بوابة صوت بلادى بأمريكا

ثلاثية المغيب بقلم ناصر كمال

 
 
خجل
بدأت الشمس ترحل عن القرية عندما كنت أعبر الطريق المجاور للغيطان ..احملق في الوجوه السمراء ..أصل الى باب المنزل ..أراه يطل من الشرفة .. يراني .. يقودني الى الطابق الثاني حيث غرفته المملوءة بصور الحائط .. ل "عمرو دياب" .."ليلى علوى" .."بروس لي" ..وآخرين لا أعرف اسماءهم...ألمح الكثير من المجلات الفنية ..أجلس ..يتركني ..يأتي بزجاجة "الكوكاكولا"
- انا لا أشرب الكوكا كولا
يلح على .. تأتى أخته لتأخذ الزجاجة فارغة .. تراني ..تخجل .. يحمر وجهها .. تذهب .. يقفل باب الغرفة .. الاحظ فى يديه خطابا ورديا .. يكلمني عن زميلته "..." جميلة ورقيقة .. تحبه ويحبها ..سيتزوجان بعد عشر سنوات .. لا مانع من مغامرة أخرى.
- أنت تحب!
- أنا أحب!!..لا أحب .. أحب من!!..لا أعرف
يرن جرس الهاتف .  
.أمضى وأتركه.
نشر
كنت سعيدا بعودتي إلى الطريق .. كان هادئا ولكنه يفضى بالكثير .. الفلاحون القادمون من الحقول .. يترنمون بكلمات أوحت لى بقصة "ثلاثية المغيب" ..أسمع صوته من بعيد .. عندما اقتربت منه ابتسم ابتسامته المعهودة .. بعد قليل كنا نجلس ففي غرفة الجلوس بمنزله الفخم القابع في أول القرية ..يبدو أنه مقبل على ترشيح نفسه في مجلس القرية, فهو يعاملني بود زائد هذه الأيام .. يسألني عن حالي
- بخير وأنت
- الحمد لله
- هل ما زلت تكتب القصص؟
- نعم
- ألم تنشر لك أعمال فى الفترة الأخيرة!
- سوف تنشر لي أعمال قريبة
- لديك قصة جديدة!
- نعم .. قصة "ثلاثية المغيب"
- سوف تقوم بنشرها!
- تنشر! ..لن تنشر .. ربما لا أعرف
استأذن في الرحيل .. يودعني .. يتمنى أن نلتقى مرة اخرى.
هروب
أراه يمسك بهاتفه الجوال في يديه وهو يجلس أمام الدكان منتظرا الزبائن .. يداعب بأنامله الشاشة العريضة، ويبدو منهمكا في ذلك العالم الافتراضي ..عينه الخضراء التى تحملق في الهاتف من خلف نظارته الطبية لم تلمحني عندما وقفت بجواره، لكن صوتي كان قد نبهه لوجودي .. انتفض من جلسته، وقام مرحبا ..دخل إلى الدكان، وعاد ممسكا بمقعد خشبي صغير في يديه .. ما كدت أن اجلس حتى بدأ في حديثه عن السفر كعادته:
- أهاجر  
- أين؟
- هولندا
- هل تضمن عملا؟
- أحاول ..وأنت هل تريد السفر؟
- أريد .. لا أريد .. ربما أبغي ذلك أحيانا
- أتركه يقرأ "صفحة الحوادث" .. أتخذ طريقي إلى الشارع، لأبحث عن آخر رابع.

أخبار متعلقة :