بوابة صوت بلادى بأمريكا

د. حنان فهيم تكتب : التفكير والمشاعر ( ١١٧ )

 
اشكرك يا رب على ابداعك في الانسان فمر الكثير والكثير من السنين في محاوله اكتشاف كل شيء في الانسان وكل الانسان من ناحية تشريحية وكيفية العلاج ولم يصل العلم الى 100 % في ارجاع وإصلاح ما يفسده الانسان فما يفعله الطب استئصال وتسكين ولكن يعجز ان يصلح او يرجع كل شيء كما خلقه الله. 
وأيضا من الناحية النفسية فالعلم يجتهد في تحديد ما يؤثر على الانسان وما يسعده وكيف يكتسب مهارات لتعزيز الثقة بالنفس وتحسين الصورة الذاتية ومعالجة المشاعر والكثير من المهارات ، ولكن اين الانسان البسيط من كل هذا فيوجد الكثير من البشر لا يعرف معنى الذكاء العاطفي ولا يعرف كيف يعبر عن مشاعرة وما هي أنواع المشاعر وما تأثير التفكير على المشاعر ومن منهم يحدث ويؤثر قبل الثاني احنا عيشين وخلاص ، فهذا كان يصلح زمان قبل عصر التكنولوجيا كانت الناس عايشة مستقرة ومشغولة في لقمة العيش وتتوارث جو العائلة والحفاظ على الاسرة وكان هناك انتماء للأسرة وللوطن. ولكن الان الوضع اختلف فالإنسان يعيش الفراغ العقلي وأيضا يوجد البعض الذي لا يعمل ويقضى وقته في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للقضاء على الوقت وهذا الفراغ يؤثر على الحالة النفسية وهذا في حد ذاته يزيد التوتر والقلق والعصبية والغضب ويساعد على قطع العلاقات والخصام والمشاجرات بين افراد العائلة والأصدقاء. 
اذن الانشغال بالفراغ ووسائل التواصل الاجتماعي مع عدم المعرفة الجيدة للتفكير وتأثيره على المشاعر واهمية معرفتي للتعبير عنها وتسميتها ينتج عنها الكثير من التحديات النفسية والضغط العصبي ومن أكثر الأشياء تأثير سلبي على جهاز المناعة ومصدر للأمراض المزمنة هي كبت المشاعر وعدم التعبير عنها وفهمها. لذلك ومن المهم القراءة والمعرفة في هذا المجال لإصلاح العديد من المشاكل ومعرفة كيف أعيش صح واحقق أهدافي واتعاطف مع نفسى ومع الاخرين واجيد الذكاء العاطفي فمعظم أمور الحياة تحتاج 20% ذكاء فكرى و80% ذكاء عاطفي، فعندما يسوق شخص منتج يستخدم الذكاء الفكري (هذا منتج جيد وثمنه كذا عندما تشتريه ينفعك في كذا وكذا بمعنى واحد + واحد = اثنين) انما الذكاء العاطفي (هو كيف يحمسك ويثير مشاعرك ويشعرك بأهميته ومدا النفع الذى يعود عليك ويجعلك تفكر في اهميه الحصول عليه وكيف يريحك ويكون له فوائد كثيرة)، حتى في التعاملات الاسرية عندما تطلب من ابنك اشرب اللبن فهو صحى من الممكن ان لا يستجيب ولكن عندما تقول ده يخليك قوى وتعرف تلعب الألعاب القوية بتكون سعيد وفرحان اذن هنا استخدم المشاعر في تحقيق شيء مفيد كان تأثيره اكبر من الكلام بالمنطق او الذكاء الفكري، هيا بنا نتعمق اكثر ونكون لدينا المعرفة حتى لو بسيطة وهنا بداية لمعرفة امر هام وله تأثير على حياتك فالمشاعر عبارة عن ادراك ما بداخلك بمعنى ان تجلس مع نفسك وتشعر بها وتترجم ذلك الى مسمى مثال انا سعيد، فرحان ، حزين، خائف، مكتئب، غضبان ولكل شعور من هذا له ملامح تظهر على الوجه وعلى الجسم كله وتغير دقات القلب وتأثر على أجهزة الجسم والهرمونات، اذ شعرت بنفسي وعرفت ان اعطيها وصف واسم ويلى ذلك كلمة لماذا؟ والإجابة مهما جدا لماذا انا سعيد وفرحان واكتب ذلك وخليه مرجع ليك أي وقت كنت في شعور غير إيجابي احضر الورقة وافتكر كل شيء تجد نفسك في نفس هذه الحالة السابقة. ام إذا كان هذا الشعور غير إيجابي مثل الخوف والغضب والحقد والكراهية والزعل والحزن أيضا مهم جدا اجاوب على سؤال لماذا بالورقة والقلم واكتب حتى أصل بالتدقيق لوصف الشعور والسبب في ذلك وهنا بداية للعلاج أيضا فالمشاعر السلبية المكبوتة وغير معالجة هي مثل القنبلة المكبوتة التي تنفجر بمنتهى القوة داخل الانسان وينتجع عنها الامراض المزمنة والضرر الكبير لجهاز المناعة. مثال حدث حوار مهم مع شخص ما وحسيت بالظلم وأنك لم تستطع التعبير عن نفسك وانتهى وقت الحوار وعندما ذهبت الى البيت وجدت الحزن والتعاسة تغمر جسمك ، ووجهك يظهر عليه الغيظ واي أحد يتعامل معك تغضب عليه ومن الممكن ان تتجاهل هذا الموقف وتكمل يوم ويليه يوم اخر وانت في الم في داخلك وتحاول الهروب عشان حتى لا تذيد المشكلة وتقتصر الشر ولكن المشاعر السلبية تأكل فيك من الداخل وهناك افراد الاسرة تتعامل معك وكأنها تمشى على شوك وانك ممكن تنفجر فيهم في أي وقت كل هذا يؤثر على شخصك وعلى العلاقات القريبة منك ولا يستطيع احد ان يساعدك او يتعامل معك ، فانت لازم تنقذ نفسك وتستخدم الورقة والقلم مع مهارة التفكير الإيجابي وعيد التفكير في الموقف مره اخره فمن الممكن ان تكتشف انك بدئت بكلام غير مناسب نتج عنه هذا الحوار الغير إيجابي او ان هذا الشخص يتعرض لمرض او مشكله كبيرة وجاءت الظروف ان يتحدث معك وهو في حاله نفسية يحتاج من يتعاطف معه ويسانده فعندما تفكر من وجهة نظر الشخص الاخر رد فعلك يختلف تماما والكتابة تعمل على اخراج كل هذا من داخلك الى الورق وبعد ذلك قطع الورقة بقوة وتخلص منها وقتها تشعر بالراحة وتخلصت من غضب داخلي يستهلك وقتك وطاقتك ويعطل ما انت تفعله. 
فالحياة غالية وصحتك وزنه أعطاه الله لك امانة تحافظ عليها وتستثمرها وتتاجر وتربح بها.
فمن المهم ان تحافظ على حواسك فهي البوابة التي يدخل منها كل شيء الى فكرك وعقلك وقلبك، فعندما اعرف أهمية المشاعر وتأثيرها عليا واعرف ان الجملة التي تقال لي او الموقف المؤثر عندما أفكر فيه يكون لها نتائج كبيرة على جسمي وحياتي ووقتي ، يجعلني مدقق في ذلك واكون حريص على فهم الموقف في نفس الوقت، فعندما أكون في موقف صعب واسمع كلام يضايقني اعمل تكرار للمتكلم او اعيد الجملة بالطريقة الى فهمتها وعندما يسمع الشخص الاخر ذلك سيقوم بالإيضاح لا انا اقصد كذا او اسف انت فهمت غلط او يوضح هو غضبان لان في الظروف كذا وكذا، للأسف الإنسان عندما يتعرض للهجوم يأتي بالغلط على نفسه نتيجة عدم الثقة بالنفس وأيضا صغر النفس فهذا يؤثر على الكثير من الناس فنحن نفتقد للتشجيع والكلام الإيجابي وبالتالي الكل يشعر بالتقصير وعدم النفع ، لذلك أي مواجهه او تأنيب تشعر بانك السبب خذ قرار من اليوم بكتابة كل انجاز في حياتك ربنا يسعدك وكان جنبك فيك وحوشه في برطمانا عندما تشعر بإحساس صغر النفس افتح ورقة من البرطمان واستمتع بيها وافتكر احداث هذا الموقف تشعر بالقوة وان ربنا معاك ودايما ساندك وانك في يد قوية، ثانية اعرف رسالتك في الحياة وسبب وجودك فانت لست صدفة ولا كمالة عدد ربنا حدد وقت وجودك ومكانك واعطاك وزنات اهتم انك تتاجر بيها واخدم الى اخر نفس في حياتك فمساعدة الاخرين تعود عليك بالكثير من المشاعر الإيجابية والشعور بالإنجاز وتتعلم تتعاطف مع الاخر وتشعر بيه، اهتم انك تعمل حاجة محببه ليك وتكون مصدر سعادة حتى لو خمس دقائق يوميا فهذه العادة بمثابة سن السكين حتى تعمل بكفاءة وبقوة ودائما في نشاط متجدد، احرص على التعامل مع اشخاص ايجابيين ينظروا للحياة نظرة إيجابية ومقدرين لنعمة الحياة فهذا يؤثر جدا عليك وفى وقت الضيق يكونوا داعمين ومحبين، وأيضا ممارسة الرياضة اكبر علاج للحالات النفسية المعقدة احرص على ان تكون عادة دائما لك فهي تحافظ على الجسم وتفرز هرمونات السعادة وتخرج الطاقة السلبية من جسمك وابسط أنواع الرياضة هي المشي في أي وقت واي مكان فهي رياضه غير مكلفة ولها الكثير من الفوائد، احرص ان تلعب مع طفل خمس سنوات وتحدث معه وناقشه ستجد نفسك في عالم ممتع وتشعر بالسلام الداخلي وتتعلم منه الكثير فهو يساعد الحديث معه على صفاء الذهن.
أخيرا والاهم حياة الشكر والامتنان فهي تساعد على معرفة حسانات الله وعطاية ومحبته لك مارس هذا التمرين بصفة مستمرة وانت بتماس الرياضة وانت تعمل وانت تتحرك فهي تجذب لك كل خير وسعادة وسلام وتعمل على التواصل الدائم مع الله مصدر كل الحب والسلام.
اتمنى للجميع حياة سعيدة مع مهارات التنمية البشرية التي من خلالها تقدر تغير حياتك عندما تكتسبها ولدروسنا من التنمية البشرية بقية .........

أخبار متعلقة :