بوابة صوت بلادى بأمريكا

كبسولة حنان .. حنان شلبي تكتب : التصريحات المتناقضة و الشحن السياسي

 
الكذب والرياء في العمل السياسي أصبح هو السمة الاساسية لغالبية السياسيين و المسئولين في العالم أجمع و لم لا و كل منهم يبحث عن المنفعة الخاصة حتي لو كان علي حساب المنافع العامة و مصالح المواطن و الوطن ! و غالبا ما يكون ضرر هؤلاء اكثر من منافعهم مع الفارق في كم الضرر و اشكاله التي تختلف من مجتمع الي مجتمع  و من دولة الي دولة و كلا علي حسب الفرص المتاحة لديه و المساحة المسموح بالتلاعب بها سواء بالقانون أو خارج القانون و مهما كان لدي الشعوب من وعي و قدرة علي محاسبة المسئولين و الساسة سنجد ان أليات الوجاهة السياسية تطور نفسها  ،، و المغريات المادية و المعنوية و الطموح الغير منضبط يجد لنفسه مساحة لتحقيق المزيد من المنافع الخاصة و أقلها هو التمسك بالمناصب و التربح و استغلال النفوذ ! هذا داخليا اما علي الصعيد الدولي و الإقليمي المصالح أكبر بكثير ،،
بعد انتصار الحلفاء على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية قال رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل جملته المشهورة ( ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم هناك مصالح دائمة ) و أظن أنه كان يقصد مصلحة بلاده العليا التي تحتّم على جميع الساسة أن ينظروا ويعملوا من أجلها حتى وإن كانوا مختلفين لكن ساستنا اليوم يطبقونها وفقاً لمصالحهم الشخصية  و وفقا للإملاءات المفروضة عليهم ! و لكم في الملف المصري القطري كثير من العبر و كثير من التصريحات المتناقضة للساسة و ما يسمون أنفسهم نخب سياسية و إعلامية و قد رأينا تناقض المواقف ما بين سنوات الخلاف و ايام المصالحة ،، و لمن يظن انه علي علم بحقيقة و اسباب الخلاف و الصلح  أقول له هناك غرف مغلقة و هناك مستفيدين من الخلاف و مستفيدين من الصلح و أشياء لا نعلم عنها شيئا و مكايدات قد لا تمت بصلة لصالح البلدين او للمنطقة برمتها  و سوف يكتب عنها التاريخ و عن حقيقة ما حدث بموضوعية و نقلا عن كل المصادر في يوم من الأيام و سنجد من ينتقد و من يقدم البرهان و الدليل و من يطور المعلومة لكن بعد زوال الملهمين ممن يمجدون في انفسهم و الذين يعبثون بالحقائق و يزيفون التاريخ ،،
قد أثارت الازمة الأخيرة بين مصر و السعودية إهتمام الكثيريين و كلنا نعلم جيدا تاريخ العلاقة الممتدة بين البلدين و مراحل المد و الجزر بين الشقيقتين و ان كان البعض يري ان الأزمات الكبرى بين البلدين اختباراً لمتانة العلاقات بري البعض الأخر صعوبة غفران ما حدث خاصة التلاسن الإعلامي بين مصر و السعودية و دول الخليج و التراشق اللفظي بين الاعلاميين المقربين من السلطات في البلدين و كم المعايرة و التدخل في الشؤون الداخلية و التهديد الذي أشعل التوتر خصوصا مع تفاقم أزمة الاقتصاد المصري بشكل خانق ،،
و بالرغم من ان دول الخليج قد ضخت عشرات المليارات في السنوات الماضية في شكل مساعدات او ودائع الا ان هذه المرة سعت الدول العربية للاستحواذ علي بعض الاصول بنسب او شراؤها بالكامل و بشروط معينة و مع استمرار معاناة الاقتصاد المصري سعت مصر  للحصول على قرض جديد من صندوق النقد الدولي الذي وجه دعوات إلى الدول الخليجية بتقديم دعم مالي لمصر حتى تتمكن من سداد أقساط ديونها الخارجية ،، و التزم المسؤولون السعوديون والكويتيون الصمت بينما جاء الرد من مصادر غير رسمية  ! فقد طالب سكرتير مجلس الأمة الكويتي أسامة الشاهين حكومته بعدم الاستجابة لصندوق النقد الدولي بشأن مصر و قال أن (الكويت تستحق أموالها أكثر من الآخرين) أما في السعودية فنشر الأكاديمي السعودي تركي الحمد سبع تغريدات تطرق فيها إلى الأوضاع الاقتصادية في مصر أحصى فيها مجموعة من العوامل التي تسببت بحسب رأيه في ( وقوع مصر أسيرة لصندوق النقد الدولي )ومن بين العوامل التي ذكرها الحمد سيطرة الجيش على دوائر الدولة ومفاصلها إضافة إلى ما سماها بـالبيروقراطية المصرية الهرمة المقاومة للتغيير ،، أيضا وجه خالد الدخيل الكاتب والأكاديمي السعودي هو الآخر انتقادات مباشرة للمؤسسة العسكرية المصرية وسيطرتها على الاقتصاد منذ عام 1952 و تزامنت انتقادات الحمد و الدخيل مع تصريحات لوزير المالية السعودي محمد الجدعان خلال مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي 18 يناير كشف خلالها عن تغير استراتيجية بلاده في تقديم المساعدات لحلفائها والخاصة بتقديم مِنح مباشرة وودائع دون شروط، مطالباً بأن يقوم الحلفاء باعتماد برنامج إصلاح اقتصادي حقيقي أولاً ،، و يوم الخميس 2 فبراير نشر رئيس تحرير صحيفة الجمهورية عبد الرازق توفيق مقالاً حمل عبارات انتقاد قاسية وألفاظاً حادة تجاه من وصفهم بأنهم ( الأقزام الكارهون لنجاحات مصر وجيشها العظيم ) قائلاً إن ( هؤلاء لن يعيشوا لحظة واحدة إذا ما حاق مكروه بمصر ) كما وصفهم في وصلة ردح و قال (لا يجب على الحفاة العراة التطاول على مصر.. ليس من حق اللئام والأندال ومحدثي النعمة أن يتطاولوا على أسيادهم ) و اعتبره البعض انتقاداً للسعودية و بعد ان اثار المقال ضجة عارمة في مصر و السعودية و بعد ان تم نشره علي موقعا جريدة الجمهورية والقاهرة 24 فقد تم حذفه و قامت  جريدة الجمهورية بنشر اعتذار  للملكة السعودية واصفة السعوديين بخير خلق الله ! الأمر الذي رايته مبالغ فيه سواء التلاسن و الردح او المصالحة و الاعتذار! 
و لا ننسي ان هناك ملفات اخري قد أحدثت نوع من التوتر سابقا منها التباطؤ في تسليم جزيرتي تيران وصنافير حيث ترى السعودية أن مصر تتباطأ في تسليمهما لأسباب غير مقنعة و مصر من جانبها ترجع سبب التأخير في تسليم الجزيرتين لأسباب فنية ! ايضا غابت السعودية عن القمة التي دعت إليها الإمارات، بهدف تأمين جسر عاجل لتعويم الاقتصاد المصري الذي يعاني بشدة ،، و هناك احداث اخري زادت من التوتر  عندما شن الإعلامي المصري محمد الباز هجوما عنيفا على الإعلامي عمرو أديب متهما إياه بـ"العمالة" لصالح الحكومة السعودية و انه يحاول إخافة المصريين و قرأنا و سمعنا العجب العجاب علي مواقع التواصل الاجتماعي من اشخاص غير مسئولة و كأننا علي وشك حرب ! السعوديين و الخليج يعاير المصريين بالمساعدات و انهم يعولون ثلث الشعب المصري عن طريق العمالة الكبيرة من المصريين لديهم و المصريين يهددون باحتلال الدول العربية الشيء الغير منطقي من جميع الاطراف فالعامل المصري يأخذ اموال مقابل عمله و ليس متسولا كما ان تهديد الدول العربية بالاحتلال بلطجة و قلة أدب و ان لم تقف السعودية و الخليج بجانب مصر في ازمتها الحالية كفاهم ما قدموه طيلة السنوات السابقة من مساعدات و دعم و علينا ان نحل مشاكلنا بأنفسنا ! و الي هؤلاء جميعا أقول الهدؤء يا سادة و توقعوا قريبا تصريحات الساسة و المسئولين المتناقضة مثلما حدث و يحدث دائما في كل العالم فاحذروا الإثارة و الشحن و الشحن المضاد في عالم السياسة و أأكد لكم قريبا سوف يتصافحون و يعانقون بعضهم البعض و يتركون لكم الكره و الضغينة ،،
 

أخبار متعلقة :