لا تكترث عندما يغضبون
لا تكترث عندما يلوون ألسنتهم
لا تكترث بمن لا يكترث ويُمثِّل الاكتراث بك
المصالح تجمع دائمًا، إن كان من ورائك نفع فأهلًا ومرحبًا بك وإن لم يكن يرحلون مودعين
السلامة تصاحبهم في طريق يسير فيه أمثالهم
يعتقدون أنك لا تفهم ولا ترى أفعالهم وبكل جرأة عندما لا تلتفت إليهم ويلمع نجمك يعودون مرة أخرى يتملقونك ويدبرون كيف يستفيدون منك أقصى استفادة ممكنة فأنت مصدر لا ينضب على مختلف المستويات ثم يتجمعون كالذباب على الحلوى لينهلون منها ويتفننون في كيفية ملء بطونهم ويشربون حتى الثمالة ثم يرحلون، هكذا هي دائرة لا تنتهي، ولكنك لست أحمقًا فقد تعلمتَ الدرس جيدًا فليس كل مرة كسابقتها دعهم يتجولون في أروقتك ومتاهاتك وارم لهم الفُتات واجعلهم يعتقدون أنك لم تتغير وأنك اكتشفت حقيقتهم السوداء وكُن على يقين بالرغم من عطائك الحكيم وكرمك إلا أنهم يطمعون دومًا في المزيد ولكنك تبقى أيقونة ومعبد مُحكم الغلق تُقام فيه طقوسك الخاصة التي لا يستطيع أحد فهمها فقط يستطيعون الوصول للقشرة ولكن اللب عميق بعيد عنهم كل البّعد، ذباب المصالح يُعَد أسوأ الحشرات على الإطلاق، ولكن هناك ذباب آخر بنوع مختلف يضع أنفه فيما لا يعنيه من حياة الآخرين يحاول دائمًا التدخل بحياة الآخرين وفرض آرائه التي يعتقد أنها الوحيدة الصحيحة ولا خلاف عليها دون مراعاة لاختلاف الصفات والطباع والأحوال والظروف والثقافات من إنسان لآخر قد يكون ما يناسب شخص ما لا يناسب غيره ومع ذلك يمارس البعض نوع من أنواع التسلط وإطلاق الأحكام على غيرهم دون مراعاة لشعورهم ومثال على ذلك تَنمُّر أحد الأصدقاء بصديق لهم أو تنمُّر الأقرباء ببعضهم البعض فقد قالت إحدى السيدات لصديقتها ذات مرة منزلك أصبح باليًا وقديمًا ويحتاج لتجديد مفروشاته دون أن تراعي شعورها أو ظروفها فلا أحد بالطبع لا يحب التجديد ولا العيش المُرفه ولكن أحيانُا الظروف المادية للإنسان تحكمه كوجود أبناء لديه بمراحل سنية ودراسية مختلفة ويحتاجون للمال من أجل إكمال دراستهم فما الذي استفادته الصديقة من التنمر على صديقتها وإشعارها بقلة حيلتها وإحراجها
ومن هنا أدعوك لثقافة التغيير ، نعم كلنا يحتاج لهذا التغيير، تغيير ثقافة الاهتمام لقول الآخرين عندما يكون في غير محلِّه فهذا الآخر لا يعيش حياتك ولا يعلم عنها شيئًا هو فقط إنسان فارغ الرأس ليس لديه ما يشغله أو يهتم به فيقرر أن يشغل نفسه بحياة الآخرين مُطلقًا رصاصاته بشكل عشوائي غير مبرر نحو الآخر
أطلق لفكرك عنان التغيير غيِّر أصدقاءك وانتقي الصحبة الصالحة النافعة، وتعلَّم أن تقابل التنَمُّر بِرَد فعل إيجابي ادفع عنك ما يؤذيك هذا ما أمرنا به ديننا لا تتحمل ما لا تطيق وتَرَفَّع عن السُفهاء وضع حدودًا بينك وبين الآخرين شاءوا أم أبوا عليهم احترامها وعدم تَخطِّيها تلك حياتك وهذه مبادؤك وكل إنسان لديه عقل يعمل جيدًا يستطيع تدبير اموره وفقًا لظروفه وإمكانياته فحياتك وقراراتك وأسلوب عيشك ليس مُستباحًا للجميع كل إنسان يهتم بشؤونه الخاصة ولا يَتَعَدَّى على حُرمة حياة الآخر إن قَبَل بهذا فمرحبًا افتح له الباب قليلًا مع احتفاظك بأمورك الخاصة في صندوقها المُغلق الذي ليس من حق أحد غيرك فتحه
" قُم بتغيير ما لايُرضيك هذا ما يجب عليك فعلُه وإن لم تتمكن من تغييره غيِّر طريقة تفكيرك به " مايا أنجلو
تبدو العبارة وكأنها تحايل على واقع لا تريده وأذكر مثالًا لامرأة لا تمتلك القدرة المادية لشراء مقاعد وثيرة بدلا من تلك المهترئة التي نال منها الزمن ووضع بصماته عليها .. ما الذي تعتقده عزيزي القارئ ماذا ستفعل هذه المرأة هل ستجلس تندب حظها التعيس أم تًرى ستُغيِّر تفكيرها وتحاول الرضا بالأمر الواقع وتستسلم لمنظر القماش البالي الرث والجلوس غير المريح على الإطلاق؟
أتدري عزيزي القارئ ما الذي فعلته هذه المرأة؟
هي بالفعل قامت بتغيير طريقة تفكيرها ولكنها أيضا لم تتقبل الأمر هكذا ببساطة بل فكرت في حيلة لتجديد هذه المقاعد القديمة أحضرت القماش الجديد وبعض من الإسفنج وشرعت في حياكة وعمل مقاعد جديدة بتثبيت قطع الإسفنج وكسوتها بالقماش بذلت مجهودًا كبيرًا ولكنها بالنهاية حصلت على مقاعد رائعة منظمة وجديدة وشكلها مُرتب وشعرت بالسعادة لما انتجته يداها وبهذا طبقت مقولة "مايا أنجلو"بأسلوب عملي في حياتها، لا شيء مستحيل فقط تعلم التفكير المنظم وابذل بعض الجهد للحصول على نتائج تُرضيك وتًدخل السعادة إلى قلبك ولكن لا تستسلم أبدًا
"لا تكترث لآراء الناس فقط عليك أن تعرف ما تريده وما عليك فعله" علي الوردي
وبما إن التغيير للأفضل قضيتنا فلابد وأن يطال كل شيء بحياتنا وحتى تقوم به عليك بأن تفعل لا أن تقول فقط
وجدير بالذكر قول (رينيه ديكارت)
"عليك لكي تعرف ما يفكر فيه الناس حقًّا أن تنتبه لما يفعلونه لا ما يقولونه "
فإن وجدت فعلهم صحيحًا فأنت على مِلَّةِ أخيك
والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم مَنْ يُخالل
وإن وجدت فعلهم يشوبه الأخطاء وغير مناسب لك فعليك بتغيير من تُدخلهم حياتك إن لم تستطع إقناعهم بأنهم ليسوا على حق وتصرفاتهم تفتقر إلى الرُّشد وتتعدى الحدود المسموح بها
التغيير هو أن تبدأ بنفسك وتنتصر على كل المعوقات التي تجعلك لا تُعبِّر عن رأيك بوضوح تام دون اكتراث لآراء الآخرين طالما أنك لا تضرهم وتحضرني مقولة (أحمد خالد توفيق )
"هناك جريمة مشينة اليوم اسمها أن تُعبِّر عن رأيك
لابد من ممارسة سياسة ما يطلبه المستمعون فقط عليك أن تعرف ما يروق لجمهورك "
أخبار متعلقة :