لم يكن العالم ليستفيق من أوجاعه التي أصابته جراء انهزامه من الكورونا اللعينة، تلك التي أتت على الأخضر واليابس، ولم تدع ركنا في العالم إلا أصابته ونالت منه حتى يرتطم العالم من جديد بمعضلة لا يرى أشد المتفائلين مخرجا قريبا منها، وهي الحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت تأثيرا كبيرا ولازالت على كل مناشط الحياة بالعالم كله سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ولم تدع أحدا صغيرا كان أو كبيرا إلا وأوجعته، وإذا كان العالم كله تأثر و لازال إلا أن ذلك التأثر قد بلغ ذروته مع ذاك المصنف بالعالم الثالث، الذي يقع أغلبه في القارة السمراء، والذي جعل مخازن قوته ومستودعاتها في قبضة طرفي النزاع الروس والأوكران ، ولم يدع في احتمالاته ولو من بعيد وقوع مثل هذه الأزمة العنيفة، ليجد نفسه أمام مشكلة حقيقية
وهي مشكلة مخزونه الاستراتيجي من الغذاء والذي اصبح منحناه يهبط بشكل متسارع وغريب ولم تكن مشكلة الغذاء وحدها هي الوحيدة التي طفت علي السطح نتيجة اشتعال هذه الحرب ولكن هناك العديد من المشكلات الاخري التي اخذت تطل من نافذة الازمة لا علي دول العالم الثالث فحسب وانما علي العالم اجمع الذي قد يجد نفسه علي اعتاب حربا عالمية ثالثة وشيكة نتيجة تصاعد وتيرة الحرب هناك بين الروس والاوكران وانقسام العالم لفئات اولها يشجع الجانب الروسي ويصفق له وثانيها يثني علي الموقف الاوكراني ويدعمه وما بين الفرقتين نجد ثالثة تضع نفسها في خانة المشاهد فهي لا مع هذا ولا ذاك ولا تكترث كثيرا لما آلت اليه الحرب الروسية الاوكرانية الا ان غاية ما تطمحه هذه الفئة هو كيف تصل الي متطلبات شعوبها الملحة والضرورية من طعام وطاقة وسلاح ويعتبر طول امد الحرب الدائرة هناك من الخطورة بمكان علي العالم اجمع اذا اخذنا في الاعتبار ان طرفي النزاع دولتين تمتلكان من السلاح ما هو كفيل بإعادة العالم الي المربع صفر وتلعب الولايات المتحدة الامريكية دورا لا يمكن الاستهانة به في اطالة امد الحرب لانها تري الخصم التقليدي لها في طريق استنزاف قوته رغم ضئالة حجم الطرف المتنازع معه الا انها الحرب تأخذ من اطرافها ما تأخذ وفي النهاية لا يخرج منها منتصر فالكل خاسر ويري المحللون العسكريون ان نهاية هذه الحرب لن تكون قريبة بل وقد لا تكون سعيدة لطرف علي حساب طرف اخر وسيدفع العالم كله ضريبة هذه الحرب خاصة وان العالم لم يستفيق بعد من آثار الكورونا المدمرة حتي وجد نفسه امام حرب قد تتسع دائرتها لتشمل العالم كله وما بين المعضلتين يكون لسان حال العالم خبطتين في الراس توجع .
أخبار متعلقة :