بوابة صوت بلادى بأمريكا

هويدا دويدار تكتب : خارج عالم الدولار

 
إن المراكز البحثية تشير إلى إنتهاء الحرب الروسية الأوكرانية بأعمالها العسكرية وهذا لن يكون إلا البدايه الحقيقيه لحرب إقتصاديه وسياسيه وإعلامية بين أمريكا وأوروبا من جهة وروسيا والصين من الجانب الآخر مما سيدفع روسيا والصين لإيجاد عالم إقتصادي خارج عالم الدولار وهو عالم بدأ يتشكل فعلاً أثناء الحرب في أوكرانيا للانتصار على سكين العقوبات الغربية حيث بدأت روسيا بتقديم حلولاً اقتصادية لكسر الإحتكار الذي يمارسه الدولار على التجارة والتبادل العالمي عبر فرض التبادل التجاري وبيع الطاقة بالروبل الروسي والإيوان الصيني وقد بات من المؤكد أن العالم الإقتصادي الروسي الصيني الجديد سيجذب دولاً كثيرة لكسر السيطرة الأمريكية في إحتكار التعامل بالدولار والتحكم العالمي 
فقد بدأت الصين وروسيا بالفعل التعامل ببطاقات موازية للفيزا والماستر كارد مما يؤسس لنظام عالمي إقتصادي مواز يقسم العالم إلى قسمين ويجعله أمام نظامين إقتصاديين يحمي كل منهما قوة عسكرية موازية أيضا ما يعني أن موازين القوى الجديدة في عالم ما بعد حرب أوكرانيا وروسيا سيتضمن نشوء سوق عالمية موازيه وستجد أمريكا قطيعه تامه عليها مع بقاء إحتمال نشوء إقتصاد ثالث بينهما يشق طريقه الى العالميةوبالتالي دخول مرحلة عالم متعدد القطبية سياسيا وعسكريا واقتصادياً  
حيث يرى محللون أن توازن القوى بالعالم يأتي إستجابه للعديد من المطالب وقد إمتد أكثر من عقدين وذلك بعد تلك الحرب البارده والتي قد تكون إنتهت أيديولوجيا ولكنها ما زالت مستمرة حيث أنها وضعت إختلالا أنتج فوضى وإرهاب وصراعات عجز النظام العالمي عن التدخل فيها بسبب كونه نظاماً ناقصاًغير مكتمل وبالتالي فتح الباب لروسيا والصين حيث بدأ هذا السعي قبل بداية الحرب الروسية الأوكرانية حيث ترى روسيا والصين مثلا ضروره إنهاء أحادية النفوذ وأن يكون هناك نظام عالمي أكثر توازناً لتبدو أمريكا قوة فاعلة وليست القوة الوحيدة لأن الإنفراد قد خلف صراعات وفراغات أنتجت تنظيمات إرهابية وفوضى في الشرق الأوسط ويرى مراقبون أن الشرق الأوسط أصبح مجالاً مفتوحاً يرحب بالتعاون مع الصين اقتصادياً وتجارياً مما يجعل الصين طرفا فاعلاً وأن التركيز على الدولار الذي قامت الصين به في هذا الاتفاق فهو رسالة قوية للولايات المتحده( أن الشرق الاوسط يتغير ) وأن إستمرار الحرب يدفع كل دولة للبحث عن بدائل اقتصادية تؤمن  حاجتها بعيداً عن نظام عالمي عاجز
وما أن تضع روسيا وأوكرانيا في حربها أوزارها بأي مسارات أو نهايات كانت فان قيادة العالم إما أنها ستصبح ثلاثية بالفعل أو ربما يكون عالماً بلا أقطاب يشبه جزر إقليمية منعزلة من التحالفات والخصومات ولا يبقي على أمريكا وأوروبا من جهة وروسيا والصين من جهه أخرى إلا أن يقرروا أي العالمين يريدون ان يعيش به أهل الأرض .

أخبار متعلقة :