نتوقف مع ملحن من الملحنين المتميزين ولم يأخذ حقه من الأضواء والشهرة بقدر عظمة وجمال ماقدمه في مشواره الفني في مجال التلحين والموسيقى أنه الملحن القدير عبد العظيم عويضة وبرغم عدم وجود أي بيانات ومعلومات أو تاريخ ميلاد ووفاة الملحن عبد العظيم عويضة لكن تمكنت من الوصول إلى عائلة الملحن الكبير عبد العظيم عويضة وكتب عنه تقديرا لدوره العظيم في مجال الموسيقى وأيضا للحفاظ على تراث الرموز المصرية والعربية الملحن عبد العظيم عويضة من مواليد 11 أغسطس عام 1938 في قنا بصعيد مصر ونظرًا لظروف عمل والده الذى كان مهندسًا للمساحة عاش فى مدينة جرجا بسوهاج .
عبد العظيم عويضة أحب الموسيقى وتعلق بها منذ طفولته وأصبح حلم حياته أن يلتحق بالكونسرفتوار ولكن لنشأته فى أسرة لا تعترف إلا بالدراسة التقليدية ودخول الجامعة لم يستجب والده لإلحاحه كى ينتقل للقاهرة لدراسة الموسيقى لكن لم يثنه ذلك عن رغبته فى السفر فخطط كى يحقق حلم عمره وشجعه أن شقيقته الكبرى كانت تقطن بالقاهرة وظل لمدة طويلة يدّخر مصروفه صم وضع بعض الملابس والنقود فى شنطة المَدرسة وبدلًا من الذهاب لمَدرسته اتجه لمحطة القطار وهو لايزال فى الثالثة عشرة من عمره وسافر للقاهرة وأقام مع شقيقته واضطر للعمل كى لا يكون عبئًا على شقيقته ولموهبته الكبيرة فى الرسم بدأ يرسم ويبيع لوحاته للمحلات بالمَنيل ووسط البلد وكان يذهب يوميّا للكونسرفتوار ولكن لم تنجح محاولاته فى الالتحاق به لصعوبة الأمر إلى أن قادته الصدفة للجلوس مع أحد أصحاب المحلات التى كان يبيع لها لوحاته وحكى له قصته وشغفه بالموسيقى فعرّفه بأحد المُعجبين بلوحاته الذى كان قد أثنى على موهبته الفذة كرسام ولحُسن الحظ كان هذا الشخص ذا مركز مرموق وقريبًا من وزير الثقافة ثروت عكاشة وبالفعل توسّط له عند الوزير الذى اتصل بأبو بكر خيرت أول عميد للكونسرفتوار كى يقبلوه رُغم كبر سنه آنذاك وبالفعل تم قبوله والتحق بقسم الغناء إلا أنه كان يكبر زملاءه بنحو عشر سنوات .
عبد العظيم عويضة واجه صعوبات مادية شديدة ولكن بعد تعرُّفه على الفنانة سناء يونس التى تشابهت قصتها معه أرشدته للعمل فى أحد محلات الملابس بوسط البلد كى يوفر مصاريفه وأثناء مسيرته الدراسية كان قد بدأ التأليف الموسيقى لبعض الأعمال المسرحية خصوصًا مع الفنان والمخرج المسرحى ثناء شافع فعُرف فى الأوساط الفنية وأُختير لوضع الموسيقى للعديد من الأعمال الفنية حتى أصبح اسمه بين كبار الملحنين والموسيقيين وهو لايزال طالبًا بالكونسرفتوار .
اتجه عبد العظيم عويضة للمسرح الغنائى وكوّن فريق كورال الطليعة عام 1967 الذى قدّم من خلاله نوعية جديدة من الغناء لا تستهدف التسلية والإمتاع فقط بل تتناول موضوعات تهم الإنسانية وقضايا وطنية وقومية وقدّم مع المخرج سمير العصفورى صيغة جديدة للمسرح الغنائى وقدّما من خلالها كثيرًا من الروائع.
عبدالعظيم عويضة قدّم عشرات الألحان الرائعة ووضع موسيقى أفلام ومسلسلات تليفزيونية وإذاعية كثيرة وشارك فى ألحان فوازير نيللى وسمير غانم وشريهان بالإضافة لدوره الرائد فى المسرح الغنائى الذى استطاع من خلاله خَلق مَدرسة مميزة وبصمة خاصة ألهمت مبدعين كُثُر ولم يكن يهتم بالشهرة .
يوم 23 مارس عام 2006 توفى الملحن عبد العظيم عويضة وقد خصص المهرجان القومى للمسرح جائزة تحمل اسمه لأفضل تأليف موسيقى مسرحى عام 2014 اعترافًا بدوره وتأثيره .
نتوقف مع بعض ألحان الموسيقار عبد العظيم عويضة فقد كتب الشاعر فؤاد حداد أغنية في كل حي ولد عترة ولحنها الموسيقار عبد العظيم عويضه وغناها علاء الدين مصطفى وكورال الطليعة وسُجلت يوم 29 مارس عام 1971 ونذكر أيضا أن إذاعة الشعب كانت تقدم برنامج محو الأمية وكان يقدم البرنامج عبد البديع قمحاوي وزوجته عايدة شكري ولحن وغنى تتر البرنامح عبد العظيم عويضة حيث سجلها مع المجموعة لإذاعة الشعب يوم 31 ديسمبر عام 1968 وكان العزف للموسيقار عمار الشريعى وتقاضى عن عزفه 90 قرشا وهو أول أجر يتقاضاه من الإذاعة.
أيضا كتب الشاعر عبد الرحيم منصور أشعار مسلسل مارد الجبل ووضع الموسيقى والألحان الموسيقار عبد العظيم عويضة وطلب المخرج نور الدمرداش من الموسيقار عبد العظيم عويضة ترشيح مطرب لغناء التتر فرشح صديقه الفنان محمد منير بحكم أن المسلسل باللهجة الصعيدية وأيضا الشاعر عبد الرحيم منصور كاتب الأشعار أيضا صديق الفنان حمد منير زبعد أن استمع المخرج نور الدمرداش للأغنية رفضها وطلب أن يغني التتر الفنان محمد ثروت وبالفعل حضر الفنان محمد ثروت دون أن يعلم أن مطرب آخر سبقه وغنى ولكن لم يعجب المخرج وعندما غنى الفنان محمد ثروت التتر نال إعجاب المخرج نور الدمرداش وكان هذا أول تتر يغنيه الفنان محمد ثروت في مشواره الفني ونظرا لجمال الكلمات والألحان لم ينس الفنان محمد منير هذا التتر ولذا غناه بعد ذلك وضمه ألبومه الغنائي الصادر بعنوان يا أهل العرب والطرب.
مسلسل مارد الجبل قصة سنية قراعة وبطولة نور الشريف وليلى حمادة ورجاء حسين ومصطفى متولي ورضا الجمال وعايدة رياض وإبراهيم نصر وأحمد ماهر ومحمود الميلجي وتوفيق الدقن وعبد العزيز أبو الليل وإخراج نور الدمرداش وعرض عام 1977 م كما كتب الشاعر عبد الرحيم منصور أغنية يا أميرة ولحنها عبد العظيم عويضة وغناها محمد منير بمصاحبة إلقاء شعري للشاعر عبد الرحيم منصور وذلك في ختام المسلسل التليفزيوني اللسان المر وهذا المسلسل تأليف عبد الوهاب الأسواني وبطولة مديحة حمدي وأحمد ذكي وحسن عابدين وأحمد أباظة وزوزو نبيل ومحمد السبع ونخبة من الفنانين والفنانات وإخراج علوية ذكي وعرض هذا المسلسل عام 1976 م ومن الفوازير التي قدمها التليفزيون في شهر رمضان عام 1981 فوازير الخاطبة بطولة الفنانة نيللي ومنها فزورة لاعب الكرة تأليف صلاح جاهين وألحان المقدمة والنهاية للموسيقار حلمي بكر ولحن الفزورة الموسيقار عبد العظيم عويضة وكانت الاستعراضات لحسن عفيفي وإخراج فهمي عبد الحميد.
هذا هو القليل من الكثير حول عطاءات الموسيقار عبد العظيم عويضة.
أخبار متعلقة :