الانفتاح الثقافي وأثره في الثقافة الشعبية
مع دخول العالم الألفية الثالثة , و دخول عصر العولمة , و في نحن في الربع الأول في عام 2023موأصبح العالم قارته ومحيطاته و جزرة المأهول بالسكان و غير المأهول بالسكان , أصبح قرية صغيرة , تستطيع أن تعرف كل ما يدور في العالم , في نفس التوقيت , بفضل الثورة الهائلة في عالم التكنولوجيا , و عصر العالم المفتوح وعصر المعلومات .و القنوات المفتوحة , أصبح بضغط زر على جهازك اللوحي أو هاتفك المحمول تصل لأبعد مدى ,أو تكتب كلمة واحدة على محرك البحث لتصل إلى كل ما تريد إليه في بضعة ثوانِ .
و كل هذا الانفتاح الهائل الغزير سهل الوصول إليه في أسرع وقت ممكن ,
فهل في هذا تأثير على الهوية الثقافية .؟
دون شك هناك تأثير و تأثير قوي جدًا و لكن هل هذا التأثير الناتج عن هذا الانفتاح تأثيره على الهوية الثقافية كشعوب شرقية عربية لها ثقافتها وعاداتها المختلفة هل له تأثير إيجابي أم سلبي ؟
فمثلا عندما تهب الرياح سوف تحمل معها كل شيء و الجيد و الرديء و تملا كل أركان المكان ,و لكن ماذا يجب علينا للتصدي للثقافات غير المقبولة في مجتمعاتنا هل نقبله بحلوه و بمره ؟
و الأهم ؛ ما عصر الانفتاح؟
عصر الانفتاح
الانفتاح في مناحي و الحياة و مجالاتها , هل تعرف أنك تستطيع التواصل مع كبرى المؤسسات العالمية سواء كانت تجارية أو اقتصادية أو اجتماعية كانت أو ثقافية .و لكن كل هذا الحراك و الثورة التكنولوجية القوية التي جعلت الانفتاح الثقافي أمر ضروريًا و حتميًا و هل له أثره في الهوية ؟
و هل التأثير قوي أو متوسط أم ضعيف ؟
الانفتاح الثقافي
أكيد كان للانفتاح الثقافي دور كبير جدًا في تبادل الثقافات بين الشعوب بعضها ببعض , و كان لهذا الانفتاح حركة تأثير و تأثر بتبادل هذه الثقافات , و دون شك مع هذه الثقافات الوافدة له مميزات و دون شك له العيوب , و لكن علينا أن نحدد و نحصر هذه المميزات و هذه العيوب التي تحويها هذه الثقافات الوافدة علينا , و لما كان من الصعب حجز أو منع هذا السيل الجارف من الثقافات الوافدة على المجتمعات و التي تصطدم و بدون شك مع ثقافتنا , و بما أن الثقافة مرتبطة ارتباط وثيق , مع العادات والتقاليد مع أي مجتمع , كان لزامًا أن نوضح الغث من الثمين في ذلك الانفتاح , و هل نستطيع أن نحجم و نمنع هذا الانفتاح الثقافي المتوغل عبر وسائل الإعلام و الميديا ووسائل التواصل , كانت تبادل الثقافات قديمًا لم يكن بسرعة الهائلة مثل يومنا هذا . فنجد مثلا كتاب الخطط للمقريزي و المعروف باسم <تقي الدين بن أحمد علي المقريزي > هو كتاب المواعظ والاعتبار الخطط والآثار ,وفي هذا الكتاب يضع فيه الكاتب كل أخبار مصر و التراجم و ينقل عنها عاداتها وتقاليدها وثقافتها فنجد في الكتاب يصف كل شيء عن مصر كبيره و صغيره, يصف البلدان ويصف الدور و القصور و يصف الحمامات , و الدكاكين و يصف الشعب نفسه ,و عاداته و تقاليده .
و نجد مثلًا يصف أهل الفسطاط و يقول :(و لم أر في أهل البلاد ألطف من أهل الفسطاط حتى أنهم ألطف من أهل مصر و بينهما نحو ميلين .و جملة الحال أن أهل الفسطاط في نهاية أللطاف و اللين في الكلام ,)
مفهوم أزمة الهوية الثقافية:
إن الأزمة التي يعيشها الشباب هي أزمة هوية“Identity Crisis”وهي تلك الأزمة
لذاته، في كل مفاهيمه السابقة عن تصوراتي يؤدي فيها التساؤل "من أنا؟" إلا أن اهتز
النجاح في هذه المرحلة يؤدي إلى اكتشاف الشباب لهويته واذا فشل في ذلك فإنه يضع في حالة ارتباك
وإذا كان خطاب الهوية قد شغل العالم الغربي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية فإن
العالم العربي لم ينشغل بهذا الخطاب إلا حديثًا أو فقد غزت خطابات الهوية المكتبة العربية بدءًا
من التسعينات وحتى مطلع الألفية الجديدة غزوًا، وهناك تعريفات متعددة للهوية ويمكن تعريفها بأنها
"التصور الذي يكونه الفرد أو الجماعة عن خصوصيتها وقيمها الخاصة"
كما أن الهوية تفهم أو تترجم على أنها "ماضي متأصل في حياة الفرد، هذا الماضي
أحلى حياة الفرد بما فيها من تقاليد خطط كل مريد وصفات وطباع وعادات وثقافة" وكذلك مأخوذة
منه أو جنسيًا كغيره لون بشر ومستنبطة من المجتمع، وأن الهوية ليست عاملا ً بيولوجيًا أوهي بعد متفاعل مكونة من استعدادات فطرية ولكن الهوية والجسمية، المكونات النفسية
(ومعطيات اجتماعية وثقافية وعائلية)
و هنا نوضح لكم أرا الفريق المؤيد
( المؤيد أن آليات الثقافةِ العالميةِ تقوِّي وتدعمُ هويتنا العربية حيث أنه من واجب المواطنِ أن يُبرز ثقافتَه للآخرين.)
يقول الدكتور مفيد الزيدي: إن الثقافة الوطنية بما تحمل من إرث حضاريٍّ وعمقٍ تاريخيٍّ وعاداتٍ وتقاليدَ وإبداعٍ متراكمٍ قادرةٌ على المواجهةِ بالاعتمادِ على جذورها الحيةِ ولا حاجة لمسمياتٍ أو أفكارٍ أخرى تستعيض عنها في مواجهة المركزية الغربية، ويبدو أن الأجدى بين الرأيين المختلفين تجاه هويةِ ووظيفةِ الثقافةِ الوطنيةِ بأن الحاجة ملحة إلى خلقِ تفاعلٍ بين الحريات الثقافية والأصالة والتراث الثقافي أي بين الثقافة الوطنية والثقافة العالمية والتي تمهد السبيل لحالة من الانفتاح وعدم الانغلاق الفكري دون تأثر الثقافة الوطنية ) نعم وضعتنا او شاءت المقادير على هذا الانفتاح و لابد من دخول هذه الدوامة و محاولة الثبات و الصمود في وجه الثقافات هذه, ما نعرف جيدًا أن الثقافة عموميات و خصوصيات , و لنا أن نحافظ على الخصوصيات و لا نسمح للعموميات أن تدخل لتصبح من الخصوصيات
و من جديد نجد المحاذير و المزالق التي تكلم عنها الاستاذ نجاح شوشة ليقدم لنا المؤيدون و المعارضون للانفتاح الثقافي
(المؤيدون للانفتاح الثقافي يؤكدون على ضرورة خلوِّه من التقليد الأعمى، في شتى جوانبِ هذا الانفتاح، وعلى التمسك باللغةِ العربيةِ في الحفاظِ على الهويةِ والثقافةِ الإسلاميةِ، فلقد صدر عن اجتماع وزراء الثقافة العرب الذي عقد في شهر أكتوبر 2010 بمدينة الدوحة والذي دعا إلى أهميةِ اللغةِ العربيةِ كعنصرٍ أساسيٍّ لتطويرِ الثقافةِ العربيةِ، ولابد من النهوض بها، وتحديثِ طرقِ التدريسِ التي تكونُ قادرةً على التصدي والصمودِ أمامَ انتشار اللغات الأجنبية، فاللغة العربية هي ضحية التعليم في المدارس الاجنبية) أكيد لابد من التصدي بقوة لمثل هذه الظاهرة
التي تضرب بقوة في صلب الهوية
الانفتاح الثقافي العكسي
الانفتاح العكسي هو أن تكون بلادنا هي الغالبةُ المؤثرةُ في الآخرينَ، وهذا لم يتحقق في معظم بلادنا، بل ربما حدث على المستوى الفردي.. و الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش وهو رمزٌ ثقافيٌ عربيٌ قد انفتحَ على العالمِ بتجربةٍ شعريةٍ فريدةٍ أصبحت من التجارب العالمية، وقد تُرجمت معظمُ إبداعاته إلى لغاتٍ عديدةٍ، وقد خدم بهذا الانفتاح وطنَه
و أكيد أن الانفتاح الثقافي في ظل عصر العولمة مثل الطوفان يجري بسرعة كبيرة جد ًا فلابد من الوقوف بحزم و شدة أمام هذا السيل الجارف من الثقافات متعددة الجنسيات و الاختلافات الشديدة بينها و بين المجتمعات و أظن ان لا توجد دول في العالم أو اقليم ينطوي على ذاته أو يبعد عن مجريات و التغيرات اليومية استحالة و لكن لابد من وجود بدائل وحلول سعرية تواكب هذا الانفتاح و لكن على الرغم من هذا لا نغفل الدور العظيم و المؤكد من هذا الانفتاح الثقافي مثلما حدث قديما في عصر محمد على باشا و ما قام به رفاعة رافع الطهطاوي عندما ذهب في بعثة مصرية أمامً له و انفتح على ثقافة أوربا وبالأخص فرنسا فنقل لنا ثقافة و عادات بلدة أوربية كانت عظيمة جدًا أنداك فرنسا في كتابه (تلخيص الإبريز من باريز )
و كيف رسم لنا صورة المجتمع الفرنسي و ثقافته و عاداته و تقاليده و كيف يعيشون و ما هي نظام حياتهم اليومية متى يأكلون و متى يعملون وماذا يلبسون . انفتاح على المجتمع الفرنسي و نجحت تجربته بجدارة من خلال المدارس التي فتحت في مصر للتعليم الفتيات مدرسة السنية , و مدرسة الألسن و قدمه لنا رفاعة عندما انفتح على المجتمع الغربي المتمثل في فرنسا و كان الانفتاح بسيط في أدواته من خلال الكتب و الترجمة .
أخبار متعلقة :