إرادتها القوية لم تسمح لها بالاستسلام أبداً تابعت حياتها كأي شخص عادي يحلم ويحقق أحلامه ،هي تلك الدمشقية ابنة حي الميدان ابنة دمشق الياسمين التي هاباها الله أن تخلق من دون ذراعين ،فنانة تشكيلية ترسم بأنامل قدميها أبدعت وتميزت وتوجت حياتها بالنجاحات
لم يقف فقدان ذراعيها عائقاً أم موهبتها وطموحها وأحلامها ،حيث استعانت بقدميها للرسم لتصبح من أهم الفنانين التشكيلين
دعاء البسطاطي أثبتت للعالم أن الأحلام لا تعترف بإعاقة الجسد، استطاعت ممارسة حياتها والتغلب على إعاقتها باستخدام قدميها لتثبت للجميع أنه لا مستحيل في هذه الدنيا ومن يملك الإرادة لا يعرف المستحيل ، اجتازت كل الصعوبات التي كانت تعطيها القوة والعزيمة والإرادة بدل الضعف
دعاء البسطاطي خريجة كلية الفنون الجميلة قسم اتصالات بصرية جامعة دمشق ٢٠١٤ ، خريجة معهد أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية 2008
رسمت بكل التقنيات والأساليب لتبدع وتميل أكثر للرسم على الزجاج رغم خطورته لكن وجدت فيه انعكاساً لما يجول في داخلها ومشاعرها
وأجمل ما حققته دعاء انه أصبح اسمها الفنانة التشكيلية وليس البنت المعاقة حسب ما ذكرته لنا
مزجت دعاء في لوحاتها قصصاً تحاكي حارات شامية طبيعية ، وحياة فتيات ، والطبيعة الصامتة ،ولوحات فيها الفرح والأمل بالحياة وصخبها ، وكل لوحة من لوحاتها لها معزة خاصة واخرى تعبر عنها
دعاء البسطاطي بدأت الرسم في الصف السادس في المرحلة الابتدائية ، بتشجيع من شقيقتها التي أحضرت لها كتباً ومجلات فيها رسومات للأطفال ورسمت أولى لوحاتها باستخدام أقلام الرصاص رسمت بها عدداً من الحارات الدمشقية القديمة ،وبعدها التحقت بمعهد الفنان أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية بدمشق ودرست فيه سبع سنوات قبل التحاقها بكلية الفنون الجميلة
شاركت دعاء المؤتمر السنوي لمؤسسة الفكر العربي في لبنان ، وحصلت على درع التغلب على الإعاقة تقديراً لموهبتها وإرادتها ، وشاركت في مشروع عمل بأوكرانيا مع جمعية الصداقة الروسية السورية ومشروع آخر في بريطانية والأردن
وشاركت أيضا في معارض جماعية عدة منها معرضي الربيع والخريف السنويين في خان أسعد باشا على مدى أربع سنوات ،ومعرضين متتاليين لمكافحة المخدرات وغيرها الكثير ، كما أقامت عدة معارض فردية كان أولها بعنوان "الحلم" ومعرض بدار الأوبرا و معرض في حلب وآخر في اتحاد الكتاب العرب ،وحلمها بمعرض عالمي خارج سورية
وحصلت دعاء على العديد من التكريمات والشهادات
شهادة من اليابان ضمن مسابقة للرسم ، درع تكريمي من وزارة الثقافة ضمن مهرجان ريف دمشق ، ودرع تكريمي من وزارة الثقافة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
وآخر من قبل مؤسسة أفكاري لذوي الهمم ضمن معرض فردي في دار الأوبرا وغيرها
ورسالتها لكل شخص عنده نقص في شكله الخارجي أو ما يسمى "" المعاق ،أنت لست معاقاً انت تملك عقلاً وفكراً تحلم و تحقق كل ما تتمنى رغم كل شيء
ومقولتها منذ صغرها " ليس العاجز ذلك الذي يملك العصا بل هو من لا يستطيع تحدي الحياة"
عندما يفقد الشخص شيئاً في جسمه سيعوضه الله عنه بشيء آخر ،الحياة لم تتوقف بالعكس هي جميلة علينا أن نعيشها بإرادتنا
من رحم المعاناة يولد الأمل ، ومن قلب المأساة يولد الإبداع ،الإعاقة انطلاقة ،الإعاقة نقطة بداية صوت الإرادة لا يعلو فوقه أي صوت .
أخبار متعلقة :