتاة كانت تتخيل باستمرار كيف سيكون شكلها عندما تكبر في منازل أصدقائها وتعيش حياتهم.
الإنسان أخطر عدو لنفسه، وهذا ما نراه في أكثر من موقف ورواية أو قصة، إن الشرور التى قد يلحقها بك الآخرون لا يمكن أن تكون بمقدار السوء والضرر من تلك التي قد تلحقها بذاتك، وقد نرى هذا الأمر من خلال عدة أوجه منها حين نتخلف عن الدراسة ظناً أننا بذلك نكسب ساعات من المرح، والواقع أننا نضر بمستقبلنا القادم قبل أن يبدأ، كأن نضع كامل ثقتنا في شخص أو مشروع معين دون أن تكون لدينا خطة بديلة، مما قد يتسبب في انهيار لرصيدنا المالي وثقتنا في قدراتنا. حين نصادق أولئك الذين خذلونا مراراً ومراراً بدافع الطيبة وأن "الدنيا ما تستاهل" إلا أننا نحن لا نستحق أن نعامل بهذا القدر من الدونية لأي سبب كان. والأمثلة كثيرة من هذا النوع أن الجميع في حالة ذهان ذاتي، الجميع يحاول الوصول إلى هدف معين وفق إطاره الزمني الخاص، ومن خلال سعيهم لا أحد يكترث أو قد يكترث ببوصلتك الزمنية أو طموحاتك، أو حتى خيالك. كلٌ يسير وفق مسار محدد كأن يصل إلى حالة اجتماعية، وظيفية، نفسية أفضل.. سمها ما شئت كلٌ يود أن يصل إلى وجهة أفضل. لا يوجد من تستطيع أن تطلب منه التوقف بجانبك والأخذ بيدك. الجميع في مرحلة انتقالية من حال إلى حال، لذا نجد أن الاسهاب في الخيال أو أي فعل لا يمكن أن يعود عليك بالمنفعة.
تعلم ترك الأمور لخالقها فهو الأحق بتولي الخلق ولا تعول كثيراً على الأمر و الحقيقة هو التحدّي الذي انتظره كلّ منّا، لكي يعلم أن السؤال في الواقع هو حجّتنا في عمل ما من شأنه أن يغيّر ما بأنفسنا، كسبيلٍ وحيد لتغيير ما بواقعنا. وبقدر ما يستفزّ السؤال فضولنا، بقدر ما يزعزع أركان حضورنا، لا لأنه يختزل في حرفه كل الأسئلة، ولكن لأنه مفتوحٌ على احتمال اختزال كل أجوبة الكينونة، على ما في هذا الموقف من خطر. ذلك أن السؤال سُئل لا لكي يحقق جواباً، ولكن لكي يكون مرجعاً، هاجساً، وسواساً تعويذةً، في تجربة كلّ منّا، بما هو ضمان لتحقيق اليقظة من مفعول الافيون الحُلُمي، لأن في طرح سؤال من هذا القبيل يتوقّف موقفنا لا من وجودنا وحسب، ولكن موقفنا من معنى وجودنا. فالرهان مبدئياً كان وسيبقى على ماهيّة المعنى و يساعدك الخيال على إدراك الواقع، وتجربة الحقائق الأخرى، والتنبؤ بالمستقبل المحتمل، وتجربة وجهات النظر الأخرى. ومع ذلك، إلى أي مدى تعطي المدارس الأولوية لتنمية هذه القدرة الأساسية الناس المختلفون لديهم أنواع مختلفة من الخيال. يركز بعض الناس بشكل أساسي على أجزاء العالم التي يمكن قياسها كميا. فيمكن أن يكون هذا الشكل المبتذل من التعرف على الأنماط عمليا للغاية، لكن غالبا لا ترى الطريقة التي يغلف بها الناس العالم بالقيم والعواطف والتطلعات، وهو بالضبط ما نريد رؤيته إذا كنا نريد أن ندرك كيف يحكمون على تجربتهم.

أخبار متعلقة :