كانت مزنة طبيبة المدرسة الإعدادية بحمص وكانت عادة ما تهتم بأمور التلاميذ بالمدرسة وذات يوم أتتها الطفلة سهى تشكو من ألم ببطنها ..فحصت مزنة الطفلة ومن تاريخها المسجل عرفت أنها مريضة بالسكري وأن والديها يعكفان على اعطائها بشكل يومي ملعقتين كبيرتين من مادة حامضية الطعم..طلبت مزنة مقابلة والدي الطفلة فحضرا فسألتهما عن طبيعة المشروب الحامضي الذي يعطى للطفلة فأجابا بأنه خل التفاح وقد سمعا بدوره في خفض مستوى السكر بالدم عبر محيطهما العائلي فنصحتهما مزنة بضرورة مراجعة الطبيب المختص..
طلبت مزنة من مديرة المدرسة الأستاذة مي أن تعقد ندوة ثقافية على هامش مجلس الآباء المقرر في نفس الأسبوع وأن تكون الندوة عن مرض السكري والطب الشعبي.
رحب الآباء في المجلس بالفكرة وبدأوا يتوافدون على الندوة ..
بدأت مزنة حديثها عن مرض السكري معرفة إياه بالداء المزمن الذي يحدث حينما يعجز البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بالقدر الكافي أو يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال لهرمون الأنسولين المسؤول عن ضبط الجلوكوز بالدم ومن أعراضه كثرة التبول والجوع الشديد وتشوش الرؤية وفقدان الوزن دون سبب واضح..
وأن العلاج الموصوف بواسطة الطبيب المختص هو الأساس في رحلة العلاج ..
رفعت والدة سهى يديها متسائلة :وماذا عن العلاجات المنزلية الطبيعية ؟
قالت مزنة: لاشك أن لبعض العلاجات المنزلية العشبية تأثيرا في تنظيم مستوى سكر الدم لكن هذا التأثير لا يزال في طور الدراسات العلمية التي لا تقطع به أحيانا وتشيد به من الناحية النظرية فقط لذلك لابد من الحرص عند استخدامها خاصة وأنها تتعارض أحيانا مع أدوية السكر وقد تؤدي إلى انخفاض كبير بنسبة السكر بالدم ودعونا نعطي أمثلة على الوصفات العشبية مثلا القرفة وهي مشروب شهير يخفض مستويات السكر والكوليسترول في الدم ويسهم في انقاص الوزن لكن هذه الأدوار لا توجد دراسات كافية تقطع بهذه الأدوار لكن غنى القرفة بمضادات الأكسدة ومحتوى البوليفينول يبدو مفيدا جدا لكن ينبغي عدم الإفراط فيها لضررها على مرضى الكبد ..
ومن الأطعمة المفيدة والتي أوصي بها البصل فهو يحتوي على مضادات الأكسدة والكبريت والكيرسيتين مما يساعد على خفض السكر بالدم وكذلك عصير التوت البري الأزرق..
شراب الميرمية من الأمور المستحسنة إذ يعمل على خفض مستويات سكر الدم ورفع مستوى الأنسولين في الجسم، وتحسين حساسية الأنسولين علاوة على خفض مستويات الكولسترول الضار والدهون الثلاثية ورفع مستويات الكولسترول الجيد لكن ينبغي الإنتباه إلى مضاعفاته في حالة فرط الاستخدام حيث السمية الشديدة والتشنجات العصبية وتدمير أنسجة الكبد وارتفاع ضغط الدم من بعض أنواعها ..
كما أن إضافة زيت الزيتون إلى الطعام من الأمور الصحية المفيدة جدا التي تقلل من مستوي السكر في الدم ..
طلبت مديرة المدرسة الأستاذة مي من الطبيبة إيضاحا عن خل التفاح قائلة :وماذا عن خل التفاح يا دكتورة ؟
قالت مزنة : يحتوي خل التفاح على حمض الخليك بما يسهم في إنقاص الوزن علاوة على زيادة خل التفاح من حساسية الأنسولين في العضلات الهيكلية ومن امتصاص الجسم للسكر بالدم لكنه سبب لطفلتنا سهى تهيج المعدة حيث لابد من استخدامه مخففا جدا وكذلك ينبغي توخي الحذر من تسببه في تسوس الأسنان وتلف طبقة المينا التي تغطي الأسنان ..
سألت رهف: ابني يعشق الأرز يا دكتورة ولا استطيع منعه منه فهل من سبيل لعدم منعه ضمن الحمية الغذائية ؟
إدراج المعكرونة هو الافضل من الأرز أثناء الحمية ذلك أنها تحتوي على كربوهيدرات أقل وبالتالي فتأثيرها أقل على نسبة السكر بالدم وهي من الاطعمة الشهية للأطفال .لكن ينبغي الإنتباه في اختيار نوع المعكرونة فمعكرونة المصنوعة من طحين قمح أبيض شديدة الضرر لاحتوائها على نسبة عالية من الكربوهيدرات أما معكرونة الحبوب الكاملة أو المكرونة البنية، فهي تحتوي على نسبة جيدة من الألياف والبروتين الذي يعمل على عدم رفع مستوى السكر في الدم. الأمر ذاته مع جميع أنواع الحبوب الكاملة مثل الأرز البني والخبز الأسمر..
الشوفان أيضا من الأغذية المهمة والتي لا ترفع مستوى السكر في الدم فضلا عن دوره في حماية القلب .
لكن الاعتدال في كل شىء مطلوب كي لا تنقلب فائدة الشىء إلى ضرر محتوم فكل شىء مخلوق بقدر .
شكر الجميع الدكتورة مزنة على محاضرتها الشيقة وانصرفوا على وعد منها ومن مديرة المدرسة الأستاذة مي بتكرار مثل هذه المحاضرات المفيدة ..
أخبار متعلقة :