حينما تتوجع الأوطان من سيوف أبنائها الخائنين ،وحينما تتساقط أوراق الوطن من شجرة الحاسدين والحاقدين ورقة تلو الآخرى،وحينما يؤتمن ذئب الخيانة الوطنية على أمن وأمان الدولة ،وحينما تتكرر الفوضى الخلاقة على أرض طاهرة تسير عليها الدماء و كأنها السيل الغزير فى ليلة شتاء قاسية مليئة بالرعد والبرق، وعواصف الخيانة التى لا تؤتمن على أطفال عزل يلعبون فى شوارع البراءة النقية من كل فتن السياسة وأهل المجتمع من الساسة ،وحينما نسير جميعاً نحو أنفاق مظلمة نتيجة لتهور تفكير شاب لا يبالي فى عقلة ضرورة الحفاظ على الأوطان من دنس قوى الشر المبغضة ،والأرهاب الأسود الذي لا يريد لنفسه أن يستريح مما خلفه من عواصف وأتربة سامة قاتلة للعديد من الأوطان والدول ....حينئذ لابد وأن نعلم أننا لا زلنا نعيش في مسكن يقع جغرافياً بين الوطنية والخيانة حتى وصل ذلك المسكن بنا جميعاً ليصل إلى جيران الحقد والحسد ،ومن ثم فإن خيانة الأوطان لا تشفع لأبناء دولها ولو أصبح ذلك الخائن يوماً إماما أو شيخ أو راهب إلا أن الأوطان عزيزة وغالية فى القلوب لكن جوهر من يعيش فيها قد تقلبه أفكاراً هدامة ،وتصاحبه جيرانا وأصدقاء من الحاقدين والحاسدين ،وهنا نرى دولتنا ووطننا العزيز " مصر " الذي لا يستريح يوماً من عناء وقسوة بعض أبنائه الذين سلبت منهم عقولهم فأصبحوا بعقول هدامة وأفكارا مزيفة مشتته متعصبة لكل من يريد أن يذوقها طعم الوسطية والمحبة والبعد عن التطرف ،وهنا تظهر لنا معادن الوطنية الحقيقية ونحن جميعاً على أعتاب عرس أنتخابي رئاسي تستعد له الدولة المصرية على قدم وساق حتى يظهر بصورة ديموقراطية بين بقية الدول والشعوب ،لكن كثيراً ما يلوث الماء الراكد الهادئ العزب قطعة زيت تطفو على سطحه فتجعله وكأنه مليئ بالسواد ،لكن الوطن يعلم جيداً من له ومن عليه ...يعلم جيداً من الوطني ومن المزيف...يعلم جيداً من يبني ومن يدمر ...يعلم جيداً من يحلم ويحقق الأمجاد ومن يبيع الوهم وينتج السراب للناس...يعلم جيداً من يؤمن برسالة الأمن والأمان ويحققها ويحافظ عليها ويجعلها راسخة فى قلوب المواطنين ومن يشيع الفوضى ويريد عدم الإستقرار وزعزعة الأوطان ودخولها فى نفق مظلم ...سيعلم الوطن يوماً عنا من جاهد وأمن وحافظ وبنى وعمر البلاد ،ومن الآخر الذي أراد ويريد تدمير العباد ،وستبقى مصر رغم كل الحاقدين والحاسدين والخائنين ،تحيا مصر عزيزة قوية شامخة رافعة شاماتها فى عنان السماء .
أخبار متعلقة :