إخلاص النية أمرٌعظيمٌ، فليس من السهل معرفة إن كانت نية الإنسان في عمله خالصةً أم لا، فهي تحتاج لمتابعةٍ حثيثةٍ، وعملٍ دؤوبٍ من قِبل الإنسان، فعلى الإنسان قبل كلّ عملٍ يقوم به، وقبل كلّ قولٍ يصدر منه أن يضع نيّته محلّ المراقبة، ليتأكّد من خلوّها من الشوائب، وما يعكّر صفوها و على الإنسان أن يقوم بالانتباه لنفسه في لحظات اطّلاع الناس على ما يفعل أو يقول، ثمّ ثنائهم عليه، فعليه أن يكون حريصاً ألّا ينتابه غرورٌ وكبرٌ في نفسه، وأن يسارع في حمد الله تعالى، وشكره على توفيقه، فلولا الله -تعالى- لما نجح هذا العمل، وعليه ألّا يجزع ولا يخاف قد يظهر أمام الإنسان بعض المعيقات في إخلاصه لأعماله وأقواله، وفيما يأتي بعض الوسائل التي تُعين الإنسان على تجاوز الصعوبة في الإخلاص أن يجاهد نفسه بتذكيرها بأنّ الإخلاص أمرٌ من الله -تعالى- للعبد في أقواله وأفعاله، وأن يبتعد عن الرياء قدر المستطاع؛ لأنّه خطرٌ يهدّد إخلاصه، وخطرٌ يُحبط عمله. أن يتحلّى بالتواضع مع الناس، ولا يستعلي عليهم بالعمل الذي قام به، ولا يغترّ بنجاحه، فالإنسان لا يعلم هل عمله مقبول أم لا. أن يتوجّه إلى الله بالدعاء في كلّ الأوقات، مع الإلحاح به، خاصّةً في حالة قيامه بعملٍ ما، بأن يتقبلّه الله، ويُعينه على القيام به على أكمل وجهٍ، حيث قال الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) اما تجاوز الصّعوبة في الإخلاص و ثمار الإخلاص و الإخلاص في العمل حيث أمر الله -تعالى- بالتحلّي بالأخلاق الحسنة، كما بعث رسوله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- ليدعو إلى مكارم الأخلاق، ومن أعظم هذه الأخلاق وأساسها توحيد الله تعالى، والإخلاص له في كلّ الأقوال والأعمال،والإخلاص لله هو أن يكون هدف العبد وقصده من خلال أعماله وأقواله رضا الله، وألّا يشرك معه أحداً، وأن يبتعد عن الرياء، والسُمعة، والشهرة، ومدح الناس، فيكون عمله خالصاً لوجه الله تعالى؛ رغبةً بالأجر والثواب العظيم يوم القيامة، والتوفيق في الحياة الدنياحيث قال الله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)،والإخلاص هو من الأعمال القلبيّة؛ حيث إنّ مكانه القلب، فبما أنّ محلّه القلب فهو بين العبد وربّه، متعلّقٌ بما يفعل العبد فلا يُمكن للناس قياس مدى إخلاص عبدٍ ما، بل هو أمر ذاتيّ بالعبد خاصٌ به، والإخلاص لا يتعلّق بعملٍ معيّنٍ، بل يشمل جميع الأقوال والأعمال و الوسائل المعينة على الإخلاص و على الإنسان أن يكون عمله وقوله خالصاً لله تعالى، بعيداً عن الرياء، وحتى يتحقّق إخلاص العبد في أقواله وأعماله عليه أن يسلك بعض السُبل لتحقيق ذلك، ومن الوسائل التي تساعد الإنسان على تحقيق الإخلاص إخلاص النية و إخلاص النية أمرٌعظيمٌ، فليس من السهل معرفة إن كانت نية الإنسان في عمله خالصةً أم لا، فهي تحتاج لمتابعةٍ حثيثةٍ، وعملٍ دؤوبٍ من قِبل الإنسان، فعلى الإنسان قبل كلّ عملٍ يقوم به، وقبل كلّ قولٍ يصدر منه أن يضع نيّته محلّ المراقبة، ليتأكّد من خلوّها من الشوائب، وما يعكّر صفوها. عدم التأثر بكلام الناس حيث إنّ طبيعة أيّ عملٍ يقوم به أيّ إنسانٍ في الدنيا يعقبه مدحٌ أو ذمّ، والنفس البشرية جُبلت على حبّ المدح الموجّه إليها، والاستياء من الذم، حيث إنّ النفس تشعر بالفرح، والرضا، والسعادة، والسرور بمجرّد مدحٍ قُدّم إليها، أمّا بالاستماع إلى الذمّ فتشعر بثبوطٍ في همّتها، فعلى الإنسان كي يحقّق الإخلاص في أعماله وأقواله ألّا يجعل كلام الناس، ومدحهم وذمّهم هو الأساس في القيام بالأفعال، أو التحدّث بالأقوال. الابتعاد عن الكبر والغرور على الإنسان أن يقوم بالانتباه لنفسه في لحظات اطّلاع الناس على ما يفعل أو يقول، ثمّ ثنائهم عليه، فعليه أن يكون حريصاً ألّا ينتابه غرورٌ وكبرٌ في نفسه، وأن يسارع في حمد الله تعالى، وشكره على توفيقه، فلولا الله -تعالى- لما نجح هذا العمل، وعليه ألّا يجزع ولا يخاف. الصبر والتحمل على المسلم أن يكون صابراً خلال عمله؛ ليحقّق الإخلاص فيه، وذلك بالصبر على كلّ ما يُعينه في طلبه للعلم، وعلى رزقه الذي يُجنيه من عمله حتى لو كان قليلاً، وعلى الناس الذين يخالطونه في عمله قصد رضا الله والفوز بجنته وذلك بأن يكون همّ الإنسان أولاً وآخراً ابتغاء رضا الله، ويقصد في عمله وقوله الفوز بالآخرة، وبجنّات النعيم، وأن يبتعد عن التفكير في الدنيا ومتعها، بل يتجّه نحو الآخرة ونعيمها إدراك أهمية الإخلاص على المسلم أن يدرك فضل وأهمية أن تكون أعماله وأقواله خالصةً لله تعالى، وأنّ الإخلاص شرطٌ لقبول الأعمال، وأن يستشعر معنى الإخلاص في حياته كيفيّة تجاوز الصّعوبة في الإخلاص قد يظهر أمام الإنسان بعض المعيقات في إخلاصه لأعماله وأقواله، وفيما يأتي بعض الوسائل التي تُعين الإنسان على تجاوز الصعوبة في الإخلاص أن يجاهد نفسه بتذكيرها بأنّ الإخلاص أمرٌ من الله -تعالى- للعبد في أقواله وأفعاله، وأن يبتعد عن الرياء قدر المستطاع؛ لأنّه خطرٌ يهدّد إخلاصه، وخطرٌ يُحبط عمله. أن يتحلّى بالتواضع مع الناس، ولا يستعلي عليهم بالعمل الذي قام به، ولا يغترّ بنجاحه، فالإنسان لا يعلم هل عمله مقبول أم لا. أن يتوجّه إلى الله بالدعاء في كلّ الأوقات، مع الإلحاح به، خاصّةً في حالة قيامه بعملٍ ما، بأن يتقبلّه الله، ويُعينه على القيام به على أكمل وجهٍ، حيث قال الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) أن يبقى الإنسان متذكرّاً أنّ الله -تعالى- عالمٌ بكلّ شيءٍ، لا تخفى عليه خافيةٌ، يعلم ما تكنّه الأنفس. ثمار الإخلاص إذا اتّبع المسلم الوسائل التي تُعينه على أن يكون مُخلصاً في عمله وقوله.
أخبار متعلقة :