بوابة صوت بلادى بأمريكا

بسنت شعراوي تكتب : الاكتئاب مرض العصر.. إليكم المفهوم والوقاية والعلاج

إن السنوات الأخيرة شهدت زيادة في انتشار حالات الاكتئاب في العالم ،ولدى شرائح واسعة في المجتمعات المختلفة من الرجال والنساء ومن كل الأعمار حتى الأطفال.                        

 والاكتئاب لا يفرق بين المشاهير وعامة الناس أو الاذكياء والمثقفين بصورة تختلف عن غيرهم بل أن البعض يسميه “مرض الأذكياء” ومن المشاهير الذين ذاقوا ولو نوبة واحدة من نوبات الاكتئاب الكبرى وتلقوا علاجا دوائيا من الاكتئاب.

على سبيل المثال: “إسحق نيوتن ، لودفيج فان بيتهوفن، نابليون بونابرت ، فان غوخ، سعاد حسني، مارلن مونرو”.

 الاكتئاب يعد من أهم وأخطر الأمراض في العصر الحاضر، إذ تقدر إحصائيات منظمة الصحة العالمية عدد مرضى الاكتئاب في العالم بما يزيد على 500 مليون انسان، وتشير بعض هذه الإحصائيات إلى أن نسبة انتشار الاكتئاب تصل إلى 7% من سكان العالم، ومن المتوقع أن تزيد هذه النسبة إلى 10% في خلال أعوام قليلة، وهو أيضا من أخطر الأمراض لكثرة أعداد المنتحرين لفشل علاجهم من هذا المرض القاتل، إذ يزيد عدد حالات الانتحار في العالم عن 800 ألف شخص كل عام.

ومن واقع إحصائيات عالمية متعددة تبين أن ما لا يقل عن مائة مليون شخص يصابون بالاكتئاب كل عام في مختلف البلدان وذكرت تقارير لمنظمة الصحة العالمية أن من 2_5% من سكان العالم يعانون من حالة شديدة أو متوسطة من الاكتئاب، ألا يكفي ذلك دليلاً عـلى أننا نعيش الآن بالفعل “عصر الاكتئاب”.

تعريف الاكتئاب :

هو حالة من الاضطراب النفسي المرضي يصيب الذهن والجسد ويؤثر على طريقة التفكير والتصرف، ويؤدي إلى العديد من المشكلات النفسية والجسدية، وعادة لا يستطيع الأشخاص المصابون بمرض الاكتئاب الإستمرار بممارسة حياتهم اليومية كالمعتاد، إذ إنهم يشعرون بانعدام الرغبة في الحياة.

هناك بعض عوامل الخطر المسببة للاكتئاب  :

وجود تاريخ مرضي (بالإصابة بالاكتئاب) في الأسرة.

_وفاة أو مرض شخص عزيز.

_ ضغط عقلي/ جسدي مستمر في العمل.

_ إساءة جسدية أو جنسية أو عاطفية.

_ إساءة إستخدام العقاقير أو الكحول.

_ مرض طبي مزمن مثل السكري أو السرطان أو إلتهاب المفاصل أو مرض في القلب أو الإيدز أو الألم المزمن.

_ أحداث الحياة الكبرى مثل تبديل محل الإقامة أو التخرج من الكلية أو تغير العمل أو الزواج أو الطلاق أو إذا أصبح المـرء والد/والده أو التقاعد.

_ يحدث أيضا بسبب أمراضاً مثل الجلطة أو النوبة القلبية أو السرطان أو مرض الأعصاب (مثل الزهايمر ومرض باركنسون)، والتغيرات الهورمونية (مثـل سن اليأس) ممكن أن تسـبب الاكتئـاب.

_ الفشل المفاجئ في بعض المواقف: مثل الرسـوب أو الفشل في الحب أو الزواج، أو عدم الحصول على الوظيفة بعد عناء الدراسة.

_ الإحساس بالنبذ وبأن شخصيته غير مرغوبة وقطع التعامل معهـا.

_ الضغوط والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المحيطة.

_ اختلال التركيب الكيميائي في مخ المريض: أي تختل نسب النواقل العصبية (النورإبينيفرين، والسيراتونين،والجابا)، ومن الطبيعي أن تختلف نسب النواقل العصبية في مخ الإنسان الطبيعي من وقت لآخر، فهي تختلف في وقت الحزن عن وقت الخوف، أو وقت الفرح لكنها اختلافات تعتبر طارئة وغير دائمة، أما مريض الاكتئاب فإنه يعاني من اختلالات وتذبذبات دائمة في نسب النواقل العصبية الموجودة في المخ.

_ العامل الوراثي:

وجد أن نسبة حدوث مرض الاكتئاب تزداد عند التوائم المتطابقة (التوائم التي تنتج من تلقيح حيوان منوي واحد لبويضة واحدة) بحيث تصل هذه النسبة إلى حوالى 70% وكذلك تبلغ نسـبة الإصابة بين الأقارب من الدرجة الأولى حوالى 20%.

 أعراض الاكتئاب النفسي :

_ الحزن الشديد، والشعور بالإحباط والعجز، وعدم الجدوى أو القيمة (من حياتهم).

_ الإحساس الطاغي بالضجر والشعور الزائد بالتوتر .

_ عدم الرغبة في المشاركة في المناسبات العائلية .

_ فقدان الاستمتاع بالنشاطات الاجتاعية المختلفة .

_ تغير الوزن الحاد سواء بالزيادة أو النقصان .

_ صعوبة التركيز وضبابية التفكر .

_ نوبات الغضب أو التوتر المفاجئة .

_ التفكر في وضع نهاية للحياة .

 وقد يتعرض الكثير منا لهذه الأعراض بصورة طفيفة ومؤقتة بين فترة وأخرى كما يحصل عنـد المعاناة من اضطرابات التأقلم، ولا يُعد ذلك اكتئابًا.

 وتُعد اضطرابات النوم أحد أهم أعراض الاكتئاب النفسي المزمنة الدالة عليه، التي يمكن أن يتعرض لها المصاب بصورة شبه يومية، ومؤشرًا على إستجابة المريض للأدوية والعلاج السلوكي في حال تحسنها.

 أن اضطرابات النوم الناتجة عن أسباب عضوية أو سلوكية، قد تؤدي إلى اضطرابات نفسية نتيجة للحرمان المزمن من النوم الجيد، ما يسبب صعوبة التشخيص والعلاج في بعض الأحيان.

 طرق علاج الاكتئاب والوقاية منه :

١_ الأدوية : تتوافر في الأسواق عشرات الأدوية لعالج الاكتئاب، لذا يمكن التخفيف من أعراض الاكتئاب عن طريق الدمج بين الأدوية والعلاج النفسي، غالبية الأدوية المضادة لحالة الاكتئاب فّعالة وناجحة بنفس المقدار، لكن بعضها قديم او خطيرة.

 أعراضاً جانبية وحادة تشمل مراحل علاج الاكتئاب فيما يأتي:

– الاختيار النموذجي الأول: يبدأ بعض الأطباء في علاج الاكتئاب بواسطة الأدوية المضادة لمرض الاكتئاب المعروفة باسم مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية.

– الاختيار النموذجي الثاني: مجموعة من مضادات الاكتئاب المعروفة باسم مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.

– الاختيار النموذجي الأخير: مجموعة من مضادات الاكتئاب المعروفة باسم “مثبطات اكسيداز أحادي الأمين”.

 اذا كانت هذه الأعراض الجانبية خفيفة يلزم توقف المرضى أحيانًا عن تناول الدواء، كما قد تختفي أو تخف هذه الأعراض خلال أسابيع معدودة من بدء العلاج.

٢_ العلاج النفسي

يدعى العلاج النفسي أيضاً العلاج بالمحادثة أو الاستشارة، ويتم استخدام العلاج النفسي بموازاة العلاج بالأدوية، ويتم من خلال محادثات مع المعالج النفسي حول الوضع وحول الأمور المتعلقة به.

٣ _ التخليج الكهربائي :

– العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT)، يتضمن تمرير تيارات كهربائية خلال الدماغ بقصد عمل تغيرات في كيمياء الدماغ، حيث يوفر تحسينات سريعة ومهمة في الأعراض الشديدة للعديد من حالات الصحة العقلية.

– غالبًا يعمل بفعالية عندما لا تنجح طرق العلاج الأخرى، لكنه قد لا يكون فعالاً بالنسبة لجميع الأشخاص.

يستخدم العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT) في علاج:

- الاكتئاب الحاد، خاصةً عندما يصحبه الانفصال عن الواقع (الذهان)، والرغبة في الانتحار أو رفض تناول الطعام.

- الاكتئاب المقاوم للعلاج، والاكتئاب الشديد الذي لا يتحسن مع الأدوية أو العلاجات الأخرى.

_ وغيرها من الأمراض النفسية والعقلية الأخري .

* الشفاء من الاكتئاب :

اذا كان الاكتئاب شديداً جداً قد يستوجب ذلك إدخال المريض إلى المستشفى لمعالجته في قسم الأمراض النفسية في الحالات التي لا يستطيع المريض فيها الاهتمام بنفسه بشكل لائق، أو عند وجود خطر أن يؤذي نفسه أو أي شخص آخر.

* الوقاية من مرض الاكتئاب :

القيام ببعض الأمور يمكن أن يقي أو يمنع تكرار الأعراض، مثل:

_ إتخاذ تدابير للسيطرة على التوتر للرفع من مستوى البهجة ومستوى التقدير الذاتي.

_ تقديم الدعم والمساندة من قبل الأصدقاء والأهل، يساعد في فترات الأزمة للتغلب على الاكتئاب.

_ العلاج المبّكر للمشكلة حال ظهور العلامات أو الأعراض الأولية يساعد ويمنع تفاقم الاكتئاب.

_ العلاج الوقائي الطويل المدى أيضا يمنع تكرار أعراض الاكتئاب.

٤ _ العلاجات البديلة

وتكون عن طريق الطب التكميلي أو البديل للتخفيف من أعراض الاكتئاب، بإستخدام بعض الأعشاب، ومن هذه الطرق:

عشبة العرن المثقوب (Perforatum Hypericum)_ أحماض أوميغا 3 الدهنية _ الوخز بالإبر الصينيّة _ اليوغا _ التأمل _ العلاج بالتدليك.

___________________________________

* كاتبة المقال : بسنت شعراوي 

كاتبة وصحفية ومقدمة برامج لدى قنوات صحف إلكترونية وحاصلة على دراسات عليا في الإرشاد وعلم النفس الإكلينيكي 

أخبار متعلقة :