بوابة صوت بلادى بأمريكا

طريق للسعادة بقلم نجوى عبد العزيز

 

جاءها المخاض فحملت أمتعتها استعدادًا لدخول المستشفى، فإذ بها تسمع ضجيجًا يعلو ويتخافت، أصوات تتعارك تُعلن عن غضبها .. أنصتت مذعورة، وتلفتت خائفة تبحث عن مصدر الصوت.. 

قالت : لا تنزعجي يا أماه فإنني وشقيقيَّ لا نريد الخروج للحياة !

وضعت يدها على بطنها كأنما تستحث الصوت إكمال الحديث، يدور بخاطرها طيفها وهى تحمل الصغيرة وتناجيها: كم وددت لو احتضنت هذه الصغيرة المشاكسة، لو قبلتُ هذا الولد اللطيف وأخيه الغاضب .. ما أن استرخى بالها حتى اقبل عليها صوت التوأم الذكر قائلا : أمي حدثيني بالله عليك ماذا يحدث في الحياة؟ مَنْ هو أبى ؟ ماذا يعمل ؟ هل هو طيب ؟ أم أنه لا أخلاق له ؟ ! 

ابتسمت حنان في حيرة وأجابت: كم احلم بكم يا أحبائي وأتخيل أنني أحملكم وأناغيكم  كما كانت تفعل أمي معي . 

يقول الولد الأول في حدة: أسالك لتجبيني لا لتتفلسفي علينا وتعلمينا أنك كنت وحيدة أمك المدللة !

 ازدادت البسمة حنوًا علي فم الأم وقالت : الواقع أنني تزوجت من أبيكم مكرهة 

 يقول الولد بسرعة : وهل هذا مبررًا لما قمتِ به من اعتداء على القيم ؟ إذن لأذقنك آلاما مبرحة قبل نزولي للحياة حتى تعترفي بخطئكِ ، وجنايتكِ علينا أنا وشقيقي وشقيقتي.. يصدر عن الحامل صرخة مدوية ..

في أناه يأتي صوت الولد الثاني : أماه لماذا حرصت على عمل أطفال أنابيب ؟

تتنهد الأم وتفتح فيها لتجيب فيبادرها الصغير : أقول لكِ رأيتِ أن زوجك هذا على ثراء فاحش فحرصِت على اقتطاع النصيب الأكبر من ثروته لِكِِ .. يقول في صوت أكثر بهجة ودهشة وعجًبا : يالك من امرأة !

يكمل: إني جد بكِ مغرم سوف انهج نهجك في الحياة.. الغاية تبرر الوسيلة ، أليس كذلك يا صاحبة الصون والعفاف؟ ..يتبع كلماته بضحكة ساخرة..

 يتألم الغضب داخل الأم التي تعاجلها الآم الوضع بشدة فيعلو صراخها فتقبل الجارة وتطمئنها.. تذهب الآم (الطلق) فتستسلم إلى إغفاءة سريعة ولكن اللكمات تأتيها بحنو ورقه تهمس البنت : كفا عن إيذاءكما  أمي دعني وأخيك أخرج إلى الحياة وظلا أنتما حتى تـموتا مـختنقين.. بالله عليكما متى نصبتما أنفسكما قاضى وحكم ؟

الولد الأول : سوف أخنقك   بيدي ولن ادعك تعيشين مع هذه السيدة غير الأمينة أأدعك تفعلين مثلما فعلت ؟هو المجتمع "ناقص" . .!

 تقول البنت : دعني وشأني .. يلف الولد ذراعه حول عنق شقيقته فيعلو فحيحها فتلتفت الجارة وهى تقول للحامل: مابك؟ 

الأم: أشعر أن الآلام ذهبت سوف أستريح قليلا وإذا رأيت أنني في حاجة إليك سوف أستدعيك ..

ما كادت الجارة تخرج حتى ارتفع صوت الولد الثاني : انتظر لا تحمل أمك أكثر مما ينبغي الحياة صعبة وظروفها اضطرتها إلى ذلك فما وجه العجب في هذا ؟ 

ـ لا قيمة للشرف لديك 

ـ حين تخرج إلى الحياة سوف تجد إن أكثر طريق للسعادة تخطيك الناس ووطأ آمالهم لتصل إلى ما تريد .

ـ منطق اللصوص والمرتشين. 

ـ أريد أن أكون بجانب أمي الحبيبة ..

 تدخل الأم غرفة العمليات..

 تفيق فتأتي الممرضة بالتوأم تنظر الأم إلى وجوههم الملائكية ويخيل إليها أنها سمعت الصغيرة تقول: حمدا لله على سلامتك يا أمي ..!

أما الولد الأول فيحيد عنها بوجهه ، ويبتسم لها الولد الآخر ابتسامة ماكرة ويغمز لها بعينيه..

فركت الأم عينيها متعجبة وأعادت النظر إليهم فإذا هم يغطون في نوم عميق تنفست الصعداء وهى تقول : يا له من حلم !!

أخبار متعلقة :