دخل كاهن الى كنيسته فى عيد الميلاد ..لاحظ شابين يتحدثان ان ملابسهم مثلما يلبس الممثل الشهير بينما يتفاخران أنهما يقلدانه فى كل شئ ..كانا يتحدثان فى تعالى واضح .لذا وقف يحكى لهم :
قيل يوما ان هنري فورد مؤسس الشركة العملاقة للسيارات فورد و واحد من أغنى رجال صناعة السيارات في العالم… أراد يوما تعيين مهندسين جدد فعمل لقاء علي العشاء مع اثنين من المهندسين.. كانا الإثنان قد تخرجا من نفس الجامعه بنفس التقدير ولديهما نفس العبقرية التي اثبتتها الاختبارات المتتالية…
و في نهايه العشاء قال فورد لاحدهما لقد تم تعيينك.. وللآخر نعتذر لك..
.. ولكن الآخر قال له سيدي اسمح لي انا اسالك سؤالا؟ طوال العشاء لم تتحدث عن الهندسه و لم تتحدث عن السيارات ولم تتحدث عن حتى الكليه التي كنا فيها بل تحدثت في امور عامه
.. فلماذا اخترته هو ؟
أجابه فورد قائلا :اخترته لسببين الأول عندما جاء العشاء.. تذوق صديقك من اللحم اولا ثم أضاف الملح.. بينما انت اضفت الملح اولا قبل ان تتذوقه اعتمادا على ان صديقك أضاف الملح ..وانا ارغب فى شخص يتذوق الشئ اولا قبل ان يغير فيه اعتمادا على رأيه وليس على آراء الآخرين ..والسبب الثاني والاهم ان صديقك كان مهذبا في التعامل مع الموظفين.. كان دائما يقول لهم ( من فضلك، شكرا،…) بينما تعاملت انت معهم كأنهم غير موجودين.. كنت مهذبا عندما تتعامل معي فقط و ليس معهم …وانا لا احب التعالى ....
صمت الكاهن قليلا و قال : انها ليست قصة من التاريخ و لكنها تشبه الى حد كبير حياتكما الآن ..
أصبح العالم اليوم يقلد المشاهير و الفنانين فى عصر التيك توك ..دون أن يتذوق عالمه الحالى لكي يستطيع أن يغير فيه..اصبحنا نقلد الاخرين دون ان نفهم اولا من نحن ..و نتعالى على الآخرين لمجرد الظن اننا الافضل …
اتظنان انكما الافضل ؟ ابتسم الكاهن لهما و هو يقول :
..تخيلا أن الله عندما أراد أن يصلح العالم..ارسل لهم انبيائه الذين اتوا غير متعالين ..ذاقوا مرارة و الفقر و الجوع و حتى خيانة الاصدقاء .. هم تذوقوا محبة الله اولا فنقلوا لنا محبته ..نحن فى ليلة عيد الميلاد حيث وُلد المسيح فى مذود بقر حقير..و ذاق مرارة العالم و الفقر قبل ان يطالب الناس بالتغيير ..لذا أحبه الجميع لأنه كان منهم …
اتبحثان عن المسيح في عيد ميلاده؟! ابحثوا عن التواضع ..فهناك ستجدون المسيح
أخبار متعلقة :