بوابة صوت بلادى بأمريكا

المجموعة القصصية درر المعرفة .. الحلقة الثانية : معركة حماية أطفالنا بقلم : د.درر سمير و د.محمد فتحي عبد العال

كان الطفل (ماجد ) يعاني من وخز وألم في أصابع اليدين والقدمين فذهبت به المعلمة إحسان إلى طبيبة المدرسة والتي بدأت تسأل ماجد إن كان يعاني من أية أمراض مزمنة فكان رد الطفل : لا أعلم يا دكتورة ..فأمرت الطبيبة الممرضة بأخذ عينة دم من (ماجد) وإرسالها للمعمل ..
استدعت الدكتورة أولياء أمر (ماجد) فحضرت والدته والتي أكدت أن الطفل لم يسبق له الشعور بأي أعراض سوى هذا الوخز الطارىء ..
بدأت الطبيبة توجه أسئلة للأم :ماهي أطعمة ماجد المفضلة ؟
قالت الأم : إنه مدمن للمقليات لا يتوقف عن طلب البطاطس المحمرة في الوجبات الثلاث ..
قالت الطبيبة :ألم تلاحظي زيادة وزن ماجد خاصة منطقة الوسط .
قالت الأم : من شابه أباه فما ظلم ..إن أبيه له نفس العادات الغذائية وعادة ما يصحبه لمطاعم الوجبات السريعة ليأكلا سويا الهامبورجر بالبيض والبطاطس ..
قالت الطبيبة :هل يمارس ماجد أيا من أنواع الرياضات؟!
قالت الأم : يخاصم كل أشكال الرياضة كأبيه سواء بسواء .
في اللحظة ذاتها دخلت الممرضة ومعها تقرير المعمل فبدأت تتفحصه الطبيبة باهتمام ثم قالت :
-للأسف ماجد مصاب بارتفاع الكولسترول بالدم ..لقد تحقق حدسي إذا ..
فزعت الأم وسألت باستغراب: ماهو الكولسترول؟
فاجابت الطبيبة:الكولسترول مادة دهنية، شمعية ،شحمية، مهمة لبناء خلايا الجسم وتدخل في بناء الهرمونات وفيتامين د وغيرها من مكونات الجسم وهي ضرورية ولكن بكميات معتدلة ،حيث يعمل الجسم على تصنيع الكولسترول الذي يحتاجه بواسطة الكبد الذي يصنع 80% منه والباقي عبر الأطعمة من المصادر الحيوانية مثل: صفار البيض واللحوم وغيرها.
تابعت الطبيبة حديثها موضحة لوالدة ماجد أنواع الكولسترول قائلة:
ينتقل الكوليسترول عبر الدم مرتبطًا بالبروتينات. ويسمى المركب الجامع بين الكوليسترول والبروتين بالبروتين الدهني وعليه ينقسم الكولسترول إلى نافع وضار ...أما الضار فهو البروتين الشحمي منخفض الكثافة (LDL )ويطلق على الكولسترول الذي يرتبط به "الكولسترول الضار" حيث يترسيب في هذه الحالة على جدران الشريان فيشكل مادة سميكة قاسية تسمى لويحة الكولسترول التي تزداد سماكة بعد فترة وتسبب تضيق أو انسداد الشريان أما النوع الآخر وهو البروتين الشحمي العالي الكثافة (HDL) والكولسترول الذي يرتبط يسمى بالكولسترول المفيد أو الكانس،حيث يقوم بالتقاط أو كنس الكولسترول الزائد من الدم وجدران الشريان بعد أن تأخذ الخلايا حاجتها منه ويعود به إلى الكبد ليتم طرحه عن طريق الصفراء أو دخوله في تركيب LDL من جديد ..
لذا فإذا ارتفع مستوى الكولسترول الضار في الدم بشكل كبير يصبح هذا الإرتفاع خطرا صامتا يعرض الشخص لخطر الإصابة بنوبة قلبية باتحاد الكولسترول مع مواد موجودة في الدم لتشكل لويحات تلتصق بجدران الشرايين هذا التراكم للويحات يعرف ب (تصلب الشرايين أو التصلب العصيدي) حيث،تصبح الشرايين ضيقة اومسدودة، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية كما أسلفت...
راحت الأم تصيح في ذهول قائلة : الكولسترول ..يا ويلي ..
قالت الطبيبة :رويدا ..رويدا ..على الرغم من أن ارتفاع الكولسترول يعد مؤشرا خطيرا على انسداد الشرايين وخطر الإصابة بأمراض القلب ..لكن التحكم فيه والسيطرة عليه أمر ممكن وسهل المنال ..هذه معركتك للحفاظ على صحة ولدك فأشركي أبيه أيضا ولتتعاونا سويا على تحقيق هذا الهدف ..
قالت الأم : حددي يا دكتورة برنامجك للسيطرة على هذا المرض وأعدك أن اتبعك على صراط سوي ..
قالت الطبيبة: سنتبع نظام رياضي يومي ونبدأه برياضة المشي مع نظام غذائي مكون من البقوليات والتي تحتوي على الألياف والمعادن والبروتين علاوة على الأفوكادو كمصدر للدهون والالياف الأحادية غير المشبعة فضلا عن أهمية المكسرات وأهمها الجوز الغني بمجموعة الأحماض الدهنية الغير مشبعة " أوميجا 3" المفيدة لصحة القلب ..
ولا تنس أن يتضمن النظام الغذائي الحبوب الكاملة والأسماك الدهنية الغنية بالأوميجا 3 مثل السلمون والماكريل وكذلك الخضروات لاحتوائها على الألياف ومضادات الأكسدة وأيضا الثوم والفواكه وإن كان ماجد من محبي الشوكولا فاختاري له الشوكولا الداكنة والكاكاو مع عدم الإفراط ..
قالت الأم : عجبا ..الشيكولا..أليست مضرة ؟!
قالت الطبيبة: يا عزيزتي الشيكولا الداكنة التي ترتفع فيها نسبة الكاكاو تعد من مصادر البروبيوتيك أي البكتريا الحية النافعة المهمة لصحة أمعاء طفلك ولها أيضا دورا في الحفاظ على صحة القلب عبر خفض الكولسترول الضار في الدم ..
قالت الأم : رائع وأين أجد مصادرا أخرى للبروبيوتيك؟!
قالت الطبيبة: في منتجات الحليب المخمرة كالزبادي وفي مخلل الملفوف وحساء الميسو الياباني المصنع من عجينة فول الصويا ويوجد أيضا في الصيدليات في هيئة أكياس بودرة أو كبسولات ..
سألت الام :هل يحتاج إلى علاج دوائي ؟!
قالت الطبيبة : لنبدأ أولا بالنظام الغذائي والرياضة وبإذن الله تتحقق النتائج المرجوة والتحسن سيكون ملحوظا وإذا لم ينخفض لا قدر الله وقتها ندرس استخدام الخيارات العلاجية جنبا إلى جنب ..
شكرت الأم الطبيبة لهذا الشرح الواضح قائلة : أعدك أن أنفذه بكل دقة .. وبدأت تلتزم بالتغذية الصحية السليمة لماجد وعائلتها لحمايتهم جميعا من خطر الأمراض الخطيرة .

أخبار متعلقة :