التزايد السكاني أو التكاثر السكاني أو ما أطلقوا عليه النمو السكاني في بلادنا إلى أين سيصل ؟!؛ كيف يمكن إلغاء فكرة كل مولود يأتي برزقه؛ يغنيها شيوخ السلفية مع العقول الغائبة عن واقع الحياة كأغنية هابطة من أغاني المهرجانات؛ ينشرونها على العامة من ناقصي التعليم والثقافة وكأنه وعد إلهي يجدده كل يوم معهم؛ وهو لا يخرج سوى من فكر الغباء والأغبياء. الشكوى التي تعالت أصواتها من غلاء الأسعار وتدني المعيشة إلا ما تحت خط الفقر ؛ لها أسبابها ؛ أهم هذه الأسباب هو غياب الوعي الفكري لدى الكثيرين وعدم تقدير أن الازدياد السكاني هو أحد أسبابه ؛ بل أحد أسبابه الرئيسية عند البعض التي لا تعبأ بإرشادات أو نصائح أو حتى التهديد بفقر أكثر وأكبر ؛ فإذا كانت موجة الغلاء على العالم هزت المستوى المعيشي على الجميع من جهة وسوء إدارة الحكومة وغياب الرقابة في بلادنا من جهة أخرى ؛ فإن الزيادة السكانية المطردة أيضا لها دورها الذي لا يمكن أن نغفل عنه بأي حال من الأحوال ؛ لأنه ليس وليد اليوم ولا الأمس ؛ بل التحذير منه يحدث منذ فترة طويلة ؛ ومع إغلاق الأذان عن كل النصائح التي بلغت حد التوسل تفاقمت المشكلة يذكيها الفكر المتخلف الذي يلصقونه بالدين والذي ليس له أساس يبثه أصحاب اللحي المزيفة والتقوى الكاذبة بكلمات آتية من أفاقهم وليست من العقيدة لفرض صولجانهم على العقول المغيبة مع غياب التعليم والثقافة ؛ فأصبح النداء على تنظيم النسل كأنه نداء لممارسة الخطيئة . يقول المثل من يحمل قرية مثقوبة يُغرق نفسه ؛ ليت هذا المثل ينطبق على كل من يترك عقله بفرض وجود العقل ؛ لكنه ينطبق عليه ويغرق من حوله أيضا ؛ عندما أسمع الآن أن البعض لا يزال ينجب كالأرانب وخاصة في المناطق البعيدة عن المدينة والقرى والصعيد بل يمتد القول إلى المدن مع الطبقات التي حرمت نفسها من التعليم والثقافة ولا عذر لها ؛ لأن التعليم كان مجانيا ولا يزال في المدارس الحكومية فالذي يُطلب من رسوم ليس بالكثير على أسرة تعول أثنين أو ثلاثة على الأكثر ؛ الإسفاف في الإنجاب الآن لا يجب أن يطلق عليه صفة الأرانب لأن الأرانب لها فائدة ؛ بل أفضل أن نقول الفئران ؛ لأنها قوارض لا فائدة منها سوى الأتلاف ؛ وهذا ما يحدث في بلادنا ؛ الإنجاب دون وعي ؛ ينجبون قوارض تتلف المجتمع ؛ أسرهم تطعمهم الفقر وتلبسهم العري ؛ فينطلقون إلى الشوارع بين التسول والسرقة والاحتيال الذي يصل إلى الإجرام ؛ حقيقة لا مواربة فيها ؛ عدم تنظيم النسل والإفراط في الإنجاب يلتهم أي محاولة للخروج من عنق الزجاجة التي يعيش فيها الشعب لأنه كما نقول عن الجراد بأنه يلتهم الأخضر واليابس فأن عدم الوعي لأهمية تنظيم النسل يلتهم كل محاولة للتنمية. القضية السكانية تمثل أحد أهم التحديات التنموية التي تواجهها الدولة، وذلك لما يصاحب الزيادة السكانية المتسارعة من تأثيرات سلبية وضغوط اقتصادية واجتماعية ناتجه عن اتساع الفجوة بين الاحتياجات السكانية وحجم الموارد الاقتصادية المستغلة، مما يؤدى إلى تراجع نصيب الفرد من العائد من جهود التنمية وثمار النمو الاقتصادي ويأتي بمضار في كل الاتجاهات ؛ ولا يستشعر المواطن بالتحسن الحقيقي في مستوى معيشته، في حين أن اتباع السياسات الكفيلة بضبط النمو السكاني والارتقاء بخصائص الأسرة المصرية من شأنه إتاحة مزيد من خدمات المرافق العامة وخدمات البنية الاجتماعية للمواطنين والتخفيف من الأعباء المالية على الموازنة العامة للدولة، والناجمة عن تضخم بنود الإنفاق العام والنهوض بمستوى جودة الخدمات العامة المقدمة والمنظومة البيئية من خلال التخفيف من مشاكل التلوث والازدحام والضوضاء والعشوائيات وتدهور حال المرافق العامة. مجرد سؤال أسأله لنفسي بالرغم من أني أعلم أجابته ؛ هل المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية الذي وضعته الحكومة في فبراير 2022، والذى تضمن خطة تنفيذية تقوم على عدة محاور ؛ هل أحدث مجرد لو خربشة بسيطة في العقول المريضة بمرض الإنجاب العشوائي ؟!؛ البعض سيعترض على سؤالي بأنه لم يمض الكثير على صدوره وأجيبه : لو كانت ستمطر كانت غيمت ؛ لأن السحاب يسبق المطر ؛ لكن في موضوعنا هذا لا تظهر حتى بادرة لاستجابة العقول ؛ يقولون أن وزارة الإسكان رصدت لهذه المبادرة أي المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية 1.5 مليار جنيه لعام 2023/2024 تمنح للمحافظات الأفضل أداءً لعدة مقاييس منها مدى الفاعلية في ضبط معدلات الإنجاب، وضبط معدلات الزواج، ومدى خفض معدلات الإنجاب في الفئة العمرية (15-19 سنة)، ومدى انخفاض معدلات الهروب من التعليم، ورفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، وغيرها من كلمات تصلح لموضوع إنشائي ؛ لأنه كما يقولون الكلام كتير والعمل مفيش ؛ ناهيك عن كيفية انفاق هذه الميزانية الضخمة بالنسبة لموارد بلادنا ولا داعي للدخول في هذه المتاهات والتي أقصد بها ما يتحقق للضمائر الفاسدة من وراء مثل هذه المشاريع ؛ الأغلبية لها والباقي للمشروع ؛ نعم هذه الحقيقة موجودة حتى الآن ؛ ومن يكذب كلماتي فليطالب بكشف تفصيلي كيف أنفقت هذه الميزانية . متى تفوق العقول المغيبة لهذه المصيبة وأقول مصيبة وهي مصيبة بكل ما تحمله الكلمة ؛ فعندما ننظر إلى معدل الزيادة السكانية المتسابقة مع سرعة الضوء سنتأكد أنها مصيبة بالفعل ؛ في عام 2006 كان عدد السكان 73 مليون نسمة وببركة القفز إلى الفراش مبكرا قفز إلى 91 نسمة عام 2015 ؛ وببركة دعاء الوالدين سجل التعداد رقما تجاوز 100مليون نسمة عام 2020 ؛ وبلعب الشيطان في العقول ينتظر أن يصل إلى ما يزيد عن 111 مليون أو أكثر عام 2024 ؛ المشكلة يا أهل الله أن العالم كله يدخل في مضيق ؛ فما بالكم ببلادنا ولقد وصلنا إلى هذا الحد من المشاكل المعيشية لطبقات تمثل معظم الشعب ؛ فكيف سيكون الغد ؛ نعم الغد بيد الله ؛ لكن الله يسألنا عن العقول التي منحنا إياها بسخاء ؛ فهل خسرتموها في صالة للقمار !!!!!!!!!!!!!!!
دكتوراه فخرية للبابا تاوضروس الثاني.
*****************************************
دعوة جميلة تلقاها قداسة البابا تاوضروس الثاني من الحكومة المجرية لحضور العيد القومي للمجر. بعيدا عن المنصب الديني الكبير ؛ حقيقة البابا بما له من شخصية حكيمة ومحبة ووطنية جدا فهو جدير بالاحترام والتقدير سواء في مصر أو خارج مصر وفي كل أنحاء العالم ؛ وطنيته مثالا لما يجب أن يكون عليه كل من ولد على أرض مصر الحبيبة ؛ ولعل مقولته الشهيرة عندما حرقت الكنائس بيد الإخوان " وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن " ستظل عنوانا لما بداخله من وطنية تتربع على عرش هذا القلب النابض بالمحبة للجميع ؛ هذه الوطنية خلقت جوا من التقاء الأرواح بينه وبين الرئيس السيسي فبعيدا عن البروتوكولات الرسمية تظهر دائما في أعينهم عند أي لقاء هذه النظرة المعبرة عن التقاء المحبة والتقدير والتفاهم دائما على كل ما هو يصب في مصلحة مصر ؛ دام الله هذه المحبة الشغوفة بالوطن . الدعوة التي تلقاها قداسة البابا لحضور العيد القومي للمجر ؛ دعوة تشير إلى التقدير الكبير الذي تحظى بها الكنيسة المصرية والتي يمثلها قداسة البابا ؛ مظاهر الاحتفاء بقداسة البابا كانت مفرحة سواء من الحكومة المجرية أو الجالية القبطية هناك ؛ وكان لمنحه الدكتوراه الفخرية من جامعة " بازمان بيتر " المجرية أكبر الأثر في نفوسنا لأن قداسة البابا يستحق التقدير في كل مكان يخطو إليه ؛ وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد في الجامعة أبدى نائب رئيس مجلس الوزراء ترحيبه الشديد بقداسة البابا وكم سرني توجيهه تحية باسم الحكومة المجرية للرئيس عبد الفتاح السيسي معتبرا قداسة البابا سفيرا عن مصر وهو في الحقيقة سفير المحبة المصرية في أي مكان يحل فيه ؛ في كلمته أيضا في هذه المناسبة أبدى سعادته لحضور البابا الاحتفال بالعيد القومي للمجر ومشاركة الوفد القبطي أيضا في هذا الاحتفال . ختم قداسة البابا زيارته بلقاء المحبة مع رئيسة الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء وقضى اليوم الأخير من الزيارة في الكنيسة القبطية ببودابست وسط الجالية القبطية التي سعدت كثيرا في احتفالها بقداسته؛ أرجو لقداسة البابا أن يكون دائما هو عنوان كنيستنا القبطية وسفيرا فخريا لمصر في كل بلاد العالم.
هل ستظل السياسة عنوانا للدعارة؟!
********************************
أبدا لن أتنازل عن رأيي بأن السياسة عاهرة خريجة أسوأ المواخير؛ والجمع في كلمة ماخور المقصود منه أن دعارتها متعددة الأشكال والظروف؛ وحسب المكان الذي خرجت منه؛ لكن دائما وفي كل الأشكال لا يمكن أن تكون خرجت سوى من عب الشيطان. موقفان لهما أثرهما الآن في الأحداث؛ أولهما: اغتيال " بريجوجين " قائد مجموعة فاجنر الروسية والثاني ما يكال من تهم بالجملة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من أجل إبعاده عن الترشح للرئاسة عام 2024. إذا تحدثنا عن الأولى فهي جريمة قتل مركبة ؛ الهدف الرئيسي منها هو التخلص من بريجوجين ومساعده ؛ أي الغرض هو التخلص من فرد واحد أو اثنين على الأكثر ؛ لكن راح ضحيتها عشرة أفراد ؛ ولكي أكون صادقا أنا لا أكتب من أجل بريجوجين أو لأني مستاء بسبب اغتياله بهذه الطريقة ؛ لأنه هو أيضا كان قاتلا وأعتقد أنه كان لا يتورع عن القتل بأي أسلوب أو طريقة ؛ وإلا ما كان اختار هذا الطريق وكان أمامه الأفضل ؛ كتبت لأني وجدت فيهما العنوان الكبير الذي أسفله يمكن أن أقول الكثير عن سياسات العالم كله التي أصبحت عفنة كماء البرك الراكدة ؛ من الذي قتل بريجوجين ؟ هل هو بوتين الذي اتهمه بالخيانة ؟؛ تنتابني الشكوك لأن بوتين يُعرف عنه أنه صاحب عقل وحكمة وكان سيتريث بعض الوقت لأنه يعلم أن أصابع الاتهام ستشير إليه ؛ إلا إذا كان يقصد أن يقول لأمريكا والغرب الذي يمول أوكرانيا للقضاء عليه ؛ لست أنا الذي يمكن أن تتكالبوا عليه لإيقاعه وسأبقى دائما بوتين ؛ أو قد يكون لبث الخوف داخل زيلينسكي رئيس أوكرانيا بأن يده يمكن أن تطوله ليرضخ للاستسلام لأي شروط روسية ؛ وأيضا احتمال كبير في أن يكون الغرب هو الذي تخلص منه بإشارة من بايدن رئيس أمريكا ليوجه أصبع الاتهام إلى بوتين ويخلق له مشاكل داخل روسيا أو من قوات فاجنر ؛ هل هو زيلينسكي رئيس أوكرانيا ؟ أشك إلا إذا كان مجرد منفذ لتخطيط من الخارج؛ لأنه دائما يبدو كطفل يمسك في ذيل أمه خوفا من الضياع في زحام السوق. نعم فهو لا يعرف سوى البكاء أمام أمريكا والغرب ليمسكوا بيده. الافتراضات كثيرة وجميعها مقبول من حيث المنطق؛ لكن ستبقى هذه الأحداث دائما صورة صارخة الألوان للسياسة غير المحترمة. ثانيهما: هذه الحملة المسعورة التي يقودها بايدن والحزب الديمقراطي ضد الرئيس السابق دونالد ترامب؛ حملة يلعب فيها التزوير دوره كما لعب في انتخابات 2020 لأبعاده عن الانتخابات القادمة كما أبعدوه عن الفوز سابقا؛ وهذا ما دعا الرئيس ترامب لفتح النار على خصومه السياسيين وبالتأكيد هم خصوم لا يعرفون الشرف في هجومهم ولا يهاجمون إلا من خلال سياسة فاقدة للشرف ؛ بكل وضوح من خلال منشوراته قال ترامب أن الرئيس بايدن فاسد خاضع لسيطرة الصين وأوكرانيا.. واستراتيجية حملته قائمة على اتهامه فقط.. ويؤكد أن: "العدل" تزور لصالح الديمقراطيين.. وأن قطب الإعلام "روبرت مردوخ " هو بوق للعلمانية؛ ووصف بايدن: بأنه رئيس مساوم يقود البلاد إلى الجحيم. في الحقيقة لم أكن أتخيل أبدا أنه سيأتي اليوم الذي يمكن أن تقع فيه أمريكا في مستنقع سياسي عفن من أجل كرسي الرئاسة؛ لكنه أتى والأحداث المشوهة هي التي تؤكد ذلك واعتقد أن السياسات القادمة ستكون أكثر دعارة في عالم أصبحت الأخلاق فيه سبة وشتمة.
أخبار متعلقة :