إن الحياةَ أبسَطُ بكثير،أبسَطُ بكثيرٍ من تلك المِثاليةِ المُتَخَيَّلةِ في رؤوسِنا. إنها أجملُ بكثيرٍ من تلك الوحوشِ القادمةِ من وَكرِ المُستقبَل، و التي نَظنُّ أنها على وشكِ التِهامِنا بلُقمةٍ واحدة. لماذا لا نعودُ إلى البِدائية؟ إلى منهَجِ اللامَنهَجية، إلى الفَوضى المُرَتَّبة... لماذا نُطارِدُ الآفاق البَعيدة؟ لماذا نحمِلُ همًّ الأيامِ القادِمة؟ لماذا نَغرَقُ في زمنٍ لم يولَد بعد؟ كيف أصبحَ الاستِمتاعُ بِدعةً فجأة؟
تَمُرُّ اللحظةُ من تَحتِنا خِلسةً، و تُنهي عَقارِبُ الساعةِ دَورَتَها الكامِلة في مِضمارِ الزمَن، و نحن ما نزالُ نتخَيَّل، نتَصَوَّرُ و نُضَخِّمُ الاحتِمالات الضَئيلة تحتَ مِجهَرِ "ماذا لو؟". صَدِّقوني، ليست الحياةُ سوى هذه اللَحظةِ الراهِنة، حيث تَنطَوي كل الأزمانِ الأخرى في صفحةِ اللاوجود. ربما حانَ الوقتُ لنعيشَ حياةً مُجرَّدةً منَ التَصَوّرات، خاليةً من المَعنى. يجبُ أن نتوقَّفَ عن المُحاولة، ربما عندَها سنستَطيعُ العَيشَ بسَلام.
أخبار متعلقة :