استلقى على أرضية الغرفة ..انكمش على نفسه واضعا يده الصغيرة على بطنه ..أحس بالألم مرة أخرى ..تذكر شيئا ..حاول النهوض فوجد مشقة كبيرة في فعل ذلك ..راح يجاهد حتي وقف ناهضا ..استند على الجدار المشقوق حتي أن أحد أصابعه حشر داخل الشق الواسع ..أخرجه ولم يبالى بالألم في إصبعه الذي أصبح أحمر دموي ..حملته قدمه إلى الصندوق الخشبي المهمل عند أحد أركان الغرفة أخرج منه خبزته اليابسة ..راح يمضغها في عناء ..تخبره والدته بصوت واهن يغلبه حزن دفين يظهر من حشرجة صوتها الأقرب للبكاء:
- ضعها بني في الماء حتي تلين وتستطيع بلعها
أمسك كوب الماء المعدني وانزوي بعيدا في أحد الأركان وهو يغمس قطعة الخبز فيه ثم يقضمها بفمه الصغير .. لا يعلم لماذا تذكر صورة طفل ما أتي مع والدته وأخبرته والدته حينها أنه أبن صاحب العمل قد حضر ومعه بعض الملابس القديمة والجميلة التى قد تناسبه بعد أن يتم تعديلها لتناسب حجمه الضئيل ..سأل أمه بطفوليته البريئة:
- لماذا جسد هذا الطفل ممتلئ بينما تظهر عظامه هو بين طيات جسده النحيف؟
قالت الأم: أنهم يأكلون في اليوم ثلاث وربما أربع وجبات
لم يكن يعلم الصغير أن هناك من البشر من يتناولون هذا الكم الكبير من الطعام فهو يقضى أياما لا يجد فيها لقمة خبز واحدة
عندما عاد الأب في المساء سألته الام : هل أعطاك صاحب العمل شيئا فأخبرها قصة طويلة لم يفهمها الصغير وعندما قالت الأم ان صاحب العمل لص يسرق حقوق العمال أيضا لم يفهم الصغير ...أحس برغبة شديدة في البكاء ووجد نفسه يمضغ الخبزة اليابسة من جديد.
أخبار متعلقة :