بالتأكيد عزيزي القارئ انت تعرف قصة سانتا كلوز الحقيقية…
القديس نيكولاس او نيقولا المولود سنة 270 م من عائلة غنية لأب يُدعى إبيفانيوس وأمه جوهانا، وكان عمه أسقفًا لبلدة ميرا التركية..
يتوفى والداه و هو صغير فيتربى فى ملجأ ..يتذوق مرارة الفقد و الحرمان فيكبر على العطف و الشفقة ..حتى يشتد عوده فيرث ميراث ابوه الضخم.. ولكنه يحمل قلب تذوق مرارة الحرمان فقرر ان يساعد الاخرين… بالهدايا والأموال حتى حدثت قصته الأشهر فى تاريخه.. عندما قرر أن يساعد شخصا لديه ثلاثة بنات افتقر به الحال فقرر ان يدفع ببناته الى الرزيلة لجلب المال..فيقرر الشاب نيقولا ان يساعده فى الخفاء و يقف متخفيا فى منتصف الليل على باب الرجل و يترك له كيس نقود... حتى يزوج ابنته الكبرى..و يكرر نفس الامر مع الثانية.. حتى قرر الرجل ان يسهر طوال الليل ليعرف من هذا الكريم الذى يساعده..و يقع نيقولا فى الفخ لتصبح قصته هي الأشهر بين الشخصيات الدينية فى الكرم و محبة الفقير …
لتشتهر قصته عبر التاريخ ويكون شفيعا للبحارة و راكبى السفن.و يحبه بعدها الهولنديون بشكل خاص فيقرروا أن يهدوا هدايا للاطفال بأسمه فيجعلون الأطفال يتركون أحذيتهم الخشبية الكبيرة خارج المنزل و يعودوا وقد امتلأت بالحلوى ..الأمر الذي يفسر لماذا توضع الشرابات على شجر عيد الميلاد الى الأن ..
و لكن ربما لا تعرف عزيزى القارئ أن نيقولا أصبح أسقفا على ميرا ( كبير الكهنة و المسؤل عن الشعب ) ..وأنه عاش فى أيام دقلديانوس، الملك الوثنى الذى أمر بمعاقبة المسيحيين بسجنهم و تعذيبهم و قتلهم بأبشع الوسائل ..و نال التعذيب من الاسقف نيقولا الذى تم تعذيبه و سجنه فى أبشع السجون الرومانية سنوات طويلة ..حتى خرج عندما تولى الحكم قسطنطين الملك الذي أخرج المساجين..
خرج نيقولا أسقفا يحمل على جسدة آثار تعذيب سنوات فى السجن..و فى قلبه محبة الإيمان ..الأمر الذي جعله أحد أهم أعضاء أول مؤتمر عالمي مسيحيي سنة 325 تحت رأسة المصري البابا الكسندروس بابا الاسكندريه ، لمناقشة بدعة دينية تسبب فيها الكاهن المصرى الليبي " آريوس "..الذى أنفعل عليه نيقولا الغيور و لطمة على وجهه..
فيقرر المجلس ، تجريد وفصل نيقولا من رتبته كأسقف عقابا له على فعلته …
لم يشفع لأسقف مدينة ميرا وقتها انه تحمل سنوات من التعذيب دفاعا عن الإيمان ..أو تاريخه الكبير من العطف و العطاء..ولا ثراء عائلته و كرامة تاريخها العريق..ولا أنه يدافع عن قضية مصيرية ضد شخص مخالف للإيمان ..
.ولأن العدالة لا تتجزأ .. فقد استمر العزل حتى اعتذر الأسقف نيقولا مبديا اسفه على خطأه …
وإذا كنا نذكر الآن فرحة عيد الميلاد بوجود سانت كلوز الطيب ذو الابتسامة الوديعة …
فعلينا أن لا ننسى ان اجدادنا المصريين لم يؤمنوا إيمانا نظريا وإنما إيمانا عمليا بأن الدين و القانون لا يحابوا أحدا … وأن إيمان بلا عدالة هو إيمان ميت ..
وأنك لست مؤمناُ..مالم تكن ..عادلا ..
فالفعل هو مرآة الإيمان الحقيقيه ..
والإيمان من غير الفعل.. هو النفاق بعينه…
أخبار متعلقة :