بوابة صوت بلادى بأمريكا

الشاعر والكاتب والناقد التونسي عمر دغرير: النقد غائب في ساحة الإبداع ولاتطور في الكتابة في غياب النقد وعلى أصحاب الاختصاص النزول من برجهم العاجي وقناعتي بان الكاتب إنسان غير عادي

الشاعر والكاتب والناقد التونسي عمر دغرير: النقد غائب في ساحة الإبداع ولاتطور في الكتابة في غياب النقد وعلى أصحاب الاختصاص النزول من برجهم العاجي وقناعتي بان الكاتب إنسان غير عادي حوار إلهام عيسى شاعر تخضع مفرداته لاحاسيسه الجياشة فيخط قلمه لينظم اجمل القصائد يعتبر معجم مفردات ثري قائم بحد ذاته تلامس عباراته شغاف القلب كل قصيدة يكتبها اوقصة تخترق وجدانناوتلامس ارواحنا ولعل الوضع السياسي في بلده تونس جعل منه تربة خصبةليزرع بها قصائده وقصصه وكتاباته يعتبر من ابرز الادباء والمبدعين في تونس سطع اسمه نجما ليتبوا المشهد الأدبي تحمل قصائده بوحاصادقا فكانت ولادة أبجدية العشق الممنوع وهي المجموعة البكر الشاعر عمردغرير يعتبر غياب الحزن في حياته يعني غياب الإلهام والإبداع كما يرى بان الكاتب متصالح مع نفسه واغلب الكتابات تستمد من الواقع ويرى بان القصة القصيرة جنسا أدبيا جديدا كما يطالب اصحاب الاختصاص ان ينزلوا من برجهم العاجي وان يلتفتوا للجيل الجديد ويعتبر معارض الكتاب هي معارض تجارية الغاية منها الربح ولايهم الإبداع وعن جديده في الساحة الأدبية سنشهد له مجموعة شعرية بعنوان خجل الكلمات وكتاب السيرة السيرة الإبداعية بين التنوع والاختلاف حوار مع الشاعر التونسي عمر دغرير . * من هو عمر دغرير الإنسان والشاعر والقاص كيف يعرف بنفسه للقراء والمتابعين؟ ** عمر دغرير مواطن تونسي عادي جدا , عمري 68 سنة , أكتب الشعر والنثر, وأسعى لأكون شاعرا وأديبا له شأن في الساحة الإبداعية .متزوج ولي بنت و ولدان , وأقيم بشقة متواضعة في الطابق الثالث من عمارة في واحدة من المدن التونسية الساحلية .وأخصص أكثر من 8 ساعات في اليوم للمطالعة والكتابة . * اخبرنا ماهوسر الدمع المنسكب على خطوط الورق وتجاعيد النقاط التي تقتفي أثر السطور ليحترق العشق عشق الوطن المنهوك لتظهر أراءه وافكاره السياسية؟ ** كل من يرانى لأول مرة يقول أن ملامح وجهي يغلب عليها الحزن وهذا ما ألاحظه كلما أراني في المرأة وقد يعتبر تغير مزاجي المفاجئ "نفسية شاعر" فأنا أفقد حس المرح والدعابة ولا أقدس الفرح والسعادة وقد أكون عاجزا كل العجز عن التخلص من معطف الكاتب الذي أرتديه. وكم حاولت مرارا وتكرارا شرح حالتي المتقلبة لزوجتي و كل المحيطين بي وإقناعهم بأن غياب الحزن في حياتي يعني غياب الإلهام والإبداع وأنه لا يجب أن يقلقوا على مستقبلي وأنا في حالاتي تلك . * الشاعر عمر دغرير يحاول في كتاباته تكثيف مفهوم الوطن بكل تقلباته حيث تخطيت المفاهيم فكانت نصوصك حول صورة الوطن المنهوك تارة والباحث عن رؤية جديدة الى اي مدى يبلغ تأثير الكاتب اوالشاعر في التغيير؟ ** المعروف أن شخصية الكاتب تتسم باضطراب المزاج والقلق الدائم والخوف، لكن وإلى جانب كل هذا يجب التذكير بأنه لهذه الشخصية صفات جيدة فالكاتب متصالح مع ذاته إذ لا يرى عيبا في مصارحة نفسه بعيوبها والإشهار بها في كتاباته. وعلى هذا الأساس جاءت كل قصائد المجموعة بوحا صادقا ومشاعر جياشة في فترة جدّ حساسة ترجمتها في كلمات فكانت (ابجدية العشق الممنوع ) وهي المجموعة الشعرية البكر التي صدرت عن دار الإتحاف في أواخر سنة 1999 . وكم كانت فرحتي كبيرة يوم وصلتني النسخة الصفر . أنا الذي لم أتعود على الفرح في العديد من المناسبات ( ترسيمي في العمل ... زواجي .. ولادة أبني البكر ..) كلها كانت مناسبات فرح و لكنني لم أعرف السعادة و الفرح بقدر الإحساس بهذه المشاعر بمناسبة صدور مجموعتي الشعرية الأولى . * هناك من يرى بان النقد الأدبي يتجدد حسب معطيات ماينتجه الواقع الأدبي مارايك؟ برايك هل هناك رؤية لعين ناقدة في عصر اختلط فيه الحابل بالنابل فضاعت الهوية وخاصمنا المرجعية وصار المبدعون شتاتا في ساحة الابداع؟ ** في الحقيقة يكاد النقد يكون غائبا في ساحة الإبداع , خصوصا وأن النقاد والباحثين لا يخرجون من جدران الجامعة العالية وهم ملتزمون بدراساتهم الأكاديمية ولا يلتفتون لكل ما هو جديد في الساحة الأدبية . وكل القراءات التي تنشر هنا و هناك هي مجرد قراءات انطباعية لا تعوض النقد في شيء ولاتعطي الإضافة المرجوة للمبدعين الجدد بالخصوص .وعلى هذا الأساس طغت بعض الرداءات واختلط الجيد مع الرديء وضاعت بالفعل هوية الإبداع . * هناك دعوات كثيرة لتجديد الخطاب النقدي برايك ماهي أدوات الناقد الحقيقي التي يجب ان يتمتع بها؟ ** لا يمكن أن نعتبر كل من يكتب قراءة وانطباعا عن فكرة ما , ناقدا . لأن النقد له أهله و له أدواته وعلى أهل الإختصاص أن ينزلوا من برجهم العاجي وأن يلتفتوا للجيل الجديد من المبدعين و سوف يكتشفون الدرر الثمينة في الكتابات الشبابية وكما يقول المثل : يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر . * القصة القصيرة جدا لااريد ان اقول مشروعيةالقصة القصيرة جدا التي ماتزال تبحث عن مشروعيتها كيف تشكلت ؟ وكيف تبدو لنا؟وكيف تعمل بهااللغة ؟ ** تعد القصة القصيرة جدا جنسا أدبيا جديدا تعتمد التكثيف الموحي، والحكاية ، والوحدة الموضوعية والعضوية، مع المفارقةالصادمة، متبلة بالسخرية، وتوظيف الرمز والتلميح. كما تلتجئ إلى الأنسنة، والاعتماد على القفلة المراوغة ببعدها الصادم، مع ضرورة اختيار العنوان الذي يحفظ للخاتمة صدمتها.وهي في النهاية إبداع فني ميزته الأساس الكلام القليل والموحي بدل الإطناب والتكرار، وهي تميل إلى الرشاقة لا إلى البدانة، تتحرك بخفة دون أن تصدر ضجيجا إلا ما كان همسا، وتترك للقارئ فرصة الرقص مع ما يسمعه من أنغام آتية من أعماق النصوص؛ رقص يحاور أرواح النصوص ليرتقي ويسمو. * كيف الاشكال الأدبية؟ هل هي شعرية؟ هل النقد ينبع من الأدب اولا ام ان النقد ياتي ثانيا بعد ان نكتب الأدب؟ ** كل الأشكال الأدبية جائزة ولها مكانتها ولها عشاقها . وكثيرا ما تتزاوج مع بعضها زفهناك نصوص سردية تطغى عليها الشاعرية وأخرى شعرية غارقة في السرد . ولا أعتقد أن بإمكان أحد فصل السرد عن الشعر لأنهما يتعايشان بكل توافق في نفس النص .والثابت أن لا تطور في الكتابة في غياب النقد ,وعلى هذا الأساس لا بد من وجود ناقد لكل كتابة أدبية وهو الوحيد المتمكن من أدوات النقد با ستطاعته ابراز النقائص ونقاط الإبداع في كل نص .ومن خلال استنتاجاته يمكن تطوير الكتابة الأدبية نثرا وشعرا . * متى يصبح الوطن منفى برايك؟ ** حين تشعر بأن الأحياء في هذا الوطن صاروا أمواتا , أو تحولوا إلى أغبياء فهذا كفيل بأن يحول الوطن إلى منفى . * هل كل عمل يكتب مستمد من الواقع ؟ ** أغلب الكتابات تُستمدّ من الواقع ولكن مهمة الكاتب أن يضيف لها من الخيال الشيء الكثير . * كيف نحافظ على كتابة نص يقرا؟ ** بالصدق والبساطة مع عنصر التشويق يشد النص القارئ . * هل كل منتج ادبي لديه رؤية إبداعية واين تكمن اهمية الكتاب كمنتج ابداعي؟ ** مع الأسف قلّة هم قراء الكتاب الورقي في حضور الوسائل المستحدثة ولا بد من التفكير في طرق تعيد الكتاب إلى مكانته الحقيقية لدى كل القراء ويحظى بالإقبال عليه كمنتج ابداعي . * معارض الكتاب بين السعلة والترويج مارايك هل نحن الأن في ازمة اخلاق بحق الإبداع الأدبي بتصنيفاته المعاصرة؟ ** معارض الكتاب هي معارض تجارية بالأساس والغاية منها الربح الكثير ولا يهم الإبداع بقدر ما تهم نوعية الكتب . * كيف تحول الخاص الى عام والذاتي إلى موضوعي في كتاباتك ؟ ** كل ما يخطه الكاتب فيه الشيء الكثير من ذاته ولكنه غير منفصل عن المحيط الذي يعيش به . * الطفل اللقيط ومملكة الكلاب والفلاح الطيب والافعى وسمرمر قصص كتبتها للأطفال هل الكتابة لهذه الفئة العمرية صعبة وتتطلب اسلوبا سلسا لطفل وماهو جديدك القادم للاطفال؟ ** تتطلب الكتابة للأطفال ميزات خاصة في الكاتب حيث إن هذا النوع من الأدب له خصائصه المتفردة التي تميزه عن باقي فروع الأدب. والكتابة الموجهة للطفل يجب أن تكون "رشيقة رقيقة غير مترهلة" وتكون موجهة نحو هدف محدد وألا تبتعد عن السياق لأن الطفل "لا يقبل على الحديث الغامض المموه والخالي من المعنى. وفي اعتقادي أن أفضل الكتب بالنسبة للأطفال هي تلك التي تعرض أمام أبصارهم وعقولهم وضمائرهم كيفية تعامل الشخصيات مع الأوضاع الصعبة أو الحالات الإشكالية التي تواجهها وتشعر أنها مطالبة بإيجاد حل للأزمات الناجمة عنها أو بعبور طريق يفضي إلى تجاوزها. وهذا تقريبا ما حاولت ايجاده في كل القصص . * تونس اولا مجموعة قصص قصيرة جدا كتبتها العنوان لافت للقارىء ماذا احتوت من قصص واقعية تنبض بالحياة والشارع التونسي؟ ** (تونس أولا وأخيرا) هي مجموعة من النصوص القصيرة جدا نثرا و شعرا . كنت كتبتها في أواخر القرن الماضي وأضفت لها بعض النصوص الجديدة خاصة بعد الثورة .وسوف تنشر قريبا ماهو الجديد القادم للشاعر عمر دغرير الذي ستشهده الساحة الادبية؟ الجديد الجديد :مجموعة شعرية بعنوان (خجل الكلمات) وكذلك كتاب ( السيرة الإبداعية بين التنوع و الإختلاف ) حوار مطول مع الكاتب و الروائي التونسي فرج الحوار . * كلمة اخيره تود ان تختم بها ماذا تقول ولمن تتوجه بها؟ ** في الحقيقة سؤال يلازمني كظلي أختم به هذه الحوار الثري والمتنوع : هل الحزن هو من يبعث الكتابة؟ أم أن الكتابة هي التي تبعث الحزن؟ ثم كيف أفسر الحزن الذي يستوطن ذاتي والصمت الذي يرافقني في كل وقت ؟ لأتوصل إلى قناعة تؤكد أن الكاتب هو إنسان غير عادي .

أخبار متعلقة :