بوابة صوت بلادى بأمريكا

ياسر دومة يكتب : بين غبار أوكرانيا 10 - الدولار الرصاصة الأخيرة

من غبار أوكرانيا ولعبة صراع الأمم تتصاعد الأحداث على العالم أرتفاع أسعار وتهديدات إبادة نووية وتخوم حرب عالمية ثالثة وتقود أمريكا من جانبها بسلاح الدولار قبل أسلحة الصاروخ والطائرة والقنبلة وأقمار التجسس وتجر العالم إلى حالة إفلاس وقبل أن ندخل للحظة الراهنة نستعرض سلاح الدولار 
الدولار العمله السلعه الدولار تدمير النظام النقدى فى المعاملات التى استقر عليها البشر من آلاف السنوات استقرت البشريه على استخدام المعادن النفيسه الذهب - الفضه فى تقييم وتبادل السلع والخدمات ثم تطور الأمر حتى ظهور الصك الورقى الذى يحمل قيمه مدون عليها رقم القيمه من فضه او ذهب او ما نطلق عليه حاليا عمله ورقيه ونتج هذا عن المصرفيين اليهود فى اوروبا او المرابين اليهود وذلك عندما ازدادت الاموال المرهونه والمخزنه لدى المرابين اليهود فاخترعوا الصك الورقى الذى يشير الى حقوق المرتهنين او المخزنين للأموال لدى المرابين اليهود دون نقل الأموال وسحبها من ذهب وفضه ومن هنا نتج أمرين فى غاية الأهميه
1- ظهور ما يعرف بنظام البنك بتطور اختراع المرابين اليهود بأن يكون بيت للمال يحتفظ بالمعادن النفيسه التى كانت اساس تقيم المعاملات وتبادل السلع والخدمات وتحويل عملية الربي الى عباءة اخرى سعر الفائدة
2- ظهور وسيط جديد فى التعامل الصك الورقى الذى مكتوب عليه جملة ادفعوا لحامله ما قيمته كذا من ذهب او فضه 
وهذا الأمر اظن البدايه الحقيقيه للقصه لأن الصانع واحد فبدء المرابين او المصرفيين اليهود من الاشكيناز فى توليد فكره آخرى أكثر خطوره وهى الدولار وقبل ان نقترب من تخوم تلك الرصاصه التى اطلقت على العالم يأتى السؤال أين ذهب المعدن النفيس الذهب الذى كان العمله والنقد والاجابه على هذا التساؤل يحتاج الى مساحه آخرى من البحث ولكن نستطيع ان نقول ان من صنع تلك الرصاصه هو الذى يحتفظ بخزينة الرصاص الذهب واستولى عليه لماذا الاجابه ليست واحده بل منها منطقى ومنها اخر جنونى يشبه افلام الخيال
نعود الى الدولار ولماذا اسميته الرصاصه اليس ظهور الصك الورقى بحد ذاته هو الرصاصه لهؤلاء المرابين على العالم نعم صحيح ولكن كان الهدف النهائى توحيد تلك الرصاصه للعالم فى شكل مطبوع واحد ولا يحمل اى التزام بمبادلته بالذهب يرد اى عاقل يا الهى وكيف فماهى قيمته ببساطه الرد قيمته ولا شئ فلا يعبر عن اى قيمه ذهبيه او فضيه 
نستطيع أن نقسم مراحل طبخ الرصاصه الى مرحلتين الصناعه والاطلاق 
مرحلة صناعة الدولار وحتى يتم صناعة الدولار لابد من بنك ويكون البنك فى دوله تسمح بالحركه الكبيره ذات خصائص واعده وسوق كبير فكان الاختيار الولايات المتحده الامريكيه هى ارض جديده تقبل اى بذور لتنتج للزارع ما يريد ساحه بكر وكان الأمر منذ بداية انفصال امريكا عن انجلترا بالتحديد عام 1791 وذلك عندما ارسل روتشيلد الى عميلهم فى حاشية جورج واشنطن وهو السياسي الاشهر الكسندر هاملتون لانشاء بنك امريكا الأول وذلك بترخيص لمدة عشرون عاما للتحكم بحركة الاموال الامريكيه اولا تمهيدا لصناعة الرصاصه وانتهت مدة الترخيص عام 1811 واعترض ابراهام لينكولن على تجديد الترخيص حينها وجه كلامه السيد ناثان روتشيلد الى الرئيس الامريكى لينكولن اما ان يتم منح تجديد الرخصه او سوف تجد بلادك فى حرب كارثيه ولم تمر شهور فى عام 1812 بتمويل من ناثان روتشيلد تم توجيه الحرب من انجلترا على امريكا لاجبارها على التجديد ولنا ان نتخيل حرب ضروس راح فيها آلاف العائلات حتى رضخت امريكا وانحنى لينكولن لروتشيلد ووافق الكونجرس على منح البنك ترخيص جديد عام 1816 لمدة 30 سنه اخرى مما اعطى لروتشيلد امكانية التحكم مرة اخرى فى اسواق امريكا الماليه 
وجاء عام 1832 قام الرئيس الامريكى اندرو جاكسون بسحب الودائع من بنك روتشيلد - بنك امريكا الثانى - وايداعها ضمن البنوك الوطنيه فما كان من روتشيلد الا بعقابه عقاب خبيث بصنع ازمات اقتصاديه وعمليات اختناق مالى متتابعه وعندما علم ذلك صرح جاكسون قائلا لروتشيلد انكم وكر اللصوص والافاعى وانا عزمت على طردكم خارجا واقسم بالله السرمدى بانى ساطردكم وفى عام 1835 تمت محاولة اغتيال فاشله لجاكسون باطلاق النار عليه فقال جاكسون اعلم ان ورتشيلد هو من وراءها 
بعد كفاح نجح جاكسون فى طرد بنك روتشيلد فى عام 1836 وتوفى جاكسون عام 1845 وسئل قبل وفاته عن اهم انجازته فردد قائلا مكررا طردت البنك طردت البنك وكان يقصد بنك روتشيلد 
وفى عام 1861 كان الأمر فارقا تم ايقاع امريكا فى الحرب الاهليه اسلوب روتشيلد المعتاد لاخضاع الحكومات على الاستدانه وكان له ما خطط له وطلب ابراهام لينكولن من بنوك نيويورك بالاقتراض فسارع روتشيلد بضخ القروض ولكن بفائده تتراوح ما بين 24 الى 36 % وهذه فائده باهظه جدا استفزت ابراهام فقام بالرد بطبع العمله الوطنيه عام 1863 وقال اعطينا الشعب اعظم شئ نقود كى يدفعوا ديونهم وتدخل روتشيلد اكثر عن طريق عميلهم روكفلر بتأسيس شركة نفطيه ابتلعت منافسيها وتدخل عن طريقه فى الحرب لاستنزاف واخضاع لينكولن فقال ابراهام حينها لدى عدوان كبيران الجيش الجنوبى والمصادر التمويليه من خلفى وبالمقارنه فذلك الذى خلفى هو عدوى الاعظم وقبل انتهاء الحرب الاهليه بشهرين فى ابريل عام 1865 اصابة رصاصة الدولار ابراهام لينكولن ليكون اولى ضحايا الدولار من مرتبة رئيس وليس آخرهم كما سنرى فيما بعد 
وبعد هذا الصراع وعى روتشيلد الدرس فقرر تغير الخطه والباسها الثوب الداخلى فبعث باحد رجاله يعقوب شيف ليؤسس بنوك ليحقق هدف السيطره على الاقتصاد الامريكى فى عام 1875 استلم شيف بنك كون لوب وبدء بتمويل روكفيلر باوامر من روتشيلد الدون الاعظم لعالم الشر وبدء التمهيد للسيطره على التجاره والاقتصاد وعدم التعجل بطبخ الدولار سريعا بل امتلاك القواعد الاقتصاديه حتى يكون الامر كوضع الكريمه على تورته سوداء من دماء البشر 
وهنا لاحظ جارفيلد رئيس امريكا عام 1881 الأمر فقال أيا كان المتحكم بحجم المال فى بلادنا هو الحاكم المطلق للتجارة والصناعه وعندما تدركون بأن كل هذا النظام محكوم ببساطه بطريقه او باخرى من قبل بضعة رجال بالقمه عندها لن تحتاجون لمن يخبركم كيف تنشأ التضخمات والنكبات الاقتصاديه وكان كلامه هذا فى اولى ايام حكمه فارتعد خوفا جماعة روتشيلد ان هذا الرجل اتى ويحمل رؤيه للقضاء او تأخير نتائج الخطه فتم التجهيز لقتله وبالفعل لم يستمر الى مائة عام وتم اغتياله ليكون الرئيس الثانى الذى مسته روائح طبخ الرصاصه فتسسم بغبار برودها ومات قتلا
فى هذه الاثناء تضخمت ثروة روكفلر اكثر وامتدت فى امريكا وخارج امريكا وكانت حركة دائبه للنشاط الاقتصادى وفى عام 1907 صرح يعقوب شيف فى خضم ازمه ماليه كبرى فى امريكا هم صانعيها بالطبع قال معقبا على تلك الأزمه التى عصفت ببنوك وحركة الاموال كلها لدرجة نشر الرعب والفوضى الماليه 
اذا لم يكن لدينا بنكا مركزيا يمتلك الرقابه الكافيه على الموارد اللازمه للائتمان سوف يتعرض هذا البلد لاكبر الأزمات الماليه عنفا وخطورة وكان هذا الخطاب امام الغرفه التجاريه بنيويورك ليلقى بالتخويف اكثر ان لم تطيعوا سوف ننهى على بلدكم ماليا واقتصاديا انشاء البنك لنا او الازمات والانهيار 
واستمرت المؤتمرات والنقاشات فى المحافل الماليه والكونجرس فى كيفية حل الازمه الماليه حتى عام 1913 وكان تدشين رئاسة ويلسون وهو احد رجال روتشيلد رئيس لامريكا وتمت الموافقه فى الكونجرس والرئيس فى 22 سبتمبر على انشاء ما يعرف ببنك الاحتياطى الفيدرالى وهو المستمر حتى الان وهو ليس فيه احتياط وليس فيدرالى بل مملوك لروتشيلد وليس هذا فقط بل من يشكك فى الامر يعاقب بقانون العداء للساميه الذى اخرجه يعقوب شيف وتم تمريره 
وقد علق تشارلز ليندبرج العضو العضو فى الكونجرس على قانون انشاء البنك الاحتياطى الفيدرالى قائلا هذا العمل قد أنشأ اكبر احتكار على الأرض عندما يوقع الرئيس هذه العمله الدولار سيتم اعطاء شرعيه للقوى العالميه للحكومه الخفيه الجريمه الاعظم على مر العصور تنفذ من خلال هذا البنك وهذه العمله الدولار 
وتم ولادة الدولار بغطاء ذهبى بالبدايه لذر الرماد فى العيون ولكن من يتحكم في طباعته هم آل روتشيلد بقانون امريكى ليأتى عام 1933 ليتم وضع رموز على الدوار عن طريق موافقة روزفلت رئيس امريكا الابن ليهوديه اى يهودى بمفاهيم العقيده اليهوديه وهو يهودى اشكينازى وتلك الرموز هى الهرم والعين الاحاديه وهى التى ترى كل شئ وهو شعار النوراين وايضا جمله لاتينيه تعنى النظام العولمى الجديد 
وفى هذا السرد اتى رئيس لم يعجبه الامر هو الرئيس جون كيندى عام 1963 فى الرابع من يونيه اطلق امرا تنفيذيا لاعادة حق الدوله بطباعة الدوله لعملتها الخاصه دون الحاجه لبنك روتشيلد المركزى والذى يدعى بنك الاحتياطى الفيدرالى فكان رد روتشيلد بعد 6 اشهر باغتيال كيندى لينضم الى القائمه بالرئيس الثالث الامريكى الذى يلقى حتفه على مذبح الدولار بعد ابراهام لينكولن وجارفيلد 
لينطلق بعدها الدولار باجنحته الرصاصيه الداميه الى افاق العالم على اساس سعر الاونصه من الذهب حوالى 33 دولار حتى عام 1973 حرب فينتنام ليتم طبع الدولار بلا غطاء ذهبى فيطالب ديجول الرئيس الفرنسي باستبدال الاحتياطى الدولارى الى ذهب على حسب التسعيره ومطالبا بذلك بنك روتشيلد او امريكا فلم يطول الرد وكان بفك الارتباط بين الدولار والذهب تعويم الدولار او اطلاقه كسلعه وعمله لتهتز وتتلعثم حسابات العالم ليصبح معك ورقه ليس لها اى قيمه وفى نفس الوقت انها فى حد ذاتها سلعه واحتياط فهل احد حاول ان يهز عرش رصاصة الدولار الدمويه
ولكن هل لا يوجد أحد من خارج أمريكا حاول المساس بقلعة الدولار المحصنة بالدم 
والسؤال هل احد اقترب او حاول الاقتراب من كهف امريكا الاقتصادى الواهى الذى يستند على القوة دون القانون  هل احد اقترب من تابوت موتى امريكا الى العالم تحدثنا الوقائع والاحداث القريبه ان الاجابه بنعم وان من اقترب من هذا الكهف حكم عليهم بالاعدام واردوا قتلى باسم الحريه وكان الاول هو الرئيس العراقى صدام حسين حين نوى وخطط لتصدير وتقويم بترول العراق باليورو وان ينهى سيطرة الدولار على تقويم بترول العراق فكان عقاب امريكا الداهم باحداث حرب عالميه على العراق دون سند او حجه مجرد كلمات خرجت من افواه شياطين امريكا بان العراق لديه سلاح دمار شامل الذى لم يستخدم يوما الا من مجرمى امريكا فى حق اليابان فى الحرب العالميه الثانيه فيقول المجرم الاول فى العالم ان العراق يمتلك او يشك فى امتلاكه ا وفى طريقه كما لون التقرير الرسمي لوكالة الطاقه الذرية عن طريق البرادعى لوضع بعض الاطر المقنعه للجنود والمقاتلين الامريكين لتدمير العراق وليس لاقناع العالم وفى هذه السياسه سياسة الثور الهائج تم افتراس صدام حسين واعدامه ليحافظ المجرم الامريكى على كهفه الشيطانى بالتاثير فى العالم
اما المحاوله الثانيه لاقتحام حدود الكهف فكان من فارس بدى جامح متقلب المزاج غير معلوم الوجهه معمر القذافى  الذى اراد الولوج فى هذه المخاطره بسعيه الى صك عمله افريقيه وبالفعل قطع خطوات ورصد مليارات لهذا الغرض وكدسها لتكون احتياطى لبنك مركزى مستهدف لافريقيا وهذه الاموال لم يعرف لها خبر الى الان وتم عقاب القذافى بمقتله كما شاهد الجميع 
ونعود إلى اللوحة الحاليه نجد ألوان تبدو شديدة التعقيد قوة الصين التى تصعد لتصبح المصدر الاول للعالم وزيارة رئيس الصين للعرب ومؤتمر الرياض الذى لم يظهر الكثير من الاتفاقيات التى ابرمت والنقاط التى تم الاتفاق عليها ويقول البعض أنه تم الاتفاق على سلسلة اجراءات بالتعامل خارج دائرة الدولار ويقول البعض الآخر من الصعب أن تضحى الصين باحتياطى دولارى يبلغ 3 تريلون وهنا تبدو الملامح ضبابيه فى ظل صراع عسكرى وتهاوى الاقتصاد الاوروبي وطموح البعض من الخلاص لعالم متعدد الأقطاب ولكن تبدو ولادة متعثرة بآلام شعوب اقتصادية و البعض يذهب الى أن أمريكا تواجه مشكلة كبرى فقد تم طبع دولار فى العامين السابقين أكثر من كل السنوات التى سبقتها من بداية ولادة الدولار وهنا هل المجازفة الامريكيه تنجح باغراق العالم واعادة ترتيبه أم رصاصة الدولار تنفجر فى اوصال الاقتصاد الامريكى وبالتالى الغربي وهنا تبقي الإجابة مفتوحة .

أخبار متعلقة :