لكثرة ما يشعر به أبناء الشعوب العربية والإسلامية والشعوب الفقيرة في العالم من ألم وظلم وحزن طيلة عشرات السنين من تاريخها الحديث نتيجة لما تتعرض إليه من مؤامرات تستهدف ابقاءها في حالة من التخلف والفقر المدقع والمجاعة القاتلة رغم كل ما تمتلكه بلدانها من خيرات تجعلها تتفوق على كل الدول الاخرى لو تمكنت من استغلال تلك الثروات او بالأحرى لو وجدت من يستطيع أن يسخر هذه الثروات لخدمة شعبه وبلده وبعيدا عن الانصياع للخطط والمؤامرات الخارجية التي لاهم لها سوى السيطرة على خيرات الشعوب واستغلالها لصالح ألاعيبها ودسائسها ضد الشعوب الفقيرة وجعلها مجرد سوق استهلاكية لما تزرعه البلدان المسيطرة على العالم وما تنتجه معاملها من صناعات غذائية ودوائية وخدمية وتكنولوجية لا تخل ليس فقط من الاستغلال وإنما ما تدسه فيها من المواد الكيميائية المضرة بصحة أبناء تلك الشعوب اضافة الى ما تبثه تكنولوجيا الاتصالات الحديثة من سموم أخلاقية من خلال الغزو الثقافي المكثف لتلك الشعوب وحروبهم الناعمة ضدها لسلخها عن قيمها وتعاليمها الدينية وتقاليدها الاجتماعية مما يجعل المتلقين لها في حالة من الخدر واليأس الذي لا يُرتجى منه شفاء..
فنتيجة لكل تلك الهموم والمآسي والمؤامرات صارت شعوب ما يسمى بالعالم الثالث التي تشمل العرب والمسلمين عموما وبعض الشعوب الفقيرة الاخرى في العالم صارت تنتظر اية مناسبة تمر عليها حتى وان تنتمي لها لتُعبر عن فرحة تحلم بها لتخفف عما تراكم في صدورها من حزن وألم دون ان تعلم عن معناها شيئا ومن هذه المناسبات التي تحتفل بها تلك الشعوب بفرح غامر مناسبة رأس السنة الميلادية التي لا تغني ولا تسمن من جوع بالنسبة لها فتراها ( الشعوب) عند كل بداية سنة ميلادية جديدة تعيش حالة من الفرح الغامر والاحتفال العظيم معبرة عن فرحها بشتى الطرق كإطلاق العيارات النارية الحية وما قد ينتج عنها من ازهاق لأرواح بعض الأبرياء من الناس وكذلك الألعاب النارية التي ربما تسبب الحرائق للأموال العامة والخاصة بالإضافة الى الكثير من التصرفات الماجنة التي لا تلتقي نهائيا مع تقاليدها وتعاليم اديانها بينما تمر سنينها الخاصة بها مرور الكرام بحيث لا تذكر .
هل فكرنا لماذا كل هذا الانجراف وراء تلك المناسبات التي لا تعرف سوى الكثير من المُبْعِدات عن الأديان والاعراف والتقاليد الاجتماعية المحلية لكل مجتمع من هذه المجتمعات؟
وإنْ كان لابد من الاحتفال بهذه المناسبة او شبيهاتها فلنستذكر ما قدمناه خلال السنة الفائتة لمجتمعاتنا وأنفسنا من خدمات وانجازات تساعدها على تجاوز محنها وماذا خططنا للسنة اللاحقة من مشاريع تُحَسّن حالها وترفع من شأنها بدلا من هذا التهريج الفارغ لمجرد أرقام بلا حول ولا قوة ولا يمكنها ان تغيير شيئا من اوضاعنا ولا يُرجى منها فائدة تذكر مالم نقوم نحن بتغيير ما بأنفسنا ومن ثم تغيير تلك الأوضاع البائسة التي نعيشها وتعيشها مجتمعاتنا المنهكة بسبب كل تلك الابتلاءات والفتن المحدقة بها .
أخبار متعلقة :