بوابة صوت بلادى بأمريكا

إسماعيل خوشناو: لابد للشعر أن يكتبك وليس أن تكتبه .. كل شاعر العمودي هو شاعر النثري أيضًا والعكس غير صحيح

 

 

حوار أجره: خالد ديريك

 

حرم من الحياة في طفولته وشبابه المبكر لذلك يحاول كأب الآن أن يعوض لأطفاله ما هو حرم منه ويعبد لهم طريق النجاح بكل الوسائل الممكنة. يعمل الآن في أوقات فراغه في محل تجاري خاص به إضافة إلى عمله كمدرس للغة العربية. كتب جميع نصوصه من أمام ذلك المحل. 

هذا الحرمان الذي رافقه طويلًا لم يجعله فقط أن يكون مكافحًا كادحًا من أجل أسرته وبالتالي وطنه، بل حفزه أيضًا إلى الكتابة الشعرية ليعبر من خلالها عن معاناته ومعاناتهم وباللغتين ويحثهم على التفاؤل والأمل. والشعر يكتبه وليس العكس.  ويقول عن الشعر: كنت أحب الشعر فطلبت من الشعر كي يعبر عني فلم يكن تهمني لغة الشعرـ فقد كنت أحب أن يحملني الشعر على أمواجه فقط.

ـ دواوينه المطبوعة: (لوحات من نون) و (نوارس الأمل) ـ دواوين جاهزة للطبع: (قوافي البقاء)

إسماعيل عويز طه معروف ب إسماعيل خوشناو، مُدرس اللغة العربية وشاعر من مواليد 1973 هولير/ أربيل ـ كُردستان العراق

 

نص الحوار...

 

 

شعلة البداية

بدأت قصته الكتابية مع طلابه في المدرسة:

بدايتي، كانت مع طلابي حيث كنت أدرس التربية الرياضية إلى جانب تدريسي للغة العربية في قرية "تلبوك" وقد فتحت لطلابي دورة لكرة القدم، وفي الختام قمت بإعداد مراسيم لتكريم الفائزين وذلك من خلال كتابة نصوص شعرية قصيرة باللغة الكُردية لكي أقراها بين فقرات المراسيم وقد لقيت النصوص إعجابًا من جانب الحضور، وبعد ذلك كنت اكتب نصوصًا لي وأقراها في المناسبات المدرسية.

أول كتاب قرأه: في الحقيقة لا أذكر متى قرأتُ أول كتاب كاملًا لكنني كنت أقرأ الكثير من الكتب عندما كنت في الكلية الجامعية وقد كنت أحب كثيرًا قراءة قصص عزيز نسين.

أول النص كتبه: أول نص كتبته هو النصوص الشعرية الكُردية القصيرة التي كتبتها في المراسيم لطلابي.

ظروف الكتابة

أخرج قصائده إلى النور من مكان عمله:

بالنسبة للمكان مع الاسف قد حرمت من الهدوء، كتبت نصوصي وأنا في موقع عملي لذلك كان علي أن انتظر الليل أو الصباح كي يسود الهدوء على المنطقة التي كان فيها محل عملي ومع أن هذا الهدوء كان يفسده صوت السيارات المارة بين حين لآخر.

حفزه الحرمان الذي أصابه وشعبه على مواصلة الكتابة:

كان لواقع حياتي الذي أصابه داء الحرمان التأثير الأول للكتابة كي أعبر عما في داخلي فكانت نصوصي تعوضني بالسعادة وأنا أتجول بين حروفها وعندما فتحت عيناي على شعبي ووطني شعرت بأنهم أسوأ حالًا مني فكان لذلك أيضا تأثير عليّ لكي اكتب وأصور الحالة التي يمر بها وطني وشعبي.

يرى خوشناو أن الشعر هو يكتب الشاعر فيقول:

الشعر بحر واسع كل واحد يعوم في موقع منه حسب قدرته وخبرته وسيبقى لهذا البحر دوما عشاقه ومن يهوى العوم فيه.

لابد للشعر أن يكتبك وليس أن تكتبه فالأول واقع جعلك تشعر به ألمًا كان أو فرحًا وذلك الشعور يلهمك ويمسك بيديك لترسم شعرًا، والثاني أبيات لا روح فيها لأنها كُتبت من غير خلفية أو دافع فيرسم صاحبها صورًا لم يشعر بها كي يصل إلى إقناع نفسه قبل إقناع غيره.

يعتقد الشاعر (خوشناو) أن الشعر الموزون أصعب من قصيدة النثر 

بدأت بالنص النثري لكنني كنت أميل دومًا إلى وضع إيقاع ونغمة لنصي فالشعر عندي موسيقى وصور، وفي النص النثري لا تبقى للموسيقى أثر عند أكثرهم فلذلك الشعر الموزون أصعب بكثير من النص النثري فالعمودي علم لابد أن تتعلم بحوره وألحانه فمن الصعب كتابة صور ترقص على أوتار تلك الألحان، برأيي كل شاعر العمودي هو شاعر النثري أيضًا، ولكن ليس كل شاعر النثري يكون شاعرا للشعر العمودي.

 فالشعر العمودي يتفاعل معه كل شخص أيًا كانت لغته فطلابي من شعبي الكُردي لا يحبون الاستماع إلى النص النثري لكنهم يحبون كثيرًا الشعر العمودي، بل يتسابقون فيما بينهم في التغنِّن به ولي مرئيات سجلناها مع طلابي وهم سعداء قارئا ومستمعًا.  ومن هنا أريد أن أشكر استاذي ومعلمي الشاعر والناقد الاستاذ عادل نايف البعيني الذي ساعدني كثيرًا لكي أستطيع أن اكتب القصيدة العمودية.

لا علاقة للشعر باللغة والبلاغة، يكتب باللغتين ويشرح الدوافع:

الشعر لا علاقة له باللغة لكن من يريد أن يكتب الشعر لابد أن يتعلم اللغة.

 أنا بدايتي كانت مع الشعر الكُردي ولم تكن تهمني لغة الشعر لكن لابد من تعلم اللغة وقواعدها وأصولها لكي تكتب الشعر، وكتبت باللغة العربية لأنني أعيش معها يوميًا وأنا مع طلابي كمدرس لهذه اللغة. والعربية اختصاصي فكانت كتابة الشعر باللغة العربية أسهل وأقرب إلي، لقد كان لي تعايش لسنوات الدراسة والتدريس معها ومع ذلك بعض المرات اكتب باللغة الكُردية أيضًا ولي نصوص نثرية بهذه اللغة. 

كنت أحب الشعر فطلبت من الشعر كي يعبر عني فلم يكن تهمني لغة الشعرـ فقد كنت أحب أن يحملني الشعر على أمواجه فقط.

لم يتأثر بأي كاتبٍ، ولكن بمجموعة من الشعراء:

بصراحة لم يكن للنص النثري اي تأثير عليّ فقد تأثرت بالقصيدة العمودية كثيرًا سواء باللغة الكُردية أو العربية وتأثرت كثيرًا بالشاعر أحمد شوقي وهو يمجد المعلم، وبالشاعر إبراهيم طوقان وهو يرد على أحمد شوقي فيبين العكس ورأيت هذا الجمال الذي كسى السماء بينهما وأحببت قصائد الشاعر كريم العراقي وهو يداوي الجروح ويرسم الابتسامة على الشفاه،  وأبهرتني قصائد عمرو بن أبي ربيعة وهو يغازل الجمال ويشهر كل مدفون في قاعه، وفتح سمعي على مصراعيه وأنا اقف لاستمع  لأنس دغيم وهو يرجع بك إلى أيام النبوة فتشعر وكأنك جالس بجنب النبي صلى الله عليه وسلم . 

يقرأ حاليًا: أقرأ القصيدة العمودية لأي شاعر كان وبين يدي الآن كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني المؤلف من خمسة وعشرين جزءًا وكثيرًا ما استمع إلى الشاعر أنس دغيم عندما أريد أن أبدأ بكتابة القصيدة العمودية. 

دواوينه ومضامينها، وعنها وعن الوطن: 

ـ ديواني الأول (لوحات من نون) تعبير عن الوفاء فقد عهدتها بأن تبقى معي الى الأبد فالنون أول حرف من اسمها فجميع قصائدي لوحات تصور حالة حب لي معها فهي لوحات من نون. ـ الديوان الثاني (نوارس الأمل) فمازلت مع نوارسي ننتظرها عسى أن يتحقق الأمل ونلتقي يومًا سأنتظر وانتظر ولا نتعب أنا ونوارسي في انتظارها. ـ الديوان الثالث (قوافي البقاء) فهي والشعر هما اللذان أبقيا فيّ الأمل كي استمر وأبقى فيّ الحياة.  وقد بنيت قصائدي على الحب لها وحبي للوطن.

يحب مَن يشير بإصبعه إلى أخطائه تصحيحًا ونصيحة: 

أكره كثيرًا تصفيق الآخرين لأخطائي وكثيرًا ما طلبت من أهل الاختصاص وغيرهم وضع الخط تحت أخطائي حتى ولو كان في العلن لكن مع الأسف نادرًا ما تجد من يصارحك ويخبرك الحقيقة، أنا قبل نشر أي نص لي أعرضه على استاذي ومعلمي الاستاذ عادل نايف البعيني والأستاذ كريم علوان زبار ولو كنت أجد غيرهم لعرضت حتى ولو تجاوز عددهم عشرة فما فوق. ومن الجدير بالذكر ان كتابتي للشعر بدون أخطاء بدأت من نقد بسيط وبعد ذلك شعرت بأن النص لابد أن يراجع ويعرض على أهل الاختصاص من أهل الثقة فالعين لا ترى كل شيء.

هل خدمتكم مواقع التواصل الاجتماعي كشعراء أم كانت وبالًا عليكم؟

بلا شك مواقع التواصل الاجتماعي خدم الجميع ولولا ذلك لما استطعت الاتصال بالشاعر والناقد بمقام استاذي عادل نايف البعيني والكثيرين من أهل الأدب وكذلك اشهار ونشر قصائدي في كل هذه الدول.

تعني له الوطن الكثير، وهكذا صرح عن حبه له:

قد صرخت لوطني وعبرت عن آلامه وضياعه لكن مع الأسف كثيرًا ما يستعصي عليك تعريف الوطن فكثير من أهل الرأي و الفكر والأدب والسياسة يتاجرون به ويجعلونه سلعة في أيديهم للربح والفائدة وقد حصروه في دائرتهم بحيث تتمنى الغربة عنه حيث لا حياة فيه ولا وجود، وقد عبرت عن ذلك في نص نثري لي باسم ( أنا الغريب في مدينتي) 

أحلامه الشخصية: 

أتمنى أن أرى أولادي يومًا وقد تحققت أحلامهم وأصبحوا أهل العلم والمعرفة يخدمون الإنسانية، وأن أستطيع كتابة القصائد العمودية أجمل مما كتبت إلى أن يكتمل ديوان لي من القصائد العمودية. 

أحلامه على المستوى العام: أتمنى أن يعيش شعبي بالرفاهية في الوطن، وبأمن وسلام دائم.

يختتم الشاعر إسماعيل خوشناو هذا اللقاء بالقول: 

في الختام أقدم لك شكري على جهودك في إعداد هذه المقابلة وعرض صفحات لزوايا من حياتي من خلال طرح أسئلتك الشيقة، وأود أن أضيف بأن من نشأ شاعرًا سيموت شاعرًا بلا شك فانا أيضًا نشأت مع الشعر وسأموت مع الشعر. أقدم لك شكري وتقديري مرة أخرى ودمت بخير وصحة ونجاح.

 

 

 

 

 

    

 

أخبار متعلقة :