في سبعينيات القرن المنقضي وفي محيطي الجغرافي الريفي والحضاري كان هناك تنوع في الإنتاج الزراعي والصناعي، في المجال الزراعي كان هناك تنوع في المحاصيل الزراعية النقدية مثل محصول القطن وبعض المحاصيل الأخرى. وكانت مدينتي تشتهر في أول مدخلها الشرقي مصنع الزيوت والصابون، ومصنع الغزل والنسيج، ومصنع الخشب الحبيبي. ومصنع الأسمدة الكيماوية. وفي نهايتها مصنع الألبان. للأسف مع بداية عصر الخصخصة تمت تصفية. معظم هذه المصانع. كذلك تخلينا عن المحصول النقدي من القطن، أدى إلى وقف إنتاج مصنع الزيوت الذي كان يعتمد علي بذرة القطن التي يقوم عليها صناعة الزيت. كذلك الإهمال المتعمد لتصفية هذه الشركات تم وقف إنتاج مصنع الأسمدة الكيماوية. كذلك مصنع الغزل والنسيج والخشب الحبيبي الذي اشتراه مستثمر هندي وقام بتصفيته وباع الأرض المقام عليها الأرض مباني، كذلك شركة الكوكاكولا ومحلج القطن. فأصبحنا مدينة استهلاكية حتى الانقلاب على الدورة الزراعية الثلاثية أضعف المحاصيل التي أصبحت تحتاج بكميات كبيرة من الأسمدة الكيماوية. بعد التغييرات التي حدثت على المجتمع الريفي من الهجرة إلى الخارج ، فأصبح الفلاح مستهلكا بعد أن كان منتجا ،ويكفي قوت يومه من تربية الحيوانات والطيور والدواجن،. وكذلك مستهلك للطاقة حيث كان يعتمد علي أعواد (قش الأرز والذرة والقطن علي طهي الطعام ) وصناعة الخبز ، وأصبح مستهلك بكميات كبيرة من الأسمدة الكيماوية بديلا عن الأسمدة العضوية من روث المواشي بعد أن هجر المهنة فأصبح مجتمع كلة استهلاكيا...!
في مجتمع قائم على الاستهلاك ومهما كان مستوى دخل الفرد، فإنه يبقى دوما عاجزا عن تلبية كل رغباته... هناك دائما شيء آخر جديد أو سلعة جديدة يرغب فيها ويود شراءها... فتبقى الرغبة بذلك حي معلقة قد تحقق وقد لا تتحقق أبدا. وهذا يمكن أن يولد إحباطا... يمكن أن يتحول إلى إحباط شديد حينما يكون دخل فرد أو أسرة ما ضعيف أو في وضع من عدم الاستقرار.
يقول:- الكاتب (بوديرلان)
في كتابه \"مجتمع الاستهلاك:\" لقد أصبح العالم الآن لامعقولا، والإغراءات التي يفرضها علينا لا نهاية لها، وقد نتج عن ذلك أنه أصبح من الصعب تحقيق السعادة حتى بالمعنى المادي، نظرا لأن المجتمع الرأسمالي قد نجح في خداع الإنسان وإبقائه تحت وهم مطاردة السعادة دون بلوغها... فكلما أرضى الإنسان حاجة من حاجيات الاستهلاك إلا وخلقوا له حاجيات أخرى، لتظل السعادة في عالم العولمة مجرد طريدة وهمية يلاحقها الإنسان وكلما اقترب منها ابتعدت عنه. اليس من الأجدر أن نحذر من هذه السعادة الموهومة ،وأن نتركها فنستريح من عناء اللهاث خلفها...
إن المجتمع الاستهلاكي سبب رئيس للعنف وللمشكلات الاجتماعية، ولسوء الأخلاق، ولغياب القيم، وخاضتا بين الشباب المحبط نتيجة عدم القدرة على الزواج أو وجود فرصة عمل، فحين ينظر المستهلك، إلى أنواع المستهلكات المعروضة، بأبهى حلة، في وسائل الإعلام، وفي المتاجر، ومع غياب التربية الإيمانية والقناعة أو ضعفها خلق جيل مادي بحت، يكون المستهلك أمام خيارين:
إن يلغي أوقات فراغه، ويتخلى عن تربية أولاده، ليعمل أعمالا إضافية لعله يستطيع تحصيل بعض مما تراه عينه ويترك حسرة في قلبه وقلب أسرته.
أو أن يسعى إلى كسب غير مشروع لتحقيق طلبات أسرته المتزايدة، وهما أمران أحلاهما مرا...!
وخلاصة الأمر أننا لن نستطيع التغلب على هذا المجتمع وتلك الثقافة إلا بتربية إيمانية خلقية يستعلي فيها الإيمان على المادة، وتنتصر فيها المبادئ والقيم على الأشياء، ويعلو فيها صوت القناعة والرضا على صوت اللهاث وراء السراب، والمهمة صعبة ولكن حسبنا أنها الحق، وأن الحق يمتلك قوة ذاتية قادرة على تحقيق ما نظنه مستحيلا، فالإنسان التائه بدأ يبحث عن شيء آخر تسمو به روحه، بعد أن عجزت المادة عن تحقيق راحته وسعادته...!
لذلك نحن في زمن 《 زمن لا تشترون ما لا تحتاجونه، لكي لا يأتي اليوم الذي تبيعون فيه ما تحتاجون》...!!
\"محمد سعد عبد اللطيف\"؛
كاتب وباحث مصري في علم الجغرافيا السياسية \" \"
\"السلطة والقوة\"
"""""""""""""""""""
لنفهم بعضا من معنى القوة والسلطة ونفرق بينهم عبر أحداث تاريخية فمثلا بعد انتصار قوات المماليك بقيادة( عز الدين أيبك وشجرة الدر) علي الفرنج ومقتل "توران شاة" آخر ملوك الدولة الأيوبية. كانت القوة في يد المماليك والسلطة في يد الأيوبيين ولكن استطاعت القوة هزيمة السلطة..،، وانتزاعها من "طعن وحرق وغرق توران شاة".. في نهر النيل قرب فارسكور. وبعد انتهاء المعركة وأسر لويس التاسع. عاد أقطاي بقواته إلى القاهرة وقام بأعمال قتل ونهب في الصعيد والقاهرة شعر انه يملك القوة. فاختار سيدة واستعرض لها قوته وسطوته. للزواج منها
. فطلب من الملك "عز الدين أيبك" مفاتيح القلعة لقضاء ليلة الدخلة علي عروسته. فأرسل لة الملك المفاتيح. وأرسل له قوة تخلصت من القائد أقطاي وقطع رأسه وألقي رأسه من فوق جبل المقطم. هنا صراع القوة والسلطةولكن من يملك القوة الأكثر . مثل قتل قائد قوات" فاغنر"في روسيا عندما تملك قوة وسلطة. وحين تنزع منك القوة والتخلي عن السلطة يسقط الحاكم كما حدث في مصر مع الرئيس مبارك.،،
فهل القوة شيء محير.!؟
ففي العصور الوسطي كان هناك ثلاث رجال عظماء يجلسون في غرفة واحدة ملك، وكاهن ورجل غني،، بينهم يقف رجل شرطي من المرتزقة بسيف،، كل رجل منهم يلجأ إليه لقتل الإثنين الآخرين،،
من يعيش ومن يموت...؟!
هذا يتوقف على من معه السيف حقا المرتزق...؟!
هو لا يملك التاج الملكي،، ولا الذهب ولا حماية من الآلهة. لكنه يملك فقط السيف،، انهاقوة الموت والحياة،،
لكن إذا كانت سلطة السيف هي من تحكم، لم نتظاهر بأن الملك يملك كل القوة...؟؟
القوة والسلطة تكمن حيث يؤمن بها الناس،،...!!
محمد سعد
كاتب وباحث
الْحُكْمِ لِمَنْ غَلَبَ...!!
بِقَلَمِ :مُحَمَّدُ سَعْدِ عَبْدِ اللَّطِيفِ .مِصْرَ،
الصِّرَاعُ عَلِي السُّلْطَةَ فِي دَوْلَةِ الْمَمَالِيكِ الْبَحْرِيَّةِ ..!
مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ أَدَمَ عِلْيَةَ السَّلَامِ ،تَعِيشُ الْبَشَرِيَّةُ فِي صِرَاعٍ دَائِمٍ مَنْ يَمْتَلِكُ الْمَلِكَ وَالسُّلْطَةَ وَالْقُوَّةَ .وَمِنْ بِدَايَةِ الْخَلْقِ كَانَتْ قِصَّةَ" هَابِيلَ وَقَابِيلَ" ..
"يُولَدُ الْإِنْسَانُ لَا شَىْءَ وَيُرِيدُ بَعْدَ ذَلِكَ كُلَّ شَىْءٍ وَيَرْحَلُ بِلَا شَىْءٍ " هَذَا خَلْقُ اللَّهِ اسْتَطَاعَ الْمُفَكِّرَ وَالْفَيْلَسُوفَ وَالْبَاحِثَ الْمِصْرِيَّ الدُّكْتُورُ /يُوسُفُ زِيدَانَ / فِي كِتَابَةِ《 الْوَرَّاقِ》 أَنْ يَخُوصَ فِي التُّرَاثِ فِي نِهَايَةِ عَصْرِ الدَّوْلَةِ الْايُوبِيَّةِ وَقَتْلِ أَخَّرَ مُلُوكِهَا..(تُورَانْ شَاةٌ).مَطْعُونًا .حَرِيقًا. غَرِيقًا "فِي النِّيلِ فِي مَدِينَةِ فَارْسِكُورْ بِالْقُرْبِ مِنْ نَهْرِ النِّيلِ .وَهَنَّأَ اتَوَقَّفَ عِنْدَ دِرَاسَتَيْ الْجَامِعِيَّةِ .حَيْثُ كَانَ مُقَرَّرٌ عَلَيْنَا فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ فِي الْكُلِّيَّةِ دِرَاسَةَ التَّارِيخِ" السِّيَاسِيِّ وَالْعَسْكَرِيِّ وَالِاجْتِمَاعِيِّ" لِلدَّوْلَةِ الَّايُوبِيَّةِ وَدَوْلَةِ الْمَمَالِيكِ وَالسَّلَاطِينِ .مُنْذُ ظُهُورِ( صَلَاحِ الدِّينِ الْأَيُّوبِي) عَلِي مَسْرَحَ الْأَحْدَاثِ فِي شَمَالِ الْعِرَاقِ حَتِّي وَفَاةِ تُورَانْ شَاةَ ،وَبِدَايَةَ ظُهُورِ دَوْلَةِ الْمَمَالِيكِ الْبَحْرِيَّةِ عَلَيَّ يَدَ "عِزِّ الدِّينِ أَيْبَكْ" ..وَفِي نَفْسِ الْعَامِ حَصَلَ اسْتَاذِي الدُّكْتُورُ /قَاسِمُ عَبْدَةَ قَاسِمِ عَلِي وِسَامِ الْجُمْهُورِيَّةِ فِي الْعُلُومِ الْإِنْسَانِيَّةِ مِنْ الطَّبَقَةِ الْأَوَّلِيِّ عَنْ كِتَابَةِ الدَّوْلَةِ الْايُوبِيَّةِ وَدَوْلَةِ الْمَمَالِيكِ وَالسَّلَاطِينِ .يَأْخُذُنَا الْمُثِيرَ لِلْجَدَلِ:يُوسُفُ زِيدَانَ / فِي كِتَابَةِ《 الْوَرَّاقِ》 قَاعِدَةٌ : الْحُكْمُ لِمَنْ غَلَبَ .
بَعْدَ أَنْ اسْتَقَامَ حَالُ السُّلْطَةِ وَالْمِلْكُ لِلْأَمِيرِ «أَيْبَكْ» وَتَمَكَّنَ، اغْتَاظَ مِنْ سَطْوَةِ زَوْجَتِهِ شَجَرَةَ الدُّرِّ " أُمِّ خَلِيلٍ " وَتَدْخُلُهَا فِي شُئُونِ الْحُكْمِ، ثُمَّ إِنَّهُ أَرَادَ الزَّوَاجَ مِنْ ابْنَةِ أَمِيرِ الْمَوْصِلِ ( بَدْرِ الدِّينِ لُؤْلُؤٍ ) الَّتِي قِيلَ إِنَّهَا سَاحِرَةُ الْحُسَنِ فَلَمَّا شَرَعَ فِي إِتْمَامِ الزِّيجَةِ لِيَكُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ ثَلَاثُ زَوْجَاتٍ. حَاشَا الْجَوَارِي .
ثَارَ غَيْظُ " شَجَرُ الدُّرِّ " فَقَتَلَتْهُ غِيلَةً وَمَكْرًا، مِثْلَمَا قُتِلَ هُوَ " أَقْطَايٌ " غِيلَةً وَمَكْرًا، مِثْلَمَا قَتَلَ أَقْطَايَ حِصْنِ الدِّينِ ثَعْلَبَ غِيلَةً وَمَكْرًا.. فَلَمَّا قَتَلَ «أَيْبُكَ» عَلَى يَدِ شَجَرَةِ الدُّرِّ «أُمُّ خَلِيلٍ» اغْتَاظَتْ مِنْهَا زَوْجَتُهُ الْأُولَى " أُمُّ عَلِيٍّ " وَنَقَمَ عَلَيْهَا فُرْسَانُهُ فَتَعَاهَدُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ عَلَى النِّيلِ مِنْ شَجَرَةِ الدُّرِّ .
وَقَدْ انْتَقَمَ الْمَمَالِيكُ الْمُعْزِيَّةُ، بِقِيَادَةِ أَمِيرِهِمْ قُطَزٌ مِنْ شَجَرَةِ الدُّرِّ شَرَّ انْتِقَامٍ وَفَعَلُوا بِجُثْمَانِهَا بَعْدَ قَتْلِهَا غِيلَةً، مَا فَعَلَتْهُ هِيَ سَابِقًا بِجُثَّةِ كَبِيرِهِمْ الْمَغْدُورِ بِهِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ جَلَسَ كَبِيرُهُمْ ( قُطَزَ ) عَلَى عَرْشِ مِصْرَ اسْتِنَادًا إِلَى قَاعِدَةِ الْحُكْمِ لِمَنْ غَلَبَ.
وَعَقِبَ مَوْقِعَةِ عَيْنِ جَالُوتَ وَكَمَا هُوَ مَعْهُودٌ مِنْ الْمَمَالِيكِ قُتِلَ بَيبَرْسُ " قُطْزَ " غِيلَةً وَمَكْرًا لِأَنَّهُ تَوَجَّسَ مِنْهُ، فَقَالَ أُمَرَاءُ الْمَمَالِيكِ وَكِبَارُ فُرْسَانِهِمْ لِبَيبَرْسَ : اجْلِسْ عَلَى الْعَرْشِ مَكَانَ السُّلْطَانِ الْمَقْتُولِ فَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ " الْحُكْمُ لِمَنْ غَلَبَ "
محمد سعد عبد اللطيف كاتب وباحث مصري في علم الجغرافيا السياسية "
فی محراب الرأي الواحد یذبحون فضیلتي..دول الخوف . ؟
بقلم : محمد سعد عبد اللطيف.مصر،
في العهود البائسة وفي القرون الغابرة، دفعت البشرية الي الكثيرَ من التضحيات في سبيل أن تفارقها. وليس بوسع أي عاقل ، أن يعود إلى ذلك الزمن البعيد الذي كان الحاكم يأمر فيطاع، ولا يجد من يقول له إن أساء: عليك أن تراجع نفسك، ولا يريد من الناس سوى أن تجلس ليل نهار تصفق له، وتشيد بعظمته. فی الماضي القریب کانت الشعوب العربیة تُمارسّ علیها سیاسات التجهیل والان تُمارس علیها الخداع الاعلامي ..، ولکن بعد أن أصبحت السماء مفتوحة ، أنتهي هذا العصر لهذا نحن بحاجة ماسة إلى أحزاب مدنية قوية ،تعارض ما لا يروق لها من سياسات، وتبني نفسها في صبر وأناة. وعلى عالمنا العربي أن یتعلم ثقافة الرأي والرأي الأخر ، وثقافة تداول السلطة السلمیة، فی جو من الدیمقراطیة ، بدیلاً من سیاسة التخوین وإعادة روح الُلحّمة الوطنیة وإعادة ترمیم نسیج المجتمع والإیمان بالمواطنة بدیلاً عن روح الطاٸفیة والمذهبیة التي تم استخدامها فی إشعال الحروب الداٸرة فی المنطقه العربية ، التي راحت السلطات المتعاقبة تبرم الصفقات مع التيارات السیاسیة المختلفة ، وکان أخطر هذة الصفقات توظیف( الدين الإسلامي ) في تحصيل السلطة وحيازة الثروة، فبعد رحيل رؤساء عرب في رياح الربيع العربي ،في اليمن ظهرت الطائفية والعصبية والقبلية ،ودارت معارك قبلية وايدولوجية ومذهبية نتيجة فراغ سياسي للحقبة السابقة ،وبعد رحیل مبارك کان الفراغ السیاسي عبر 30 عاماً الذي عجز النظام فی خلق جیل أن يکون بديلًا من داخل النظام يحل مكان مبارك وينقل البلاد خطوة للأمام. تنحي مبارك ليس سبب الأزمات، إنما سوء الآداء الذي أعقب هذا التنحي ويتحمله جميع فاعلي يناير، من کل التیارات السیاسية سواء من كانوا في الحكم أو الشارع. لقد طوت مصر صفحة "مبارك بما لها وما عليها"، ولكنها لم تفتح بعد صفحة جديدة أفضل،فمازالت الدولة العميقة لها انيابها.،، من تفريغ كوادر سياسية وحزبية أمام المجتمع المدني والمجال العام من العمل بحریة وبدون قید لخلق جیل جدید یمارس الحیاة السیاسية ، وتحمُل المسٶولیة الوطنیة ‘ فی ممارسة حزبیة مدنیة متنوعة كذلك عليها مسؤلية هي الاخري ، هذة السیاسة المبنیة علي تخریب وتفریغ العقول سوف تنقلب الی فوضي عارمة ویرجع ذلك الی الآنانیة عند حکام العرب ، سوف تثیر قدراً من الرعب ،، فی ظل القائد الأوحد ،والرئيس البديل ،الشعوب العربية متعطشة أن تسمع أن المسؤول الحكومة ومعاقبة الوزير ،ليس كل شيء يتردد الملك او الرئيس ، في عصر التخوین والتشويه والتهميش والفساد ، کانت نتاٸجها بعد رحیل مبارك ، حُدوث شُروّخ وفوضي ، کذلك فی بُلدان عربیة مثل العراق وبُلدان الربیع العربي من عدم الإنتماء الی الحفاظ علی الدولة الوطنیة وتماسکها وإعتناق أفکار وإیدولوجیات تُکفّر الدولة الوطنیة کما یحدث الأن فی شمال سوریا في محافظة السويداء ( حاشية السلاطين الجدد ،،) في بلاد العرب تقوم علي خدمة السلطان الذين يسوقون كل المبررات الفاسدة للاستبداد ولحكم الفرد وتصفية المطالبة بالحقوق والحريات. هؤلاء هم من يزينون كل قانون استثنائي يعطل ضمانات التقاضي العادل ويختزل حقوق وحريات المواطن ويؤسس للمزيد من الممارسات القمعية، ويروجون لكل ممارسة استبدادية تجعل من الحكام ونخبهم محتكري السلطة والقوة، ويمعنون في التماهي مع ادعاءات الصوت الواحد والرأي الواحد والموقف الواحد الصادر عن السلطويات الجديدة. فی خدمة السلطان يغيبون العقل، يمتهنون المعلومة، يسفهون الرأي الآخر، يرفضون الاختلاف، ويشوهون المختلفين معهم. يذبحون فضيلتي التفكير والتسامح على محراب الرأي الواحد، وبفعل ضجيج أصواتهم المرتفعة التي لا تأتي أبدًا بمعنى أو مضمون. يغتالون الإنسانية، إما بترويج الادعاءات الزائفة للحكام وآلاتهم القمعية أو بنشر الكراهية لمعارضيهم السلميين ولكل مطالب بالديمقراطية والتغيير. خدمة السلطان لا يمثلون أيديولوجية معينة أو تيار معين أو جماعة معينة، فمنهم الموجود في صفوف اليمين واليسار ومنهم من يمتهنون الدين ومنهم من يدعون العلمانية. غير أن ما يجمعهم هو تحملهم للمسؤولية الأخلاقية عن الانتهاكات المروعة التي تشهدها بلاد العرب وتورطهم في إسكات الصوت الآخر والرأي الآخر والموقف الآخر وفرض ثقافة الخوف على الناس.
تلك هي بضع سمات رئيسية للسلطويات الجديدة في بلادنا. تختلف التفاصيل وتختلف الأسماء والأماكن والتواريخ، وتظل حقائق التباهي بالاستبداد وتبريره وتزييف وعي المواطن وفرض ثقافة الخوف عليه حاضرة من المحيط إلى الخليج. وهناك سمات رئيسية علي الساحة السياسية، فی بلدان الربیع العربي ،،أهم ملامحها…الجديدة هو أنني مقتنع أن حلم الحرية له أغلبية في الشارع العربي، وأن المطبلاتية واصحاب المصالح الفردیة والخبراء الاستراتيجيين الذین ظهروا فجأه مع الثورات العربية ، لیس لدیهم من يصدقهم غير شريحة صغيرة جداً من الناس، وقد تعلمنا فی التاریخ لیس هناك جمهورية الاستبداد والقهر والخوف بتستمر . هتكمل جمهورية الخوف كمان بشوية مظالم إضافية، ويمكن يطلع منها جهود مهمة لمواجهة الفساد وإصلاح الجهاز الإداري للدولة ومعالجة بعض اختلالات فی الاقتصاد مثل الحکم السلطوي فی شیلي نجح فی النمو الإقتصادي وکذلك فی حکم الرٸیس الصیني الحالي نجح رغم انة حُکم سلطوي ، وهناك کثیر من المحللین الإقتصادیین یعولون علی نجاح الاقتصاد المصري رغم التشابة بینه وبین جمهوریه شیلي فی الوضع الاقتصادي و السیاسي الراهن ، وهل الوضع الراهن فی المنطقة المشتعلة فی الشرق الأوسط ، لة وضع خاص في عدم الاستقرار الاقتصادي والتنمية الخوف رأس المال من الوضع الأمني ..!!
وهناك أراء اخري لبعض الکتاب والمحللین السیاسیین ، أن جمهورية الخوف.لا تستطيع أن تستمر 30 سنة اخري، بسبب ظروف الحياة الصعبة جدًا والمعاناة الاقتصادية والاجتماعية...،،، وهي للأسف خلال السنين الأخيرة. الشاب اللي مستعد یرکب مرکب الموت ويخاطر بحياته في مركب هجرة غير شرعية عشان… .يوصل أوروبا عشان يكسب قوته، هذا الشاب في لحظة هيوقع جدار الخوف وهيطلب حقه في عيشة آدمية في بلده. ووقتها لا هينفع التطبيل ولا التهديد. جمهورية خوف عشان تستمر محتاجة أغلبية متوزعة بين تصديقها وبين الخوف منها، ، في مكان أخر وهنا لازم نفكر ثانیاً، ونبعد عن البُكائيات والندب وجلد الذات، ونفهم الفرص المتاحة الموجودة .. وأن فتح المجال العام للشباب فی دخول أحزاب مدنیة وخلق کوادر سیاسیة تحمل فکراً وطنیاً تٶمن بالمواطنة والدول الوطنية .. وحریة الأراء فی دمجها فی أحزاب مدنیة لیست رجساً من عمل الشیطان ، وهي ضرورة لأي نظام سیاسي ان یسمح للمعارضة بالعمل وهي واجب علی أهل الُحکم هذة ارهاصات وأراء داخل الشارع العربي عن غیاب دور الأحزاب فی الشارع العربي بدیلاً عن التنظیمات الإرهابية المسلحة.....!!
محمد سعد عبد اللطيف
کاتب وباحث مصري فی الجغرافیا السیاسیة
saadadham976@gmail.com
أخبار متعلقة :